المخدرات هي مواد مخدرة ومغيبة للعقل ،ومؤثرة على الوظائف الجسدية ، وتؤثر على الأفعالِ والتّفكيرِ بشكلٍّ كبيرٍ جداً ،وتعتبر المخدّرات من أسوء الأمور التّي قد يدمنها الإنسان ،والتي تدمر حياته بشكلّ كامل ،ومن أجل ذلّك أقامت (جمعية تعافي )بالتّعاون مع (جمعية مكتبة الأطفال العموميّة) ضمن مباردة》معاً للتعافي《 من الأدمان ندوة حواريّة بعنوان (الإدمان وخطره على جيل الشباب) مسّاء يوم السبت 14/8/2021 الساعة السادسة مساء، بحضور أعضاء الجمعية الأستاذة معينة شرابة( رئيس مجلس إدارة الجمعية )الدكتور يوشع عمور (طبيب نفسي )والدكتورة صفاء صبيح( دكتورة في علم نفس الطفولة والمراهقة )والدكتورة نور سينو( صيدلة سريرية )و المحامي الأستاذ علي عبد الكريم ونوس ومدير الندوة الأستاذ رائد حاتم بحضّور عدّد من الأهالي والشباب والإعلاميّن والمهتّميّن لهذا الموضوع، بدايةً قامت الأستاذة ميس دسوقي مديرة مكتبة الأطفال العموميّة بالترحيب بأعضاء جمعية تعافي والضّيوف الكرام ثم بدأتْ الجلسّة بحوار متبّادل الأطراف، بين أعضاء الجمعية ترأسه الأستاذ رائد حاتم، حيث قام بطرح الأسئلة حول المخدرات، والأثار الخطّيرة لظاهرة الإدمان النفسيّة والصحيّة والمشاكل، التي تسببها للأسرة أولاً والمجتمع ثانياً، ومحاولة إيجاد حلول لهذه الآفة الخطيرة ،حيث تحدثت الأستاذة معينة شرابة رئيس مجلس إدارة الجمعية عن تاريخ تأسيّس الجمعيّة،في الشهر العاشر من عام 2019 وعن دافع تأسيسها ،حيثُ كانَ هنّاك ألتّماس عدة حالات في المجتمع ،ولقد تأثرت بإحدى الحالات كثيراً، مع الأهل والجو المحيط وانطلاقاً من خوفها على أطفالها وأطفال المجتمع السوري، أجتمعّت مع عدّة أصدقاء الذين هم أعضاء الجمعيّة الآن وقرروا فعل شيء فتمَّ تأسيس الجمعيّة، وترخيّصها من قبل وزراة الشؤون الأجتماعيّة والعمل، وهي الجمعية الوحيدة التي تُعّنىَ بالإدّمان، كما أكدّت أنّ ذلك واجب وطني وأنّنا نتعرض لحرب فضخ مثل هذه المواد، هي حرب موجّهة من أجل تدمير أطفالنا وشبابنا، وطوريتهم بإستدراجهم حتى يدمنون بالتدريج
ونوهّت أن هذه المبّاردة انطلقت في 26حزيران في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، واستمرت حتى 15/8و هو يوم الختام ،وكان هنّاك عدة ندوات بالمركز الثقافيّ في جبلة و وقرية الدالي، وعدة قرى أيضاً في ريف جبلة وتمّ توزيع ملصقات وبرشورات للتوعية، في المقاهي والأماكن العامة وفي جامعة تشرين أيضاً ،و هذه المبادرة توعوية حيث أكدت أن هنّاك مئة حالة تمّ التعامل معها، ومنها تعافى ومنها انتكسَ بسّبب الظّروف الاجتماعية، ونوهّت أنهم بإمكانياتهم البسيطة مستمرون في نشر الوعيّ، من أجل الحد قدر الإمكان لهذه الظّاهرة، والآفة المدمرة للشبابنا ويافعينا والأسرة والمجتمع بأكمله ،وأخيراً قامّتْ بتوجيه شكرٍ لرجل الأعمال علام حيدر، صاحب معمل جلديات بطرطوس على رعاية المبادرة والقيام بطباعة المنشّورات والبرشّورات. وتحدثت الدكتورة نور سينو عن دور الصيدلاني في الحد من الأدمان، عن طريق التقيّد بالوصفات الطّبية النظّاميّة المختمومة، بتاريخ وعدد معين وتقديم الوعي للمريض المدمن، وتعريفه بمخاطر الإدمان والأدوية المؤذية له ،وتكلّمت عن الأدوية المؤدية للأدمان، كمسكنات الألم المركزية وغيرها ،وأخيراً ناشدت كل الصيادلة بالتعاون مع جمعية تعافي، من أجل الحد من هذه الآفة ،التي تنتشر في المجتمع وتعريف المريض المدمن بالجمعية، وإقناعه بالعلاج الفوري. كما تحدثت الدكتورة صفاء صبيح عن المرحلة التي تسّبق العلاج النفسيّ وتعمل على تقليل الحاجة إليه، ونوهت أن الإدمان على المخّدرات يعتّبر من المشّكلات المعقدة، التي تواجه المجتمعّات المتقدمة والنامية، وأكدتْ دراسة أن هذه المشّكلة للأسف أحتمال ازديادها أكثر من تراجعها، فلابد من أتخاذ التدابيّر للحد من هذه الظاهرة، ومن هنا تأتي أهمية الدور الوقائيّ لعلم النفس، من خلال البرامج الإرشاديّة والوقائيّة، وتحدثت أيضاً عن البرامج العلاجيّة. وتحدث الدكتور يوشع عمور أخصائي أمراض نفسّية ومختّص