الحمد لله الذي لا يحمدُ على مكروهٍ سواه ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا مُحمَّدٍ وآلهِ وصحبِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهرين ومن تبعهُ ووالاهُ إلى يومِ الدِّين وبعد :
شقيقي وأبي أبا الشَّهيدِ علاء .. شقيقتي وأمِّي أُمَّ الشَّهيدِ علاء .. أشقَّائي وشقيقاتي أشقَّاءَ وشقيقاتِ علاء .. أشقّائي أعمامَ وأخوالَ الشَّهيدِ علاء ..
شقيقتي أمَّ جعفرٍ زوجةَ الشَّهيدِ علاءٍ وحبيبتَهُ .. أبنائي وبناتي أبناءَ وبناتِ الشَّهيدِ علاء ..
سيداتي وسادتي ضيوفَ الشَّهيدِ المُجاهدِ " أبي جعفرْ " العقيد علاء منير السليمان
أشقائي وشقيقاتي سيداتي وسادتي : علاءٌ بيننا .. علاءٌ معنا .. علاءٌ كلُّنا
وهاهوَ ذا يقولُ لنا .. أجل هوَ ذا يقولُ لنا :
– من سيِّدِ الشُّهداء جعفرَ عليه السَّلام تعلَّموا كيفَ تَحتضِنونَ لواءَ النَّصرِ بجوانِحِكُمْ
– ومن أطهرِ الشُّهداءِ وشهيدِ الشُّهداءِ ونورِ كربلاءَ مولانا الحُسين عليه السَّلام تعلَّموا كيفَ ينتصرُ الدَّمُ على السيّف .. ورَدِّدوا ما قالهُ صِدْقاً صِدْقاً وما برهنَهُ يَقِيناً يَقِيناً .. ردِّدوا ما قالهُ الحسينُ عليه السَّلام :
هيهاتَ منّا الذلِّة .. هيهاتَ منّا الذلِّة .. هيهاتَ منّا الذلِّة .
حَضَرَ الشَّهيدُ أحبَّتي فَلْتحضُروا
عُرسَ الشَّهيدِ وبالشَّهيدِ تعطَّروا
عطرُ الشَّهيدِ إذا تّضّوَّعَ ريحُهُ
خِلتَ الجِنانَ إلى رِحابِكِ تَحضُرُ
***
أَأَخي " علاءُ " أَتَيتُ روضَكَ عاجِزاً
وَمُقَصِّراً فاعذُرْ ومِثلُكَ يَعذُرُ
فَلَكَمْ تَبصَّرَ في رِياضِكَ أَرمَدٌ
ولكَمْ تَعافى مِن عَماهُ المُبْصِرُ ؟
وَلَكَمْ درى نُعْمى صِراطِكَ مُدنَفٌ
وَخَطا على هَدْيِ الصِّراطِ مُقَصِّرُ
أَدَّبتَ جُلَّ التَّائِهينَ بِتُؤْدَةٍ
وبِحِكمَةٍ مِن دونِ سيفٍ يُشهَرُ
***
ربّاهُ هذا شيْخُنا وَشَهيْدُنا
فَأَثِبهُ ياربّاهُ خيراً يُثْمِرُ
ارْحَمهُ يا رَبَّاهْ وَاحشُرْ روحَهُ
في جنَّةِ الرِّضوانِ حيثُ الكَوثَرُ
قد صامَ عمّا قد نَهيتَ وَقد قَضى
فيما قَضيتَ بِهِ حلالاً يَفطَرُ
شيخٌ إماميُّ العقيدةِ والهوى
سنّيُّ في حبِّ النَّبيِّ يُجاهِرُ
شيخٌ على سِنَنِ النَّبيِّ صراطُهُ
فمضى يسيرُ على الصِّراطِ وَيعْبُرُ
شيخٌ حنيفٌ مُسلِمٌ مُتمَسِّكٌ
بِشرائِعِ الحقِّ المُبينِ وَمُبْحِرُ
أَعداؤُهُ شَهِدوا ، فَقالوا : إنَّهُ
رَجُلٌ كريمُ الأصلِ شَهمٌ خَيِّرُ
لَوْ كانَ في التَّقوى كَثيرٌ مِثلُهُ
ماكانَ في أرضِ التُّقى مُتَجَبِّرُ
أَوْ كانَ في الميدانِ ألفٌ مِثلُهُ
ما مرَّ مِنْ شامِ الحِمى مُستَعمِرُ
مَنْ كانَ يزخرُ بالرّجولةِ مثلَهُ
ماكانَ مفقوداً ولكن نادِرُ
قولوا عباد الله : ياربِّ إنَّهُ
عبدٌ أتاكَ بِما يُسِرُّ ويُضمِرُ
ربّاهُ عبدُكَ قد أتى مُستغفراً
فاغفِرْ ومَنْ إلاَّكَ ربِّ سَيَغفِرُ ؟
***
بالمصطفى ربَّاهُ هبهُ نقلةً
