ت
التخاطر أو Telepatheia علمياً هو انتقال أفكار وصور عقلية من عقل إلى آخر دون الاستعانة بالحواس الخمسة أو بأي وسيط مادي، فهو إذن استقبال للطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، أي أنه يدرك أفكار الآخرين ويعرف مايدور في عقولهم وأيضاً باستطاعته إرسال خواطره وإدخالها في عقول الآخرين. هذه الظاهرة لايحكمها زمان ولا مكان، هي مجرد غريزة فطرية.
كلمة التخاطر منقسمة إلى شقين: الشق الأول Tele وتعني المسافة والشق الثاني Patheia ومعناه أن تكون تحت تأثير معين وإذا جمعناهم معاً سوف تصبح معناها التأثير عن بعد.
حاول البشر وضع نظريات عديدة لتفسير ظاهرة التخاطر لكن هذه النظريات لم تنجح لأن هذه الظاهرة تتحدى الزمان والمكان وتُـفَسّرْ على أنها موجات تنبعث من المخ كالموجات الكهرومغناطيسية. أما العلم الحديث فأثبت نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان. ونظراً لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها، مولدةً بدورها مجالاً مغناطيسياً دقيقاً للغاية، فإن العقل عندما يكون في حالة اليقظة يصدر أشعة "بيتا" وعند التأمل يصدر أشعة "ألفا" وعند الاسترخاء الشديد يصدر أشعة "ثيتا" وعند النوم العميق يصدر أشعة "دلتا"، ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسادنا ضعُفت قدرة الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وصار يحدث بصورة نادرة.
الفكرة تقوم في أساسها على الاعتقاد بأن المخ خلال العملية الفكرية يطلق إشعاعات أو ذبذبات هي في الحقيقة عبارة عن (الموجات الفكرية) تكون الغدة الصنوبرية هي المسؤولة عن ارسالها وهي التي تتحكم بصورة فوق العادة على اللاشعور عند الطرف المستقبل. وقد شبه الكثير من العلماء هذه الظاهرة بعملية إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية، فالمخ يعتبر هنا جهاز الإرسال بينهما وتكون الصورة المتخيلة في المخ رقم الهاتف المراد الاتصال به بينما يكون الطرف الثالث هو المستقبل، وهذه العملية تسمى التخاطر.
هناك أنواع كثيرة من التخاطر ولكن جميعها تشترك في عامل واحد وهو الموجات الفكرية أي الموجات التي يطلقها المخ في العملية العقلية شديدة التركيز. وكل ماهو مطلوب هو جهاز إرسال سليم. فالأشخاص ذوو النفوس الطيبة والقلوب النقية أكثر قدرة من غيرهم على التواصل بهذه الطريقة. بينما يصعب على الأشخاص ذوي المزاج العصبي إجراء هذا الاتصال لأنه يحتاج للتركيز والشفافية لإجراء مثل هكذا اتصال. وهذا الاتصال يتم على مستوى روحي. فكلما كانت روحك نقية وشفافة كان الاتصال سريعاً وقوياً وواضحاً والعكس بالعكس. والوضعية الأنسب للاتصال تكون في الاسترخاء إذ يصعب التخاطر في الضوضاء وفي حالات الضغط النفسي ومن الأفضل أن تكون في منطقة منعزلة ذات إضاءة خافتة قدر الإمكان وحضور ذهني كامل لهذه العملية.
– مستويات التخاطر:
المستوى الأول: الإيحاء: وهو مستوى التأثير النفسي المتمثل بالإيحاء، كالتثاؤب في غرفة والذي يؤدي إلى شعور الآخرين بالنعاس وبالتالي يمكن تسمية هذا المستوى بأنه التخاطر الميكانيكي أو الإيحائي.
المستوى الثاني: التخاطر التلباثي: والذي يحدث عبر المجال الكهربائي الناتج من سيلات أعصاب الجسم البشري، فعند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر مثل أفراد العائلة الواحدة أو إحساس الأم عندما يكون أحد أطفالها في ورطة أو عند حدوث التخاطر الروحي بين حبيبين.
