نفحات القلم _ محمد الدواليبي
استقبل مسرح القباني بمدينة دمشق عرضاً مسرحياً غاية بالروعة حمل اسم “إنتظار”.
تدور أحداث العمل بإطار اجتماعي عن عدة مشاكل تلامس الواقع بشكل كبير و لكن بلمسة كوميدية طريفة أحياناً و ببعض المشاهد ذرف عدد من الجمهور دموعاً على ما شاهدوه، من بين المشاكل التي تطرق إليها العرض هي أزمة الشباب و السفر و حالة أهلهم و استغلال المهربين لهم، و أزمة ما يسمى بالعنوسة و جشع أصحاب العقارات المؤجرة، بالإضافة لواقع الكهرباء و المواصلات و غلاء المعيشة و العادات والتقاليد البالية.
الفرقة التابعة لإتحاد نقابات عمال دمشق حظيت بإقبال جماهيري واسع و تم تمديد العرض ليوم إضافي بعد ما كان مقرراً له العرض يومي 10 و 11 من شهر آب الجاري، ليس إبداع الأداء و الإخراج و التأليف ما كان سبباً بهذا الحضور الكبير بل عامل التوقيت أيضاً أراح الجميع من قائمين على العمل أو جمهور و هذا ما يجب أن تنتبه له مديرية المسارح والموسيقا.
مؤلف و مخرج العرض “طلال لبابيدي” و الذي اقتبس فكرته عن مسرحية (بإنتظار غودو) لصموئيل بيكيت شكر الحضور على تفاعلهم و اعتبر أن عمله لم يتطرق لموضوع الحرب التي دامت عشرة سنوات بل كان يواجه تبعات و نتائج هذه الأزمة العصيبة.
الفنان “زين العابدين شعبان” الذي جسد شخصية آدم أكد أن تنوع اللهجات السورية هو من مميزات النص لأنه يتحدث عن مشاكل على مستوى القطر و ليس ضمن بيئة أو منطقة واحدة.
الخبرة الجميلة و الأداء المبهر من الفنان “غسان مارديني” بشخصية فرعون أضاف لمسة جميلة جداً مع أن هذه الشخصية تعاكس طباعه على أرض الواقع و لربما هذا ما جعله يتقنها.
مؤدية دور فلك الفنانة “بثينة ياسين” تحدثت عن دور الأمل بحياة كل فرد و أنه من الضروري نسيان مصطلح العنوسة و إن المرآة الناجحة لا تحتاج لرجل لتثبت نفسها و جدارتها على مقارعة الحياة.
ما لا يمكن إغفاله هو روعة أداء الأستاذ “عدنان الشاطر” من خلال شخصية أيوب، حيث تمكن من إضفاء خفة ظله و إيصال شعور الأب المتألم على فراق ولديه و ألهب شعور الحاضرين.
ريبال الهادي بإعداد الموسيقى و إياد الطيب بهندسة الصوت كذلك روان العبد بالستايلست و المكياج أضافوا على التألق تألقاً و رغم عدم وجودهم بشكل شخصي على خشبة المسرح و لكن عملهم و جهدهم كان كالشمس لا يمكن إخفاء بريقه.