بعد وقت قصير من الاحتفال بالذكرى الخمسين لظهور دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم تحت مسمى «البوندسليغا»، فإن الصراع على اللقب سيبدأ وسط أمل وحيد يكتنف المتنافسين، وهو أن بايرن ميونيخ بطل الثلاثية التاريخية في وضع جيد للغاية ويعج بالنجوم.
وبعد الفوز بلقبي الدوري والكأس في ألمانيا بجانب لقب دوري أبطال أوروبافي الموسم الماضي، فإن بايرن ميونيخ يقوده حاليا المدرب الأسباني الشابجوسيب غوارديولا، كما ضم النادي النجمين ماريو غوتزه وتياغوالكانتارا، فإن أندية القمة في ألمانيا، بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزنوشالكه، قد تكون تعول الآن على كثرة النجوم في صفوف النادي البافاري، وهو ما قد يكون حجر عثرة في طريقه نحو الألقاب.
ولكن بايرن ميونيخ من جانبه لا يشعر بالقلق قبل انطلاق الموسم الجديد غداً الجمعة بمواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ.
وقال كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة نادي بايرن ميونيخ :»أقرأ باستمرار أن الصراخ واللكمات ستبدأ قريبا في بايرن ميونيخ، يمكنني أن أهدئ من روع الجميع، سنسوي ذلك من خلال السيادة والانضباط مثلما فعلنا في العام الماضي، إنني مقتنع أنه لا يوجد لاعب بعينه يمكنه أن يخرجنا عن المسار».
وتابع: «ولكن شيء واحد فقط هو الواضح جليا في الوقت الراهن، وهو أن غوارديولا سيكون تحت ضغوط كبيرة، خاصة بعد تحقيق طلبه في التعاقد مع غوتزه والكانتارا… الآن قد حان الوقت للفوز بالألقاب، بما أن أي طريق آخر سيؤدي إلى حالة من الاضطرابات داخل النادي البافاري».
وقال أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ: «كونك في القمة شيء، وبقاؤك في القمة شيء أخر، هذه هي أصعب مهمة قد يحظى بها أي مدرب».
وتساءل هونيس: «إذا لم تتمكن من اجتياز هذا التحدي، فمن الذي يستطيع أن يفعل ذلك».
وقال ماتياس سامر مدير الكرة في بايرن ميونيخ، الذي وصف نفسه بأنه أحد المعجبين بغوارديولا: «تقاليد الفريق وبايرن ميونيخ تتماشى مع أفكار بيب، إذا لم نتأقلم عليها سيكون الوضع سلبيا».
وبالنسبة لدورتموند فإن المدير الفني يورغن كلوب لا يصنع الكثير من الضجيج مطلقا والحافز الأكبر الذي يحتاجه الفريق هو إيجاد طرق جديدة للمساعدة على تجاوز فريقه آلام الهزيمة المزعجة على يد بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، ومحاولة تعويض رحيل غوتزه، لكن دورتموند رغم كل شيء ما زال يتغنى بفريقه.
وقال كلوب :»الأولاد باتوا في صورة رائعة بعد عطلة طويلة حصلنا عليها لأنفسنا، الجميع مستعد لكل الحصص التدريبية».
وفي الوقت الذي لم يتعاقد فيه دورتموند مع لاعبين من أصحاب الأسماء الرنانة، فإن كلوب نجح في استقطاب هنريك مختاريان من صفوف شاختار دونيتسك مقابل 25 مليون يورو وبيير ايمريك اوباميانغ من سانت إتيان مقابل 13مليون يورو وسوكراتيس من فيردر بريمن مقابل تسعة ملايين يورو.
وما زال كلوب يرى أن دورتموند الذي لن يبدأ الموسم الجديد بصفته حامل اللقب للمرة الأولى منذ ثلاثة مواسم، يمكنه على الأقل أن يزعج بايرن ميونيخ.
وكان يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني قد أشار إلى أنه يود أن يرى أندية البوندسليغا تتصارع على الألقاب الأوروبية في الطريق نحو كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ويعتقد أن باير ليفركوزن وشالكه هما الناديان الآخران اللذان بإمكانهما المنافسة مع بايرن ميونيخ ودورتموند، ثم يأتي بعد ذلك حزمة من ستة أندية لديها تطلعات عالية، ولكنها لا تريد أن تنزلق بعيدا جدا.
ويدخل فريقا فرايبورغ واينتراخت فرانكفورت الموسم المقبل وهما يواجهان منافسات شرسة في البوندسليغا والدوري الأوروبي للمرة الأولى منذ زمن بعيد.
والفريقان المتأهلان إلى البوندسليغا، هما هرتا برلين العائد بعد عام واحد قضاه في دوري الدرجة الثانية بينما يعود اينتراخت براونشفيغ للمرة الأولى إلى البوندسليغا منذ 23 عاما.
وفي الذكرى الخمسين لتأسيس البوندسليغا، فإن المسابقة الألمانية في صعود دولي مستمر وفي تعاف اقتصادي دائم، ويمكن رؤية ذلك من خلال عقود البث التلفزيوني، التي تصل قيمتها إلى 448 مليون يورو، وكذلك فإن المستهلكين أمام الشاشات يحصلون على منتج راق، ويمكنهم الحصول على متابعة أكبر من أي وقت مضى، إذا دفعوا أموالا أكثر بعض الشيء. المباريات الـ306 من الدوري الألماني على الهواء مباشرة كما هو متبع، بينما المحطتان الأعلى مشاهدة في ألمانيا (ايه.ار.دي) و(زد.دي.اف) بجانب محطة (سبورت1) وصحيفة بيلد الأعلى توزيعا في ألمانيا، هم شركاء جدد لمنتج البوندسليغا على الإنترنت، وهو ما يضطر المستهلكين لدفع نفقات أكبر لمشاهدة المباريات.
ورغم الطفرة الكبيرة التي حدثت في الأعوام الأخيرة، فإن البوندسليغا لم تصبح بعد الواجهة الأكبر جاذبية في سوق انتقالات اللاعبين، حيث أصبحت أسبانيا وفرنسا بوابة النجوم الكبار، حيث انتقل راداميل فالكاو غارسيا إلى موناكو وادينسون كافاني إلى باريس سان جيرمان ودافيد فيا إلى أتليتكو مدريد ونيمار إلى برشلونة.
ولكن هذا لم يمنع أكبر مسؤولي كرة القدم في ألمانيا من الاعتراف بأن البوندسليغا أصبحت تواكب أقوى المسابقات على مستوى العالم.
وقال فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم «البوندسليغا قصة نجاح».
البوندسليغا لحقت بما وصلت له أعظم الدوريات العالمية، ولكن هل يمكن لباقي أندية البوندسليغا أن تلحق ببايرن ميونيخ؟ هذ هو سؤال الموسم الحالي.