يقول العالم البريطاني جوزيف سينل: "التخاطر عملية تشبه عملية الاتصالات اللاسلكية المعروفة، فالعقل البشري يموج بالإشارات الكهربية التي تنتقل دوماً بين المخ والأعصاب وتربطه بأعضاء الجسم، وتبلغ هذه الإشارات حداً مناسباً يمكنها أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك (أي الأعصاب) فتسافر من عقل إلى عقل".
أما ج.ب.راين فيقول: "الأمر عبارة عن نوع من الشفافية الروحانية التي تتيح للروح الالتقاء بالأرواح الأخرى واستنطاقها عما يدور في أجساد وعقول أصحابها".
– الظروف التي تساعد على إنجاح عملية التخاطر:
أن تكون الليلة قمرية، الذهن صافي، الأعصاب هادئة، أن لا يكون الشخص غضبان، اعتدال الطقس وصفاء الجو، أن تكون هناك رابطة روحية واعتقاد تام بنجاح العملية، الشعور بالتسامح تجاه الذي تريد إرسال الرسالة إليه.
– تمرين شيرمان للتخاطر في كتابه "الإدراك الحسي الزائد":
أولاً: ارقد مستريحاً على أريكة أو سرير أو اجلس على كرسي تراه مريحاً حقاً، وعليك أن تشعر بأن الكرسي أو السرير قادراً على تحمل وزنك وأنه يريحك تماماً من كل عناء.
ثانياً: ركز انتباه عقلك الشعوري في هدوء على إحدى ساقيك، اجعل بتأثير إرادتك هذه الساق ترتفع للأمام أولاً على حسب الحال وعندما تبدأ بالإحساس بالإجهاد لربما كان بعد دقيقة من بدء التمرين تخلّ عنها ذهنياً ودعها تسقط كما لو كانت انفصلت عن جسمك تماماً، والآن اسحب انتباه عقلك الشعوري من هذه الساق وركز على الساق الأخرى بنفس الطريقة وهكذا اليد اليمنى فاليسرى ارفعها ثم دعها تسقط لترتاح، وهكذا البطن والصدر حتى تكون في النهاية مسترخياً تماماً طالباً للراحة والسكون بعد الجهد الشعوري الذي بذلته.
ثالثاً: خذ أنفاساً عميقة دون عدد معين ومع كل شهيق وزفير أشعِر نفسك أنك تسافر بعيداً عن جسمك الفيزيقي وترحل عنه، ستشعر بذلك فعلاً بعد فترة تقارب الثلاث دقائق أنك بالفعل بدأت تغادر هذا الجسم لاشعورياً.
رابعاً: الآن وأنت في هذه الحال ستكون مستشعراً لثلاثة أمور هي: أ-الذاكرة: سوف تتعامل مع نفسك وفق ماتتذكره من أحداث وتجارب وصور ذهنية لارابط لها، وهذا المستوى هو الذي سوف يسعفك في تحويل الأمواج الفكرية إلى صور وأحداث تفسر وفق ماتحمله أنت من مشاهد وخبرات مختزنة في مجال الذاكرة. ب-قدراتك الخلاقة: بمعنى أنك الآن على أهبة المعرفة الإشراقية لتلقي الانطباعات والأمواج الفكرية ففي هذا الوقت بالذات تكون في أرقى المستويات وأنجع الأوقات لتلقي الرسائل الفكرية. ج-قدراتك العلاجية أو بمعنى آخر الإيحاء الذاتي فهذا يمكنك أن تستغل هذه الغيبة الخفيفة لإرسال الإيحاء الذاتي لعلاج سلوك سيء أو علاج مرض عضال فالشعور هنا في قمة الانتباه.
خامساً: الآن استشعر وجود شاشة بيضاء أمامك تغطي كل شيء أسود ويجب أن تشعر أن بياضها يبهرك ويشعرك بقوته.
