
عبثاً تُصَلّونَ .. ما دُمتُم تَتَوجّهونَ بِصَلواتِكم إلى آلهةٍ غيرَ أنفُسِكُم
ففيكُمُ قوَّةَ الأخذِ ، تماماً كما فيكم قوةَ العَطاء ،
مِثلما فيكُم ما تَبتغونَ أخذَهُ إليكُم … فيكُم ما تَبتغونَ عطاءَه مِنكُم
حَيثُما الجوعُ … هُنالِكَ الغِذاء…
وَحيثُما الغِذاء … هنالِك الجوعُ …حَتماً ..
فالمقدِرةُ على تَحَمُّلِ آلامِ الجوع ، كفيلةً بإيجادِ نِعمَةَ التَّمتُعِ بِبرَكاتِ الشَّبَعْ
في الحاجةِ ذاتها… مَؤونَةً لِلحاجَة
أليسَ القفلُ يَلزمهُ المفتاح ؟
أليسَ القفلُ والمفتاح يَلزَمَهُما وُجودُ الباب ؟
لا تُسرِعوا إلى الحدّاد وتُضايقوه … بِشَكاواكُم كلمَّا أضَعتُم مُفتاحاً …
أو نَسيتُم أين وَضَعتُموه …
الحدَّاد أتمَّ عَمَله …
وأتمَّهُ على أدقِ وجهٍ وأكملِ صورَة …
لا يَليقُ بِكُم أن تَسألوهُ أن يَعملَ عَمَلهُ ثانيةً وَثالثة
اعمَلوا أنتُم عَمَلكُم ودَعوا الحدَّاد وشأنه …
+++++++++++++++++
اللهُ ما أودَعَكُم بَعضاً مِن ذاتِه …
فهوَ لا يَتَجزأ …
بلْ أودَعَكُم ألوهيَّتهُ الكامِلَة
غيرَ مُجتزأة ،… غيرَ مُنقادةٍ لوصفٍ أو تَحديد
فأيُ ميراثٍ تَبتغونَ أعظمَ مِن هذا الميراث ؟
من يَقدرُ على مَنعِكم مِنَ التّمتُّعِ بميراثِكم ؟
إلاّ جُبنَكم وَزَغلَلَةِ أبصارِكُم ؟
فَمِنَ الناسِ بدلاً مِن أن يفتِّشوا عن ميراثِهِم
والطريقِ المؤدِّيةِ إليهْ
يُؤثِرونَ أن يجعلوا من اللهِ شَمّاعةً ،
يَحمِلونَ إليها أوجاعَ أضراسِهم وبُطونِهِم
وخَساراتِهم في مَتاجِرِهمْ
وخُصوماتِهم معَ النَّاس
ولياليهم الساهِدةَ في أسرَّةِ الأرَقْ
ولا يأنفِ البعض أن يجعلَ من الله خزانةً يَتناوَلُ منها
ما يَطيبُ لهُ ، ساعةَ يَشاء …
وآخرونَ لا يَتَورّعوا عَن استِخدامِ الله ماسِكاً دفاترَ حِساباتهِم
ليسَ فقطْ لِضَبطِ ما لَهُم وما عَليهِم
بَلْ ليَكونَ اللهُ جابياً لِدُيونهم
ليكفَلَ لهُم رصيداً كبيراً هُنا ، وعندَ تَصفيةِ الحِساب …
++++++++++++++++