ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس من الامور اليسيرة بالطبع أن نلتزم وأن نطور زمناً نتطور فيه ونستمر فيه، فلكي نصف الشيء بصدق يجب أن نعرفه بصدق بعيداً عن شعور التفرد والوعي بالذات فقط بل يجب أن يكون عبر ردّ فعل منطقي على ذينك الداءَيْن
ولا يكفي أن تكون مشاكساً كبيرا تتجلي مشاكساتك في القدح والذم تعتبر اللغة العالم الحقيقي الوحيد للسمو والعلو لتكون مفكراً تأملياً تشي كتاباتك بممارسة فن التأمل بمعزل عن الناس بل يجب أن تكون دائما في وسط الزحام وفي قلب الحياة إشفاقاُ علي الكلام المصنوع فالحياة لا يمكن أن تكون فيها قيم دائمة وأبدية خالصة
فكلنا وبفعل تراكم الأخطاء، بل الخطايا، التي راحت تُرتكب في حق المجتمع اجناس لا منتمية يشوبنا التردد نتيجة لانفصام العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية والتحولات السياسية والهجرات الداخلية والخارجية غير أن هذا لا يبدو هنا فائق الأهمية. إن كان في مقدورنا وبكل بساطة أن نكتشف قدراً كبيراً من سطحية دهاقنة الأدب وسيطرة التلفزة والفكر الاستعراضي ووسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الثقافية
لذا فإن المعرفة النظرية والتجريبية تظل تفتقر إلي تجربتنا نحن، إلي معاناتنا التي لم نكملها بالمعرفة المستقاة من العيش وسط الناس
حين سُئل ألبرتو مورافيا عن الكيفية التي سيكون عليها عالم المستقبل، في رأيه، أجاب “أنا، في نهاية الأمر، متفائل. في الأمس فقط كان الناس يمتشقون السيوف ويرتدون الشعر المستعار على رؤوسهم ويمتطون الأحصنة. إنني لأعتقد أن الإنسانية بالكاد خرجت حديثاً من طفولتها. وهي اليوم، لذلك، تعيش مرحلة المراهقة. أما مستقبلها، فما هو إلّا مستقبل العلم والتطبيقات التكنولوجية التي لا يزال في وسعها أن تقلب العالم رأساً على عقب. ومع هذا، صحيح كذلك، أن المراهقة في الحياة هي مرحلة أزمة عميقة وأن عالمنا يمكنه أن يفنى حتى من قبل أن يصل إلى كامل شبابه
ورغم القبح اللامادي للأدب بتلك الفترة الزمنية التي صدمت معها اجسادنا وارواحنا خرج علينا الكاتب والمفكر المغربي محمد شكري بكتابه الخبز الحافي ليقدم لنا قضية فرديةعبر بوح سردي متواصل تحت وطأة القهر الإنساني فتعاطفنا معه و مغاليا متعديا بوصف أمه بالعاهره فاختلفنا وعبنا ما أتكأ عليه وتتوالي الاحداث المخجلة مع كتاب الحب في المنفي للكاتب العراقي بهاء طاهر والذي خط في روايته أن (تعاليم القرآن خراء) ليتجاوز أشد الخطوط الدينية الحمراء والأشد انفجاراً في تعزيز ثقافة الصراع الديني وغيرها من الكتب التي عملت علي استنطاق الواقع العربي بغير ماهية ولا حقيقة يتطرق إليها الندم دون أن نعفي أنفسنا من المسئولية
ولأن الالتزام هو الذي نحب أن نخطئ معه سعي كل باحث وسط الزحام البرجوازي عن منظور جدلي صاخب يزعج شعور الطيبين وينبىء هذا المجتمع غير الإرادى للكلمات بالكتابة الأوتوماتيكية في ظل وجود وحركات وفعل وفعل درامي من اجل تحسين الصورة
وما اشرنا إليه ليس إلا تحرياً واستكشافاً مستعيرين من هيراقليطس الما –قبل- سقراط. لقد وجد الإنسان نفسه مرميّاً في هذا العالم بوصفه كائناً مسؤولاً، ما يعني أن لا عذر له ولا ظروف تخفيفية خارج حريته والتزامه بتلك الحرية، دون أن يمس الدين نصاً وتمثيلاً وبغض النظر عن الفشل المؤقت في عملية التحويل وولادة الإنسان الجديد بحياة الشعب العربي ورسم لوحة من النضال العفوي أخذ المفكرون بكتاباتهم يخطون في ابعاد غياب العدالة الاجتماعية وجور واضطهاد المحتلين دون أن نغفل أن كافة ما كتب لم يخل من الطرق التصويرية الفوتوغرافية وعن الوعظ الممل والجدل المغالي فيه فنحن ما زلنا نعيش قصة الفراغ الزجاجي كطوائف مهمشة اشد ظلاما من ذي قبل دون اختيار الموقف الذي يعبر اكثر من سواه فهناك فرق بين الفعل المنفرد والاستكشاف والمعزول
…………