سادساً: الآن تبدأ في إدخال صورة الشخص الذي تود تلقي رسالة أو رسائل فكرية عنه ومنه ولديك ثقة في عقلك الباطن أنه بقدراته الخلاقة سيسعفك في تلقي الانطباعات وماعليك سوى تسجيلها من خلال ذاكرتك اليقظة مع الاهتمام بالصور التي تحمل معها نبضات حسية أي مشاعر مميزة بخلاف أية صورة لاقيمة لها حسياً، وبعض العلماء يقول أن علامة الصورة التي تحمل معها نبضات حسية من غيرها هي أن الصورة التي تحمل قوة حسية تستمر معك فترة طويلة لربما ساعة أو أكثر مرافقة لمشاعر معينة أما الصورة التي تأتي وتذهب ولاتزعجك فلا قيمة لها.
ومن الأفضل أن تتم عملية الترنم مع عقل أو عقول الآخرين عند كونهم نائمين فهنا نستطيع التغلب عقبة عسيرة وهي عقبة أنهم لو كانوا يقظين فهناك عقبة الشعور وأنت عند التخاطر تحتاج مخاطبة اللاشعور فيهم.
لقد ازدهرت بحوث ماوراء النفس (البارابسيكولوجي) أو مايعرف بما وراء الروح ازدهاراً لايمكن أن نتصوره في شرقنا الأدنى، لأننا اخترنا لأنفسنا طريق الإغلاق الكامل، وهنا الكارثة الحقيقية التي تهدد تطورنا بالنسبة لكشوف الذات الإنسانية بعد أن جنت على تطورنا بالنسبة لكشوف المادة. وليس التخاطر فقط مايُدرس في المستوى المادي بل يدرس جميع قوى العقل غير الطبيعية مثل السيطرة على العقل والتحكم بالمواد وغيرها من القوى العقلية غير الطبيعية.
هذا ومع العلم أن التخاطر شكل من أشكال التواصل الطبيعية، يعتقد أن هذه الملكة العقلية هي ناتج من التخاطب العقلي إلى عقل آخر الذي يعتمد على التركيز الذهني الشديد، وخاصة في نقل الأفكار واستقبالها من دون حدوث أي اتصال عادي. عموماً التخاطر عن بعد هو عبارة عن حاسة قد تدرج ضمن مايعرف باسم الحاسة السادسة عند الإنسان ممكن لأي شخص دراستها ولكن بعد تعب ومشقة.
مانحاول قوله هنا.. أن العلم الحديث استطاع إثبات فعالية ظاهرة التخاطر بتفنيد أنواعه ومستوياته وضرورة وجود ظروف مناسبة للقيام بها على أكمل وجه، أما مايجب علينا الإيمان به داخلياً هو أنه نحن أيضاً باستطاعتنا أن نوصل مابداخلنا لأشخاص نتمناهم حولنا مهما كانت المسافات حائلاً بيننا، ومهما كانت الإثباتات العلمية مقتصرة على أناس مختصون بإرسال تلك الموجات واستقبالها، نحن بحاجة فقط إلى الإخلاص في مشاعرنا تجاه من نحب.. وأن نؤمن بأن رسالتنا ستصل إليهم أو أن مايدور في خَلـَدنا تجاههم يشعرون به أيضاً كما نشعر به نحن، لأن الإنسان عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس التي يترجمها بالكلام والسلام والحركات والسكنات.. كائن يختلف كلياً عن باقي الكائنات في كيفية تلقي وإرسال هذه الموجات لدرجة أن هالات المحبين تتداخل فيما بينها عند توارد الخواطر فيما بينهم (وهذا مثبت علمياً أيضاً). وأخيراً فالمحبة التي زرعها الله في قلوبنا لاتقتصر فقط على الشعور بالإعجاب بجمال الشخص وجاذبيته عند النظر إليه، المحبة لها كاريزما خاصة لايستطيع الجميع تفسيرها بالطريقة المـُثلى، لكن كونوا على يقين أن أحبائكم ينتظرون موجاتكم وهالاتكم لتتداخل مع هالاتهم لأن الحيــاة بدون محبة لاتستحق المغامرة فيها.