بعلاج حالات الإدمان عن نشأت الجمعية وكيف بدأت الفكرة بأنّهم وجدوا أنّ معظم الناس تنقصّهم الثقافة في هذا الموضوع فنوهَ إلى أنّ بعض الأسر، قد لا يعلمون أنّ الأدوية الموجوده مع أطفالهّم ،هي أدوية مخدرة فكانت فكرة عمل الجمعية، بشكلّ منظّم ومرخص ونشّر من خلالها ،موضوع الوقاية والتوعيّة لأنها الأساس، فأكدّ الدكتور يوشع أن الوقاية أفضل من العلاج لأن التورط في ذلك الموضوع ليس بالأمر السهل ،ونوهَ أنهم كجمعية يأخذون بيد المتعاطيّ وينظرون له على أنّه مريض ليس هم فقط بل المجتمع والقانون والعرف العام،ويوجهونه نحو العلاج في المشافي المتّخصصة، إذا أمكن لأنّه لايوجد إلا مشفى واحد للعلاج ،مثّل هذه الحالات واذا كانت حالته متوسطة أو خفيفة يتّم علاجه في منزل أو العيادة، وأكد على فكرة أنّهم كجمعية يوجهونه نحو العلاج ثم متابعته بعد خروج المادة المخدرة من الجسم، تبدأ مرحلة الدعم النفسّي ومعرفة أسّباب التي دفعة الشخص للأدمان لتلافيها، ونوهَ إلى وجود أشخاص أختصاصين،في ذلك الموضوع لدى الجمعية وأخيراً طالبَ الجهات المختصّة بإمكانية إقامة، مركز لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل المدمن في الساحل بسبب الحالات المتزايدة، ولأن المدمّن خطّر على نفسه وأسرته والمجتمع .
وتحدث الأخصائيّ النفسي الأستاذ رائد حاتم أن مثل هذه الاختصاصات مطلوبة جداًبالجمعية، لإعادة تأهيل الشّباب التي لديها مشاكل إدمان وتعاطي، حتى يتجاوز هذا الموضوع ويتم الشفاء، فهناك حالات بحاجة الى متّابعة يوميّة حتى الداعم النّفسي يجب أن يكون قريب من أجل أن لا تحدث انتكاسة وخصوصاً أثناء سحب المادة المخدرة من الجسم وأكد أن مرحلة العلاج، تمر بثلاثة مراحل هي مرحلة العلاج الدوائي، ومرحلة العلاج النفسي والسلوكي ومدتّه تقصّر أو تطول حسب طبيعة الشّخص، وأخيراً مرحلة التأهيّل الأجتماعيّ وإعادة التشّبيك مع المجتّمع وتهيئته من أجل عودته للعمل، ونوهَ أن الموضّوع بحّاجة الى جهّود جميع الأطراف .
ومن الجهة القانونية حدثنا المحامي الأستاذ علي عبد الكريم ونوس، عن سبب الرئيسي لوجّودهِ في الجمعية وهو طبيعة عمله ، كونه محامي والحالات الكثيرة التي يراها، كلهم من جيل الشباب، ووضحّ متّى القانون يعاقب المتعاطي ومتى يعتبره مريض يحتّاج إلى علاج، وأخيراً وجّهَ رسالة إلى المتعاطيَ أنّ العقاب موجود والمتعاطي سّوفَ يقّع في يد العدالة، فلا تضع أهلك ونفسك في السجن ،ونوهَ بإنه كمحامي مرَّ عليه الكثير من الحالات ،التي بدأت بالتعاطي وانتهت بالإتجار ،وهي الآن خلف القضّبان، وطلب من جيل الشباب بأن لا يستخف بالموضوع ،ويعتبرها سيجارة فقط هي ليست كذلك ،هي شي ممنوع وغير مرغوب، وضار لنفسك ولمجتمعك ،ويعاقب عليها القانون مهما طال الوقت، فالمخدرات كالمستنقع تشد متعاطيها إلى القاع ولا يمكنه الخروج بسهولة، وتحدثت الأستاذة ميس الدسوقي مديرة مكتبة الأطفال العمومية عن إيمان مكتبة الأطفال العمومية بأهمية هذا العمل الأنساني المجتمعي والأهلي لمحاربة الإدمان، وأكدت أن جمعية مكتبة الأطفال العمومية هي الحاضن الرئيسيّ والأساسيّ، لجميع الأسر السورية في مدينة اللاذقية،وتتوجه إلى جميع أفراد الأسرة ،وأكدت أن مكتبة الأطفال تعتّبر وجودهّا منبّر
لإيصّال الحملات التوعوية والهادفة،لجميع الأسُر السورية من أجل تحقيق أعلى مستوى من الإرتقاء الفكري والأجتماعي والثقافي، التي تتمناه لكل المجتمع الأهلي الموجود.وكما قام الحضور بطرح العديد من التساؤلات ، والمشّاركة بتقديم الحلول، مع أعضاء (جمعية تعافي).
وأخيراً المخدرات تضّر بالفرد والمجتمع ،ولو عرفَ المتعّاطي أضرارها لبادر بالعلاج، وتركها فورا. نعم رحلة العلاج طويلة لكن نتائجها مضمونة ،لذلك وجب علينا التّأكيد على أهمية، تسخير كافة الوسائل الإعلامية، لتوعية المواطنين بمخاطر تعاطي المخدرات ،على الفرد والمجتمع والدولة بشكل عام، وضرورة تكاتف الجميع لحشد الجهود المادية والبشرية والقانونية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة.
نفحات قلم :ربا حسين