قال رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي إن نجاح سورية في منع الولايات المتحدة الأميركية من شن ضربة عسكرية ضدها يُعتبر «انتصاراً باهراً لدبلوماسيتها (…) سوف يعزز الحل السياسي وفرص نجاحه باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة».
وخلال ترؤسه أمس الاجتماع الأسبوعي للحكومة أكد الحلقي أن «النجاحات الكبيرة والمتلاحقة التي يحققها الشعب السوري في مواجهته للحرب الكونية الشرسة والشاملة وخاصة على الصعيد العسكري والاقتصادي والإعلامي يرافقها حالياً انتصارات باهرة للدبلوماسية السورية على صعيد منع الولايات المتحدة وأعوانها من شن ضربة عسكرية ضد وطننا وشعبنا وذلك من خلال نزع فتيل الحرب وكشف حقيقة كذب وزيف الحجج الواهية التي كانوا يتسترون خلفها من أجل شن العدوان على سورية بعد إخفاق مراهنتهم على المجموعات الإرهابية بتحقيق أي انتصار وهمي على شعبنا».
ووفق بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء تلقت «الوطن» نسخة منه، شدد الحلقي على أن «هذه الانتصارات الدبلوماسية سوف تعزز الحل السياسي وفرص نجاحه باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة» وجدد ترحيب سورية «بكل المبادرات السياسية الصادقة التي تدعم مسيرة الحوار الوطني في سورية وخاصة جنيف2».
ووجه الحلقي التحية إلى الجيش العربي السوري «لملاحقته فلول العصابات الإرهابية المسلحة وتجفيف منابع الإرهاب» مؤكداً أن الحكومة «سوف تعيد بسط الأمن والاستقرار لجميع الأراضي السورية ولن تسمح بتواجد إرهابي واحد على الأرض السورية وسوف تعيد إعمار الوطن من خلال الشركات والخبرات والأموال السورية».
وبالنسبة للملف الإغاثي أكد الحلقي أن زيادة عدد المتضررين من الأعمال الإرهابية يتطلب من لجنة إعادة الإعمار واللجنة العليا للإغاثة بذل جهود أكبر على صعيد تأمين العيش الكريم للمتضررين حيث تقوم الحكومة بتأمين مستلزمات الإغاثة لأكثر من 2.5 مليون مواطن.
وأشار إلى اهتمام الحكومة بواقع الأمن الغذائي والحرص على تعزيزه وتنميته وتوسيع آفاقه ومكوناته من خلال زيادة المخازين الإستراتيجية لمختلف المواد وخاصة مادة القمح وتأمينها لجميع المحافظات السورية وخاصة المنطقة الجنوبية مشيراً إلى وجود مخزون من القمح وصل إلى 2.9 مليون طن سوف يتم تعزيزه من خلال إجراء عقود شراء مع العديد من الدول الصديقة.
وأكد الحلقي على أهمية الاستمرار في تعزيز المخزون الإستراتيجي من مادة الطحين وخاصة مع قرب وصول ناقلات كبيرة من دول عدة بينها إيران على متنها آلاف الأصناف من مادة الطحين يسد حاجة القطر لعدة أشهر ونوه بالإجراءات الناجحة التي اتخذتها اللجنة الاقتصادية المصغرة ومجلس النقد والتسليف ومصرف سورية المركزي ووزارة الداخلية وكل الجهات المعنية ما أدى إلى تعزيز استقرار الليرة السورية وخفض سعر الدولار أمامها، مشدداً على عزم وحزم الحكومة بمحاسبة وملاحقة كل من يحاول النيل من الليرة السورية والاقتصاد الوطني لافتاً إلى وجود إجراءات جديدة لمحاولة إعادة سعر صرف الليرة السورية لوضعها الطبيعي.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة اجتثاث الفساد والفاسدين من مختلف مفاصل الدولة الذين يحاولون استغلال الأزمة بهدف تحقيق منفعة مادية وشخصية، وقال لأعضاء الحكومة: «يجب علينا جميعاً تحمل مسؤولياتنا الوطنية والتاريخية تجاه شعبنا ووطننا وقيادتنا السياسية بهدف تجاوز هذه المرحلة حيث لا مجال للتقاعس والترهل ويجب علينا تأمين مقومات صمود شعبنا».
وأضاف: إن النجاحات السياسية للحكومة السورية لا يعني الاسترخاء على صعيد الأداء الحكومي، بل يجب أن تكون جميع الوزارات والجهات الحكومية بجهوزية كاملة على مدار الساعة لمواجهة أي تحديات طارئة سواء على الصعيد الاقتصادي أو الخدمي إضافة إلى تعزيز قدرات الشعب السوري في مواجهة الظروف المعيشية في ظل الأزمة.
وثمن الحلقي جهود وزاراتي التربية والتعليم العالي على صعيد إطلاق العام الدراسي والتعليمي الجديد من خلال التحاق الآلاف من التلاميذ والطلبة بالمدارس والجامعات وإعادة الحياة والنشاط لها «حيث أنه كان أحد التحديات التي راهن عليها أعداء الوطن لكن إرادة الشعب السوري انتصرت عليهم وها هي مدارسنا منارة للعلم والمعرفة في مواجهة الفكر التكفيري المجرم».
بدوره، قدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عرضاً سياسياً أشار فيه إلى المستجدات السياسية الإيجابية على الساحة الدولية والتي ستصب إيجاباً على صعيد إنجاح الحوار والحل السياسي في سورية باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة.
كما قدم نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي عرضاً حول الواقع الخدمي مشيراً إلى الاستقرار الحاصل فيه خلال الأسبوع الماضي وجاهزيته لمواجهة كافة التحديات والظروف، وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل عرضاً اقتصادياً عبر فيه عن ارتياحه لاستقرار سعر صرف الليرة السورية وإمكانية إعادة سعر صرف الليرة لوضعها الطبيعي خلال الفترة القادمة.
الوطن