كلمة التخاطر منقسمة إلى شقين: الشق الأول Tele وتعني المسافة والشق الثاني Patheia ومعناه أن تكون تحت تأثير معين وإذا جمعناهم معاً سوف تصبح معناها التأثير عن بعد.
حاول البشر وضع نظريات عديدة لتفسير ظاهرة التخاطر لكن هذه النظريات لم تنجح لأن هذه الظاهرة تتحدى الزمان والمكان وتُـفَسّرْ على أنها موجات تنبعث من المخ كالموجات الكهرومغناطيسية. أما العلم الحديث فأثبت نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان. ونظراً لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها، مولدةً بدورها مجالاً مغناطيسياً دقيقاً للغاية، فإن العقل عندما يكون في حالة اليقظة يصدر أشعة "بيتا" وعند التأمل يصدر أشعة "ألفا" وعند الاسترخاء الشديد يصدر أشعة "ثيتا" وعند النوم العميق يصدر أشعة "دلتا"، ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسادنا ضعُفت قدرة الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وصار يحدث بصورة نادرة.
الفكرة تقوم في أساسها على الاعتقاد بأن المخ خلال العملية الفكرية يطلق إشعاعات أو ذبذبات هي في الحقيقة عبارة عن (الموجات الفكرية) تكون الغدة الصنوبرية هي المسؤولة عن ارسالها وهي التي تتحكم بصورة فوق العادة على اللاشعور عند الطرف المستقبل. وقد شبه الكثير من العلماء هذه الظاهرة بعملية إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية، فالمخ يعتبر هنا جهاز الإرسال بينهما وتكون الصورة المتخيلة في المخ رقم الهاتف المراد الاتصال به بينما يكون الطرف الثالث هو المستقبل، وهذه العملية تسمى التخاطر.
هناك أنواع كثيرة من التخاطر ولكن جميعها تشترك في عامل واحد وهو الموجات الفكرية أي الموجات التي يطلقها المخ في العملية العقلية شديدة التركيز. وكل ماهو مطلوب هو جهاز إرسال سليم. فالأشخاص ذوو النفوس الطيبة والقلوب النقية أكثر قدرة من غيرهم على التواصل بهذه الطريقة. بينما يصعب على الأشخاص ذوي المزاج العصبي إجراء هذا الاتصال لأنه يحتاج للتركيز والشفافية لإجراء مثل هكذا اتصال. وهذا الاتصال يتم على مستوى روحي. فكلما كانت روحك نقية وشفافة كان الاتصال سريعاً وقوياً وواضحاً والعكس بالعكس. والوضعية الأنسب للاتصال تكون في الاسترخاء إذ يصعب التخاطر في الضوضاء وفي حالات الضغط النفسي ومن الأفضل أن تكون في منطقة منعزلة ذات إضاءة خافتة قدر الإمكان وحضور ذهني كامل لهذه العملية.
– مستويات التخاطر:
المستوى الأول: الإيحاء: وهو مستوى التأثير النفسي المتمثل بالإيحاء، كالتثاؤب في غرفة والذي يؤدي إلى شعور الآخرين بالنعاس وبالتالي يمكن تسمية هذا المستوى بأنه التخاطر الميكانيكي أو الإيحائي.
المستوى الثاني: التخاطر التلباثي: والذي يحدث عبر المجال الكهربائي الناتج من سيلات أعصاب الجسم البشري، فعند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر مثل أفراد العائلة الواحدة أو إحساس الأم عندما يكون أحد أطفالها في ورطة أو عند حدوث التخاطر الروحي بين حبيبين.
