.
من النادر أن نرى كتاباً أو مؤلفاً يحكي عن تاريخ العالم القديم إلَّا ولمدينة اللاذقية نصيبٌ وافر منه .. ، وما أكثر المعاجم والمؤلفات التي تتحدث عن اللاذقية ، تلك البلدة الوادعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، يناجيها صباحاً مساءً ؛ وما أكثر الأسماء والصفات التي أُطلقت على هذه المدينة التي يمتد تاريخها إلى عصر ما قبل التاريخ .
ومن الأسماء التي عرفت بها وشهرت حينما زارها القائد الروماني ( اوكتافيانوس ) 21 ق . م ، ليقدم الشكر إلى أهل اللاذقية الذين احتملوا شدة المصائب ليصدوا عدوه عن المدينة ، فأجازهم برفع الجزية عنهم .
وقد استقبلته اللاذقية بوصفه إلهاً حياً ، وعلى أنه الإله المنقذ المخلص والبشير وابن الإله ( يوليوس قيصر ) ، وأقيمت له المعابد في كل مكان وارتبطت عبادته بعبادة الآلهة في روما .
وقام القيصر الروماني ( اوكتافيانوس ، الملقب ب – غايوس يوليوس قيصر ) ، آنذاك في جعل اللاذقية مدينة حرة وشرفها بإسم ( جوليا – JULLIA ) ابنته الوحيدة والتي تمثل المنفذ الوحيد لتحقيق أمنيته في استقرارية السلطة في العائلة ، وجوليا هذه هي إبنة اوكتافيانوس من زوجته ( سكريبونيه ) .
أما اسم ( جوليا ) الذي حملته اللاذقية لردحٍ من الزمن ، هو اسم علم مؤنث لاتيني ، محول من ( جولي ) ومعناه الفتاة الصبية ، الشابة في عقلها وقلبها ، الجميلة العذبة ، وجولي منسوب إلى جول : القلب ، العقل ، الحزم ، العزيمة ، التراب الذي تجول به الريح على وجه الأرض ، شاطئ البحر ، جدار البئر ، جانب الجبل ، الثلاثون من الإبل ، والصخرة التي في الماء .
وكلمة ( جوليا ) أيضاً ، كما يقول الشيخ عبد الله العلايلي في مؤلفه / الصحاح في اللغة والعلوم / تعني النسق الغوطي ، أو المسافة بين الرؤوس الناعمة المتحاذية كأسنان المنشار مثلاً .
ومن المعروف أن هناك نباتاً معمراً ينبت في بلاد البحر الأبيض المتوسط يسمى ( غوطي ) ينمو ضمن مجموعات مرتبة منسقة ، قد يسمو طوله إلى نصف متر أحياناً ، وساقه منتشرة كثيرة التنوع مزغبة أو ملساء ، أوراقه متبادلة صغيرة ، قصيرة العنق بيضية الشكل، حافتها ذات أسنان صغيرة في مجموعات سوارية كروية ، أزهارها صغيرة ، وردية اللون ، عطرة الرائحة .
اللاذقية : آب 2020 . ☆ بسام جبلاوي