د م عبد الله احمد
قال : هل نحزن لموت صديق ورفيق معطاء، وماذا عن أولئك…
قلت :
على الرغم مِمّا نشعر به من خلال حواسنا، ما نجرّبه، نختبره ..من حزن وفرح وألم ونجاح وفشل، وغير ذلك من مفردات الكيان المادي والثنائية المُقيدة التي نحن فيها إلى حين. فالممرفة الحقة هي التي تعطينا التوازن والنشوة. فلا حب بلا معرفة، ولا حزن مع المعرفة ..لكنه الشوق والتوق. لذلك، عندما يموت أحد نعرفه أو نرتبط به من خلال فكرة أو عمل أوحتى لقاء ..نحزن، وكأن جزءً منا قد رحل، ولا يمكن لنا إلا أن نشعر بذلك..لقد رحل جزء، وآخر …وآخر …الى أن نرحل. وقد يكون في الحزن شيء من الصواب . ولكن أن كان هذا الجزء أو كنا(كنا هذا الجزء) قد أنجزنا ما أتينا لأجله، فمن الصواب أيضاً الإحتفال بالنجاح بالمهمة، رغم قسوة الفراق ….ولكن ماذا عن أُولئِك الذين يمارسون الخداع والقتل والابتزاز والظلم؟ هل تدرك أنه علينا أن نشفق على هؤلاءـ لأنهم يخدعون أنفسهم ويقتلون أنفسهم عن قصد أو غير قصد…وسيأتي زمن (والزمن كما تدركه لمجرد القياس) حيث يكون عليهم السداد مقابل كل ذلك، فالحياة في هيكل مادي صعبة وخادعة، فالبعض لا يفهم معنى الإرادة الحرة على هذا الكوكب …وينسى ما أتى من اجله. لكن هذا الكوكب ليس النهاية، وأنما هناك أشكال وأنماط وحيوات لا تنتهي. فهذا الكون والأكوان التي لا تحصى معقدة ومذهلة، ومُعجِزة ..فلا تكن ردة فعلك مشابهة لما يقومون به، فتصبح في الذي هم فيه، ولا تقبل ما يفعلوا، لأن في القبول فكر، والفكر هو المحرك الأسمى للفعل …أرفضْ كل شاذ من خلال اكتساب ونشر المزيد من المعرفة. والمعرفة هي الطريق للعودة الى المصدر …فهذا الكون والاكوان المذهلة قد خلقها الذي لا يعرف ما هو الا هو. ..فلا تحزن، ولا تجعل حياتك وتجربتك تمضي وتتلاشي دون اِكتساب المزيد من المعرفة …