يقول العالم البريطاني جوزيف سينل: "التخاطر عملية تشبه عملية الاتصالات اللاسلكية المعروفة، فالعقل البشري يموج بالإشارات الكهربية التي تنتقل دوماً بين المخ والأعصاب وتربطه بأعضاء الجسم، وتبلغ هذه الإشارات حداً مناسباً يمكنها أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك (أي الأعصاب) فتسافر من عقل إلى عقل".
أما ج.ب.راين فيقول: "الأمر عبارة عن نوع من الشفافية الروحانية التي تتيح للروح الالتقاء بالأرواح الأخرى واستنطاقها عما يدور في أجساد وعقول أصحابها".
– الظروف التي تساعد على إنجاح عملية التخاطر:
أن تكون الليلة قمرية، الذهن صافي، الأعصاب هادئة، أن لا يكون الشخص غضبان، اعتدال الطقس وصفاء الجو، أن تكون هناك رابطة روحية واعتقاد تام بنجاح العملية، الشعور بالتسامح تجاه الذي تريد إرسال الرسالة إليه.
– تمرين شيرمان للتخاطر في كتابه "الإدراك الحسي الزائد":
أولاً: ارقد مستريحاً على أريكة أو سرير أو اجلس على كرسي تراه مريحاً حقاً، وعليك أن تشعر بأن الكرسي أو السرير قادراً على تحمل وزنك وأنه يريحك تماماً من كل عناء.
ثانياً: ركز انتباه عقلك الشعوري في هدوء على إحدى ساقيك، اجعل بتأثير إرادتك هذه الساق ترتفع للأمام أولاً على حسب الحال وعندما تبدأ بالإحساس بالإجهاد لربما كان بعد دقيقة من بدء التمرين تخلّ عنها ذهنياً ودعها تسقط كما لو كانت انفصلت عن جسمك تماماً، والآن اسحب انتباه عقلك الشعوري من هذه الساق وركز على الساق الأخرى بنفس الطريقة وهكذا اليد اليمنى فاليسرى ارفعها ثم دعها تسقط لترتاح، وهكذا البطن والصدر حتى تكون في النهاية مسترخياً تماماً طالباً للراحة والسكون بعد الجهد الشعوري الذي بذلته.
ثالثاً: خذ أنفاساً عميقة دون عدد معين ومع كل شهيق وزفير أشعِر نفسك أنك تسافر بعيداً عن جسمك الفيزيقي وترحل عنه، ستشعر بذلك فعلاً بعد فترة تقارب الثلاث دقائق أنك بالفعل بدأت تغادر هذا الجسم لاشعورياً.
رابعاً: الآن وأنت في هذه الحال ستكون مستشعراً لثلاثة أمور هي: أ-الذاكرة: سوف تتعامل مع نفسك وفق ماتتذكره من أحداث وتجارب وصور ذهنية لارابط لها، وهذا المستوى هو الذي سوف يسعفك في تحويل الأمواج الفكرية إلى صور وأحداث تفسر وفق ماتحمله أنت من مشاهد وخبرات مختزنة في مجال الذاكرة. ب-قدراتك الخلاقة: بمعنى أنك الآن على أهبة المعرفة الإشراقية لتلقي الانطباعات والأمواج الفكرية ففي هذا الوقت بالذات تكون في أرقى المستويات وأنجع الأوقات لتلقي الرسائل الفكرية. ج-قدراتك العلاجية أو بمعنى آخر الإيحاء الذاتي فهذا يمكنك أن تستغل هذه الغيبة الخفيفة لإرسال الإيحاء الذاتي لعلاج سلوك سيء أو علاج مرض عضال فالشعور هنا في قمة الانتباه.
خامساً: الآن استشعر وجود شاشة بيضاء أمامك تغطي كل شيء أسود ويجب أن تشعر أن بياضها يبهرك ويشعرك بقوته.
