توفي الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الخميس، الثاني من سبتمبر (أيلول) 2021، عن 96 سنة في أثينا، بعد حياة حافلة تداخلت فيها مسيرته الفنية مع النضال ضد النازيين وديكتاتورية الكولونيلات، أمضى بعض أعوامها وراء القضبان أو في المنفى، ما جعل منه رمزاً للمقاومة في بلده، وحمله إلى العمل النيابي والوزاري، فيما كانت ألحانه تعرّف العالم بموسيقى بلده ورقصاته.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على الفنان الراحل، اعتباراً من الخميس، معتبراً أن “ميكيس ثيودوراكيس ينتقل الآن إلى الأبدية، ويغيب صوته ومعه صوت الهيلينية برمتها”. وأضاف، “لقد كان ميكيس بمثابة تاريخنا”.
اشتهر هذا المقاوم السابق بتأليف موسيقى فيلم “زوربا اليوناني” التي صدحت في أنحاء العالم أجمع. وعانى الراحل في السنوات الأخيرة من مشاكل في القلب.
لميكيس ثيودوراكيس المولود في 29 يوليو (تموز) 1925 في خيوس الواقعة في بحر إيجه لعائلة من جزيرة كريت، مجموعة ضخمة من الأعمال، وهو أشهر الملحنين اليونانيين، وأصبح رمزاً للمقاومة في اليونان على مر الأجيال.
وبعد توقيفه لمشاركته في مقاومة النازيين عامي 1942 و1943، تعرض للتعذيب في سجن جزيرة ماكرونيسوس، الذي أودع فيه لانخراطه مع الشيوعيين بين عامي 1947 و1949 في الحرب الأهلية التي نشبت في البلد عقب الحرب العالمية الثانية.
إلا أن النشاط السياسي لثيودوراكيس الذي نال شهادة كونسرفاتوار أثينا للموسيقى عام 1950، لم يثنِه عن العمل الفني، فلحن في عام 1960 قصائد لشعراء يونانيين كبار.
وفيما كان يشغل مقعداً نيابياً عن حزب “إيدا” اليساري، وضع في عام 1964 موسيقى فيلم “زوربا اليوناني”. وأصبح اللحن الرئيس لهذا الفيلم بمثابة نشيد يرمز إلى اليونان وأجوائها وثقافتها.
وأسهم ثيودوراكيس في نشر الموسيقى اليونانية واكتسابها شعبية في كل أنحاء العالم، وكذلك آلة البزوقي الموسيقية ورقصة “سيرتاكي” المرافقة لها التي يؤديها السياح في المرابع الليلية اليونانية، وهي مزيج مبسط من رقصتي “هاسابيكو” و”زيبيكيكو”.
وأوقف ثيودوراكيس منذ بداية ديكتاتورية الكولونيلات في 21 أبريل (نيسان) 1967، وفُرض حظر على أعماله الموسيقية. وبعد إطلاقه عام 1970 بضغط دولي، انتقل للعيش في باريس، لكنه رجع من منفاه بعد عودة الديمقراطية إلى بلده عام 1974.
بين العامين 1981 و1986، كان ثيودوراكيس نائباً عن الحزب الشيوعي اليوناني. وفي السنتين الأوليين من التسعينيات، تولى منصباً وزارياً من دون حقيبة في حكومة كونستانتين ميتسوتاكين المحافظة.
إعداد : محمد عزوز
( عن صحف ومواقع )