رنوتُ إلى السماء، رأيتُ النجوم وقد لبست ثوبها الأبيض تتباهى تلألئاً على أغصان غيومها، رفعت يدي فمايلْتُ عناقيدها وأزهارها وحرّكْتُ أضواءَ الكون كُلهُ، أطرقْتُ إلى الأرضِ فرأيتها تلبَسُ سُندسُناً رائعاً، باهياً. مشيتُ بشوارعِ المدينة رأيتها كاملةَ البهاء، بأنوارها التي ترسم ظلاً لحياة النهار، وكأنَّ شمسنا ما زالت هناك، في كبد السماء.. تمعنْتُ في جباه الناس لاحظتُ راحةً وأشراقةً، في عيونهم رأيتُ أفراحهمُ تتراقصُ على أنغامِ أنفاسهم.. كلّ الأرضِ تتمايلُ كما أشتهي.. هللتُ لهذا الجمالِ أمام كل الناس.. فتحت يدي للسماء، خرجَتْ مني صرخات الفرحُ عفويّة، تلاقَتْ عيوني بعيونهم بلا خجلٍ ولا وجلْ.. أحسستُ أنَّ أنفاسي تناغمَتْ مع أنفاسهم.. برائحته الذكية شرشر الياسمين قطرات الندى قبل انبلاج الفجر.. رميتُ خلفي أوراقي، كتبي، أشيائي، خلعتُ عني ملابساً جعدّها الزمن وأحواله.. خلعت وجهي البائس عني.. وقررت الحياة من جديد.. لأن المحبة قرعت بابي.. ففتحتُ للمحبةِ قلبي.. باركتني.. صرت أرى أن الحياة أحلى.. والحياة أرقى.. أنا اليوم بالمحبة لم أعد أرى لي عدواً، ولم أعد أرى بالمحبة عُقداً في حياتي.. شكراً يا محبة.. هلّا قرعتي قلوبَ البشريّة كما على باب قلبي وقفتي قارعة ولك فتحت؟ وهلّا أيتها البشرية أن تعيدي إحياء المحبة؟ بها فقط نُصبحُ خيوطاً من نور ربي.