لجنانِ خُلدٍ حيثُ يُرجى المَحشرُ
يكلاهُ حيدَرُ والإمامُ المُجتبى
ثمَّ الحُسينُ وزينُهُ والباقِرُ
وَبِجَعفَرٍ أمَّ الأَنامَ بصِدقِهِ
أنزِلْهُ مَنزِلَةً بِها يِسْتَأثِرُ
وبِكاظِمٍ للغيظِ موسى والرِّضا
أَغدِقْ عَليهِ بِما يَفيضُ الكَوثَرُ
زَوِّدهُ مِن جُودِ الجَوادِ وَهادياً
طوباهُ مَنْ زَادَ الهِدايَةِ يُؤثِرُ
طُوبَى لِمَنْ زَهِدَ الدُّنا مُتوسِّلاً
خَلفَ الإمامِ العَسكريِّ يُعسكِرُ
ليَدكَّ عرشَ الظلمِ في دُنيا الفنا
حتَّى إمامُ العَصرِ فيها يَظهَرُ
ربَّاهُ عجِّلْ في ظُهُورِ إمامِنا
لِيُزيلَ غمَّ الرُّوحِ ثمَّ يُطهِرُ
***
ماذا أَقولُ أخي " علاءُ " بِفَقدِكُمْ ؟
واللهُ شاءَ وما يَشاءُ يُقَدِّرُ
ماذا أَقولُ أخي " علاءُ " وَمُهجَتي
ثَكلى وَقَلبي دامِعٌ يَتَفَطَّرُ ؟
آهٍ " علاءُ " وَقد تَركتَ خوافِقي
ظَمأى ونورُكَ في الظَّواميءِ يُمطِرُ
آهٍ " علاءُ " وكُلُّ عودٍ يابِسٍ
من فَيضِ نورِكَ يُسْتَطابُ وينضُرُ
آهٍ أيا روحي " علاءُ " لَوَانَّني
كنتُ الشَّهيدَ وأنتَ مَن يسْتَشْعِرُ
***
آهٍ " علاءُ " أكادُ أسمعُ همسةً
من ثغرِكَ البسَّامِ دُرَّاً تنثُرُ
وتقولُ يا أبناءَ يَعرُبَ فيكُمُ
"بشَّارُ " ليثٌ في الوغى فاستبشِروا
وتَيمَّموا بِتُرابِ " حافِظَ " إنَّهُ
حِرزُ القُلوبِ ، لهُ شَفيعٌ حيدَرُ
***
إنّي سمِعتُكَ يا " علاءُ " وإنَّني
طَوعُ البَنانِ لِما أمرتَ وتأمُرُ
" فالحافِظُ " الميمونُ فينا خالِدٌ
وبِروحِنا " بشّارُ " حتماً أَجدَرُ
***
حضَرَ الشَّهيدُ أحبَّتي فاستبشِروا
نصراً فَذيَّاكَ الشَّهيدُ غَضَنفَرُ
وأبو الشَّهيدِ " أبو علاءٍ " ضيغَمٌ
غافٍ ولكن في الوغى يسْتنسِرُ
وهبَ العُروبةَ خمسةً من صُلبِهِ
مثلَ العواصِفِ بالمَهالِكِ تُنذِرُ
أُسدٌ إذا ما جرَّدوا أسيافَهُمْ
لَنْ يَعقُرَ النُّوقَ الكريمةَ " قيدَرُ "
" مَمدوحُ " من بعدِ " العلاءِ " كبيرُهُمْ
ولِواؤُهُ في كُلِّّ ساحٍ حاضِرُ
" مَمدوحُ " يا زَينَ الرِّجالِ و " زينُهُ "
شِبلٌ بِساحِ الرَّوعِ ريحٌ صَرصَرُ
وكذا أَسيلُ العُربِ هذا " أنورٌ "
نورٌ بآياتِ الهُدى يسْتَنصِرُ
وأبو عليٍّ " سامرٌ " يا فارِسٌ
خَمرَ الفَخارِ مِنَ المجَرَّةِ يَعصُرُ
أمَّا " مُحمَّدُ " إن دَهَتْنا ظُلمةٌ
أَلفَيتُهُ بدراً يُنيرُ ويُقمِرُ
***
أمَّ الشَّهيدِ أياشقيقةُ فاخِري
أرضَعتِ آساداً بِهِمْ كَمْ نَفخَرُ
" أُمَّ العلاءِ " وَخَمسَةٍ قَد جاهدوا
وتوسَّلوا حمدَ الإلهِ وكبَّروا
فَلْتفرحي يا أمَّنَا ولتَهنَئي
فَمناقِبُ الشُّهداءِ لا .. لا تُحصَرُ
ضَحِكاتُ " مايا " رتِّليها وازرعي
بسماتِ " شَهدٍ " سوسناتٍ تُزهِرُ
ضُمّيهِما ضمَّ الرَّؤومِ وليدَها
ودَعيهما قَبَساً لِمَنْ يستَبصِرُ
لا تَقنَطي أُمَّ الشَّهيدِ وتجزعي
ما ضنَّ بالخيرِ الوفيرِ البيدرُ
إنْ كانَ شِبلُكِ للجِنانِ مُسافِراً
فَهُنا سيحرسُنا " الكُمَيتُ " و " جعفرُ "