جوادي مُهرةٌ وأنا فتاةٌ
أطاوعُ شدّها فتطيعُ شدي
ولي في الشعرِ أبياتٌ حِسانٌ
أصولُ بساحةِ الشعراءِ وحدي
فهل من فارسٍ للشعرِ غيري
يشدُّ على القصيدِ عُرى التّحدي؟
أرسلت لي المُخرجة السينمائية والشاعرة العراقية ( سعاد السامر) وهي صديقة عزيزة هذا المقطع مُتحديةً فكان ردي بهذه القصيدة
المليكُ المُستبدُ
أنا من خاضَ بحرَ الشِّعرِ طفلاً
وهذا شوطُهُ لو رمتِ ردّي
ولي في الشّوطِ راياتٌ وعزٌّ
فأهلاً بالّذي رامَ التّحدي
ولي آياتُهُ والمُهرُ غِرٌّ
وسيفي في الوغى يُدمي ويردي
فكيفَ اليومَ قد أصبحْتُ كهلاً
طويلَ الباعِ لو رامُوا التّعدي!
ولي قلمٌ , وقد أصمى قروناً
وما هبْتُ الرّدى لو كنْتُ وحدي
تخذْتُ الشِّعرَ لي إلفاً نديماً
أنا بالشِّعرِ قدْ أثّلْتُ مجدي
فكيفُ أخافُ ( سمراءً ) تُنادي
وتُعلنُ أنّها في الشِّعرِ قدّي
وها أرسلْتُ مِنْ قلميْ عبيراً
ليُبرمَ للهوى عهدي وعَقدي
فهلّا – يا سُعادُ – عرفْتِ أنّي
شهيدُ الحُبِّ مِنْ أيّامِ جدّي
أنا شمشونُ لو شاؤوا نزالاً
فميداني العُلا , والشِّعرُ رفدي
أنا البحّارُ أمضي في صراعٍ
معَ الأمواجِ والتّيارُ ضدّي
يُعاندُني الزّمانُ وما أُبالي
وقد أخلصْتُ للقرطاسِ وُدّي
وكم مِنْ غادةٍ سمراءَ باهَتْ :
وسلْ يا شاعري عنْ عزِّ نهدي!
وكلُّ مليحةٍ تُبدي صُدوداً
فبعدَ صدودِها ليناً ستُبدي
و بادَهْتُ الجمالَ بدفءِ حرفي
فمالَتْ للهوى , والنهدُ عبدي
وأسلسَتِ الفؤادَ لبوحِ شِعري
وناجَتْ نشوةً : بل فكَّ عقدي
وذبّلَتِ الجفونَ تُذيعُ عطراً:
حبيبيْ هاكَ أفناني ووردي
فلمَّ جدائلي وارشفْ شذاها
وعتّقْ ناهِدي واسكرْ بشَهدي
أنا – يا شاعري – يَنبوعُ دفءٍ
أنا للعشقِ أحلامي وسُهدي
أنا الأُنثى , أنا مازلْتُ فيضاً
مِنَ التّحنانِ كمْ عنديْ وعندي
يُجاذبُني الحنينُ, ولا أراهُ
فأخلدُ للهوى , والعشقُ خلدي
تسافرُ روحيَ الظّمأى إليهِ
وأشردُ في المدى كظباءِ نجدِ
أنا كالنّخلةِ السّمحاءِ ظلٌّ
وحسني كالمليكِ المُستبدِّ
**
جمالُكِ فتنتي وعبيرُ شِعري
وإلهامي وتَهيامي ونَدِّي
أصونُ كرامتي , وأُقيمُ حدّاً
لمَنْ رامَ الشّذى ولكلِّ وغدِ*
سأسمو عن دنايا الّلؤمِ عُمري
ولا أُهدي إلى الأوغادِ حقدي
سأمضي في رياضِ الحُسْنِ فرداً
صدَوحاً سائحاً والله قصدي
*الشذى بالألف المقصورةِ الشرُّ