رجل ٌ واحد ٌ نزل من على الشجرة .. فتهاوت كل الأغصان و الأوراق وراءه .. هو يعرف ماذا يفعل .. أما الأدوات فأتباع ظله و تحركاته و حتى رفة عينيه و حركات يديه الإرادية منها و اللا إرادية .. هم أشباح ٌ بكل ما تعنيه الكلمة .. لا ماء في وجوههم و لا خجل ٌ في أعينهم , يمدون أيديهم المضرجة بدماء السوريين .. لمصافحة السوريين .
هل هو ذكاء ٌ منهم و محاولة اللحاق بالركب قبل فوات الأوان ..؟؟
هل يكفي للسوريين أن ُيسمعوهم طيب التصاريح , أو ما يرسلونه من طلبات الزيارة و إعادة فتح السفارة ..؟؟
ففي اختبار الذكاء سقطوا .. و خاضوا المعركة , و بدماء السوريين لم يأبهوا , و حملوا السيوف و قطّعوا أجسادهم و دمروا شوارع مدنهم , ونهشوا جسد دولتهم .
أي ودّ ٍ مفاجىء ٍ وأي عودة يبغون .. يظنون أنه بالمال يحاربون و يقتلون و يدمرون .. و بالمال يصالحون ؟
لم يجف بعد حبر تاّمرهم على سورية ولم تزل أصواتهم تعلو و تصدح و تنادي بفنائنا و موتنا , ولم يجف بعد دماء من سقطوا منّا بغدرهم و فجورهم و عهرهم , ولا تزال قوافل شهدائنا تسير أمام أعيننا و أعينهم ..
ويظنون أنهم أذكياء !!.
فمنذ أيام ٍ قليلة ٍ وقفوا على المنبر الأممي ينعقون و يتشدقون و في حقدهم مستمرون .. نسيوا ما فعلوه في الحقل .. وقفزوا الى البيدر .
أساحر ٌ هو إذ نزل عن الشجرة ..؟؟
هل يظنون أن بإمكانهم أن يلعبوا كلا الدورين معا ً .. دور ٌ باليد التي تصافح , وأخرى تقطع الرؤوس ؟.
حقا ً لم يتعلموا شيئا ً بعد .. فهاهم يتعجّلون البيدر و يضعون قدم ٌهنا و قدم ٌ هناك علّهم يضغطون و بفعلتهم ينجون و بالتالي يكسبون .
لقد تورّطوا بالإجرام حتى رؤوسهم .. و قلناها مرارا ً و تكرارا ً " لن ننسى ولن نسامح " .
لكننا لن نرد بالقتل و الدماء و الفتن مثلهم , فهذا ليس من شيمنا .. بل سيكون ردنا سوريا ً بإمتياز , فترقبوا وامتحنوا ذكائكم , فلن يبقى في جيبكم فلسا ً واحدا ً تتاّمرون فيه على الشعوب العربية .
سنحاربكم بعلومنا وثقافتنا وتقدمنا وازدهارنا .. وستبقون أنتم سجناء حقدكم يا أعداء الانسان و العلم و الحضارة و القيم , سنعيد بهاء وطننا وسينبعث من بين أيدينا النور الجديد .
لم تأبهوا بالنبوءة السورية إذ وعدتكم بالهزيمة , وباصطفافكم الواحد تلو الأخر طالبين الصفح و العفو .
الاّن فقط بدأتم تهرولون و نحونا تتدافعون .. فمنّا لم ولن تنالون .
ليس غريبا ً أن يتاّمر علينا الغرباء و العجم .. بل الغريب و المعيب أن تفعلوها أنتم " أي عرب ٍ أنتم " فالعروبة منكم براء .
إن تدافع الغرب تجاهنا فهو دليل اعترافهم بنصرنا و قوتنا , أما تدافعكم أصحوةٌ هو ؟ .
لقد وصل أغلبكم الى نقطة اللا عودة , وها نحن نرى طليعتكم تميم بن حمد و خالد مشعل و كثيرون يحاولون .
فلن نرض بعد اليوم إلا بمن ترضى شعوبهم عنهم , كفى سخرية ً أن ُيؤتمن الخائن لشعبه و أهله و عروبته على كرسي سلطة , فليذهب كل العملاء و الخونة الى المحمية الإسرائيلية .. ويدعوا شعوب المنطقة تحرر أرضها وتعيش بكرامتها وترسم خطط حياتها ووجودها و تطورها وتنشر رسالتها من خلال عروبتها وتحت راية أمتها الواحدة ليحق فيها قول النبي العربي المصطفى صلى الله عليه وسلم : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "