المشروع الإعلامي الجديد الذي يعمل عزمي بشارة على تدعيمه بالكوادر الإعلامية اللبنانية بشكل خاص وعلى إختلاف تجاربها، كان قد عُهد به الى الصحافي عبد الوهاب بدرخان، لكن ولسبب مجهول تنحى الأستاذ بدرخان أو سحب الملف من يده وتم نقله إلى رئيس تحرير جريدة «المدن» الأستاذ ساطع نور الدين كما أكدت مصادر مطلعة لـ «سلاب نيوز»، الأمر الذي دفعنا للتواصل معه وسؤاله عن مساهمته في المشروع الإعلامي الجديد، فجاء جوابه حاسماً بالنفي وإن كان لا يمانع، خاصة إذا كان ذلك بطاقة خروج من «البلد» كما عبر «من هالجو»، مع أنه ليس «بجو أي مشروع من هذا النوع».
المصادر المطلعة أكدت من جانبها أن فكرة إصدار الصحيفة الورقية التي ينوي السيد عزمي بشارة إصدارها، جاءت كبديل طبيعي لعدم تمكن «المدن» من أداء دورها الإعلامي المتوخى، واعتبرت هذه المصادر أن مجرد تفكير بشارة بإصدار هذه الصحيفة هو تخلي متسلسل عن دعم «المدن»، الأمر الذي نفى الأستاذ ساطع نور الدين أن يكون «بجوه»، فيما أكدت مصادر مقربة منه (من نور الدين) أنه على العكس تماماً يعكف على تطوير صحيفته الإلكترونية ويعمل جاهداً على إنجاز نسخة جديدة للموقع الإلكتروني الخاص بها، أكثر تطوراً، في الشكل، كما في المضمون الذي يسعى لإعادة تحريره من النمطية السائدة المستنسخة عن تجربة الصحيفة الورقية، ويعمل عى تطعيم فريقه الحالي بفريق عمل جديد يعطي زخماً وروحاً جديدة في المؤسسة التي تعاكس نتائجها وترتيبها حالياً بين المواقع الإلكترونية حجم التمويل والإستثمار والجهد الذي دفع فيها وعليها.
بالعودة إلى المشروع البديل، صحيفة «عزمي بشارة» اليومية الورقية، التي يفترض أن يكون مكتبها الرئيسي في الدوحة، على أن يقوم مكتب مواز له في لندن بمعظم الأعمال المهنية المطلوبة، ويشرف عليه مجموعة من الصحفيين اللبنانيين المتمرسين، عُلم أن من بين كادرها الصحفي، الزميل حسام كنفاني الذي انتقل سابقاً من جريدة الأخبار اليومية اللبنانية، إلى جريدة المدن الإلكترونية قبل أن ينتقل مؤخراً إلى الدوحة للعمل إلى جانب عزمي بشارة في المرحلة التأسيسية لصحيفته الورقية.
وبالإضافة للزميل حسام كنفاني، علمت «سلاب نيوز» أن الكاتب والمسرحي والشاعر اللبناني يحي جابر انتقل هو الآخر للإنضمام الى فريق العمل، جابر يملك خبرة طويلة في هذا المجال، وسبق له العمل في النقاد وجريدة المستقبل ومؤسسة سمير قصير وتلفزيون الجديد، وللأسف لم تستطع سلاب نيوز التواصل معه للتأكد من حقيقة وماهية دوره في هذا المشروع الإعلامي، بسبب هاتفه المغلق، وهو كان قد أنجز مؤخراً عملاً مسرحياً موسيقياً بعنوان «بيروت .. طريق الجديدة»، وعرض على مسرح «مترو المدينة».
يتطلع عزمي بشارة إلى مقارعة «الشرق الأوسط» السعودية، دون أن يفهم إن كان قصده «مهنياً» أو «سياسياً»، لكن من ينقلون عنه هذه «المقارعة» يؤكدون أن هذا الأمر «شبه مستحيل»، فالتجربة الأولى إعلامياً له، لا تشجع كثيراً على توقع هكذا مستوى من النتائج، وإن كان «المال» يستطيع أن ينشئ مركز أبحاث ودراسات، يقوم بها مجموعة من «الكتاب» على الموضوع، فهذا المال لا يشتري جمهوراً من القراء، خاصة وأن القارئ العربي المتابع للصحف هو قارئ مثقف، يحتاج إرضاؤه لوقت وجهد طويلين، وإلى باع طويل في المهنة، قد لا يتوفر في شخصية عزمي التي تصلح للندوات والحلقات التلفزيونية المغلقة لا أكثر ولا أقل، كما يعبر إعلاميون.
يبدو أن عزمي بشارة لا يزال يحظى بثقة ودعم الأمير القطري «الوريث»، وبناء عليه لا زالت مستلزمات التمويل مؤمنة لفترة جيدة جداً نسبياً، وهو يقوم لهذه الغاية بسحب البساط من تحت قدمي ساطع نورالدين من خلال الاتفاق مع عدد كبير من العاملين معه، بعروض مغرية، ويأخذ وقته وراحته في الصرف سعياً لتحقيق حلم «المؤسسة الإعلامية» القادرة على تنفيذ حلمه وتنفيس غضبة بتكسير «المؤسسة الصحفية اللبنانية» و «الإشتغال بحزب الله» كما يقول، فهل سيقصقص عزمي بشارة «مٌدن» ساطع نورالدين، ويشتغل بالورق؟،
؟