يشرع في الجنوب .. هاشميو المملكة.. في مواربة ابوابها… استغفاراً .. ان لم يكن استباقاً .. من تسوية حساباتها … لتأتي " معركة القلمون " في دقّة طبولها معلنةً ..ليس فقط السيطرة على الجغرافيا ..بل موتاً سريرياً لا طوعيّاً .. لسديريي السعودية .. مُقهرين مهزومين ..الى خارج معادلة المنطقة .. لسنوات قادمة !فيما يقف في الشام اسدها شامخا … واثقا .. منتصرا ..
دقّت ساعة الحقيقة ….. فلتَفرض سوريا شروطها …
قبل عشر سنوات ….. جاء "كولن باول " الى دمشق متغطرسا مغرورا ..حاملا معه انذار " غورو الكئيب " بلكنة امريكية هذه المرة … ردّه الاسد بكلمات واثقة صريحة … اذا اردتم الحرب فنحن لأعدائنا ..جاهزون … الساحات واسعة … شاسعة … و المحاربون مستعدون غير آبهين …
لم يكن المشهد في جنوب لبنان ..عن تلك المصارحة بعيداً ,.. ففي يوم ظهيرة من ايام تموز .. كانت التهاب السماء يعكس سخونة و قيظا لمشهد اكثر حرارة ارتسم في ارض وادي الحجير … ثلة من المقاومين .. اقسموا ان يسطّروا من جديد.. عزّة ملاحم حطين …
راحت دبابات الميركافا تحترق .. و احترقت معها آمال و أمنيات يهود تل ابيب .. و وهّابي سدير ! يومها …غاب النوم عن آل سعود , فهم متفاجئون .. و متورّطون !
عادوا الى خيمهم الرابضة في الصحراء ..كئيبيّ الحال .. الى ان جاءهم زائراً , آمرهم و سيدهم .. جورج بوش الصغير… حاملا معه سرّه الدفين …. فزال الغم عن جبينهم و هبّوا مع سيدهم واقفين .. لطعنة السيف الغدار …. راقصين !في ليلة عربية خالصة من ليالي الصحراء ..همس بوش في اذن امير سعود … الفرنسيين و الاتراك و القطريين .. مستعدين لانجاز المهمة الصعبة و هذه المرة بالترغيب فان فشلوا … ندخل سويّاً معهم .. في التصعيد .
جمّع ساركوزي في باريس .. الاوراق , و ارسل الى عثمانيي تركيا شارحاً .. الاهداف! تلقّف اردوغان المهمة بابتسامة و غرور … متوهّماً ان احلام وزيره اوغلو .. قيد التحقيق … فيما شرعت ضفادع قطر بفتح خزائنها بالتمويل .. و التهليل !بدأت محاولاتهم مع الشام سياسةً و تكتيك … علّهم ينالوا بجهد وفير و ثمن بخيس … اغلى المواقف و اكرمها…. حين بدأ اليأس يدخل عقولهم و يقض مضاجعهم .. جاء المشهد في الشام اكثر وضوحا و علانيّة … الاسد في عرينه قصر الشعب ..يستقبل رئيس ايران احمدي نجاد و سيد المقاومة حسن نصر الله … الحلفاء مستعدين واثقين … ان اردتم جولة اخرى .. فنحن اكثر من الماضي القريب .. ممانعين مقاومين ….
اختار اعداء الياسمين شهر الربيع للانقضاض على عاصمة الامويين … فهبّ شعب سوريا مع قائده و جيشه .. ليسطروا ملاحم الاسطورة السورية الخالدة المتجددة .. دائما و ابدا …. من قادش الى حطين .. مرورا بميسلون .. الى تشرين ..
ها هي السنة الثالثة من المعركة تزف اقتراب الحرب من وضع اوزارها ..معركة ارادها المقاومون لارادتهم منتصرون .. في تضحياتهم , مغيّيرين مجرى التاريخ من جديد .
فيما تصتكّ اسنان أمراء سعود .. غيظاً و خوفاً … من ادوار المنطقة .. خارجين !ينكسر السيف الاردوغاني … ارتداداً … على رأس العثمانيين .. متألمين … ضائعين !
بعد عشر سنوات .. من المقاومة و الممانعة لاعلان باول المشؤوم .. تضع سوريا شروطها هذه المرة .. عزيزة .. منتصرة … لشرق اوسطها الجديد ..
النطّيحة .. متعبون .. ضائعون .. مهزومون …
الاسد يقف مع شعبه و حلفائه .. شامخون .. عزيزون … منتصرون ..
دعوا النطّيحة يتناطحون .. فالصراع حُسم .. لرايات تقاوم