دمشق جريدة الثورة
ثورة زينية
الاستهتار واللامبالاة لازالت تحكم تصرفات البعض في أسواق العاصمة، فعج سوق العتيق بالمئات من المواطنين وتسيد الازدحام الموقف في هذا السوق، بحيث لم يختلف أبداً عن الأيام العادية وازدحم السوق بحركة سيارات النقل الصغيرة السوزوكي، التي امتلأت بالخضار والفواكه والمواد التموينية تتعالى أصوات أصحابها لحث المتسوقين على الشراء منها.
وأكد بعض أصحاب البسطات والمحال التجارية في سوق العتيق لـ (الثورة) أن حركة البيع والشراء تزايدت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، وحتى الآن لم يلحظ أي تناقص لأعداد المتسوقين، بل ازدادت الكميات التي يشتريها المواطنون من المواد التموينية مثل المعكرونة والرز والشاي والقهوة والزيوت والسمون والطحين. وانطلقنا باتجاه سوق الحميدية الذي كان خالياً تماماً من أي حركة في ظل التزام كامل من قبل المحلات والفعاليات التجارية فيها، بالإغلاق والحال ينطبق على سوق الطويل وسوق الصوف وسوق مدحت باشا، لنعود أدراجنا إلى سوق باب سريجة الذي ازدحم عن آخره بأعداد كبيرة من المواطنين كعادة هذا السوق، وكأن آذان مرتاديه قد صمت عن سماع ماحولها ولم نلحظ سوى قلة من الاشخاص المتواجدين قد التزموا بوضع الكمامات الطبية، فيما ازدحمت محلات السندويش والوجبات السريعة ومحلات بيع الكنافة بأعداد كبيرة من المواطنين، ولم تسلم أبواب منافذ السورية للتجارة لبيع اللحوم الموجودة في السوق من ازدحام كبير هي الأخرى، إضافة إلى طوابير طويلة من المواطنين الذين اصطفوا للحصول على الخبز من الفرن الموجود.
أصحاب بعض المحال التجارية أكدوا أن الحركة لم تتراجع مطلقاً خلال الأيام الماضية، بل ازدادت بشكل غير مسبوق ولاسيما في الأيام الاخيرة خوفاً من إغلاق المحلات، مضيفين أنهم يحاولون قدر الإمكان الالتزام بالإجراءات الصحية.
وبعد معاناة للخروج من الازدحام الشديد الذي تسيد الموقف في سوق باب السريجة أكملنا جولتنا باتجاه حديقة القرماني التي ازدحم على مقاعدها مواطنون فيما افترش عشرات آخرون العشب الأخضر فيها، لتعج بمرتاديها في تجاهل واضح لقرارات محافظة دمشق بإغلاق جميع الحدائق في المدينة ومنع الدخول إليها.
وباتجاه ساحة الشهداء في المرجة كان المشهد صادماً للأعداد الكبيرة المتواجدة في الساحة من قبل قاطني الفنادق المحيطة بالساحة دون أدنى التزام بمقومات الحماية أو الالتزام بأدنى قواعد النظافة، فرمي مخلفات الطعام وأعقاب السجائر ملأت المكان، فيما حمل عامل النظافة الوحيد الموجود في المكان على عاتقه الجمع المتواصل، لما يرميه هؤلاء الأشخاص بالمقابل التزمت جميع المحال التجارية الموجودة في المنطقة بالإغلاق باستثناء محلات العصائر واالسندويش والحلويات والمحامص ومحلات بيع الدخان ومستلزمات (الأراكيل)، وفي لقاءات مع البعض ممن تواجد من الساحة أكدوا أنهم نزلوا للاستمتاع بدفء أشعة الشمس ولم يبد أياً ممن التقيناهم مبالاة بالإجراءات حتى إننا لم نلمح أي شخص قام بوضع كمامة على سبيل المثال في هذا المكان المزدحم بالحركة.
ولم تكن الحدائق الموجودة في محيط فندق الفورسيزنز في منطقة فيكتوريا بأحسن حال فقد امتلأت هي الأخرى بأعداد كبيرة من المواطنين، وفي هذا الاطار أشار عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق سمير جزائرلي في تصريح ( للثورة) أن قرار الإغلاق يشمل جميع الحدائق، ولكن في الحدائق المفتوحة تحدث بعض الاختراقات بدخول المواطنين، مؤكداً أنه سيتم معالجة الأمر بتوجيه شرطة المحافظة لإخلاء هذه الحدائق فوراً، وفيما يتعلق بالأسواق أكد أن هناك قرارات صارمة بالإغلاق تم الالتزام بها وما تشهده بعض الأسواق من ازدحام نتيجة لإقبال المواطنين على شراء المواد الغذائية والتموينية خوفاً من إغلاق محال بيعها، مضيفاً نحن نقوم بتنفيذ القرارات والإجراءات الحكومية الاحترازية ومعالجة أي شكاوى تتعلق بمخالفة هذه الإجراءات لافتاً إلى استمرار عمليات التعقيم لجميع مرافق الحياة في العاصمة دمشق ووسائط النقل كافة حتى الخاصة منها.