سادساً: الآن تبدأ في إدخال صورة الشخص الذي تود تلقي رسالة أو رسائل فكرية عنه ومنه ولديك ثقة في عقلك الباطن أنه بقدراته الخلاقة سيسعفك في تلقي الانطباعات وماعليك سوى تسجيلها من خلال ذاكرتك اليقظة مع الاهتمام بالصور التي تحمل معها نبضات حسية أي مشاعر مميزة بخلاف أية صورة لاقيمة لها حسياً، وبعض العلماء يقول أن علامة الصورة التي تحمل معها نبضات حسية من غيرها هي أن الصورة التي تحمل قوة حسية تستمر معك فترة طويلة لربما ساعة أو أكثر مرافقة لمشاعر معينة أما الصورة التي تأتي وتذهب ولاتزعجك فلا قيمة لها.
ومن الأفضل أن تتم عملية الترنم مع عقل أو عقول الآخرين عند كونهم نائمين فهنا نستطيع التغلب عقبة عسيرة وهي عقبة أنهم لو كانوا يقظين فهناك عقبة الشعور وأنت عند التخاطر تحتاج مخاطبة اللاشعور فيهم.
لقد ازدهرت بحوث ماوراء النفس (البارابسيكولوجي) أو مايعرف بما وراء الروح ازدهاراً لايمكن أن نتصوره في شرقنا الأدنى، لأننا اخترنا لأنفسنا طريق الإغلاق الكامل، وهنا الكارثة الحقيقية التي تهدد تطورنا بالنسبة لكشوف الذات الإنسانية بعد أن جنت على تطورنا بالنسبة لكشوف المادة. وليس التخاطر فقط مايُدرس في المستوى المادي بل يدرس جميع قوى العقل غير الطبيعية مثل السيطرة على العقل والتحكم بالمواد وغيرها من القوى العقلية غير الطبيعية.
هذا ومع العلم أن التخاطر شكل من أشكال التواصل الطبيعية، يعتقد أن هذه الملكة العقلية هي ناتج من التخاطب العقلي إلى عقل آخر الذي يعتمد على التركيز الذهني الشديد، وخاصة في نقل الأفكار واستقبالها من دون حدوث أي اتصال عادي. عموماً التخاطر عن بعد هو عبارة عن حاسة قد تدرج ضمن مايعرف باسم الحاسة السادسة عند الإنسان ممكن لأي شخص دراستها ولكن بعد تعب ومشقة.
مانحاول قوله هنا.. أن العلم الحديث استطاع إثبات فعالية ظاهرة التخاطر بتفنيد أنواعه ومستوياته وضرورة وجود ظروف مناسبة للقيام بها على أكمل وجه، أما مايجب علينا الإيمان به داخلياً هو أنه نحن أيضاً باستطاعتنا أن نوصل مابداخلنا لأشخاص نتمناهم حولنا مهما كانت المسافات حائلاً بيننا، ومهما كانت الإثباتات العلمية مقتصرة على أناس مختصون بإرسال تلك الموجات واستقبالها، نحن بحاجة فقط إلى الإخلاص في مشاعرنا تجاه من نحب.. وأن نؤمن بأن رسالتنا ستصل إليهم أو أن مايدور في خَلـَدنا تجاههم يشعرون به أيضاً كما نشعر به نحن، لأن الإنسان عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس التي يترجمها بالكلام والسلام والحركات والسكنات.. كائن يختلف كلياً عن باقي الكائنات في كيفية تلقي وإرسال هذه الموجات لدرجة أن هالات المحبين تتداخل فيما بينها عند توارد الخواطر فيما بينهم (وهذا مثبت علمياً أيضاً). وأخيراً فالمحبة التي زرعها الله في قلوبنا لاتقتصر فقط على الشعور بالإعجاب بجمال الشخص وجاذبيته عند النظر إليه، المحبة لها كاريزما خاصة لايستطيع الجميع تفسيرها بالطريقة المـُثلى، لكن كونوا على يقين أن أحبائكم ينتظرون موجاتكم وهالاتكم لتتداخل مع هالاتهم لأن الحيــاة بدون محبة لاتستحق المغامرة فيها.