ولد أسعد زكاري في دمشق عام 1930، وسافر إلى الإسكندرية عام 1952 لدراسة الهندسة، هناك استجاب لميوله الفنية فتدرب على رسم الموديلات الحيّة في مرسم الفنان الإيطالي (اوتورينو بيكى) خلال العامين الأولين لإقامته في الإسكندرية. ومن ثم بدأ بالتردد على مرسم الفنانين سيف وأدهم وانلي اللذين كانا بدورهما قد درسا الفن في مرسم بيكي في النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن يفتتحا مرسمها الخاص المشترك في منتصفها. وقد تأثر زكاري بتجربة سيف وانلي الحداثية، خاصة أنه كان قد أحاط بالاتجاه التقليدي في تاريخ الفن، معرفة وممارسة، وقد بدا تأثير وانلي واضحاً في معرض (اسكندراني) جمع زكاري مع اثنين من الفنانين المصرين، وكذلك في معرضه الشخصي الأول في صالة الصداقة الفرنسية بالإسكندرية، دون أن يعني ذلك بحال من الأحوال اختفاء خصوصية التلميذ خلف خبرة أستاذه. غير أن الحدث الأهم في سيرة أسعد زكاري كان يوم أقام معرضه الفردي الأول في المتحف الوطني بدمشق عام 1956 ، إذ أحدث هذا المعرض صدى واسعاً في الوسط التشكيلي بفضل الروح الجديدة التي عبّر عنها في البحث عن أشكال أكثر حداثة، مع المحافظة على تماسك الخطوط ونقاء الألوان، وخاصة لوحة(العذراء) التي سبق أن عرضها في معرض الأصدقاء الثلاثة في الاسكندرية وحظيت باهتمام إعلامي خاص. ولم يشارك أسعد زكاري في المعرض السنوي حتى عام 1959 (معرض الربيع والخريف) ولقيت مشاركته الصدى ذاته الذي لقيه معرضه الفردي، حتى أن الكتاب الذي أصدرته وزارة الثقافة عن المعرض السنوي منذ تأسيسه عام 1950 قد أفرد مساحة خاصة لسرد سيرته الذاتية المختصرة ضمن ثلاثين مصوِّراً من أصل 148 فناناً شاركوا في المعرض منذ تأسيسه حتى ذلك العام.
توفي الفنان أسعد زكاري في 25 تموز 2020 إثر نوبة قلبية عن عمر 90 عاماً .
( بتصرف عن صفحة الصديق الناقد سعد القاسم وصفحات أخرى )