ولد رينيه شار في 14 حزيران 1907في " ايل – سور- لا- سورغ " وهي قرية صغيرة في منطقة فوكلوز الفرنسية ، حيث قضى اغلب ايامه ، ونهل من طبيعتها وحيه ومفرداته . على الرغم من الصعوبات المالية التي برزت عند وفاة والده عام 1918 تابع دراسته ، وأتم قراءات عديدة لشعراء رومنطيقيين – المان وفرنسيين – خاصة . نشر عام 1928 اول مجموعة شعرية بعنوان " اجراس على القلب " لكنه اتلف فيما بعد كل النسخ . وفي عام 1929 وبعدما اتصل ببول ايلوار الذي سيبقى شار من اقرب اصدقائه ، جاء الى باريس والتحق بالحركة السوريالية .
قرأ رامبو والفلاسفة ماقبل سقراط . شارك بروتون وايلوار في وضع المجموعة الشعرية : " تمهـّل اشغال " وفي تحرير مجلة : " السوريالية في خدمة الثورة " وساهم بانتظام بنشاطات المجموعة . نشر عام 1934 مجموعة : " المطرقة بدون معلم " وهي تعكس تأثره بالسريالية ، ثم عاد الى " ايل – سور- لا- سورغ " .
اثناء الحرب العالمية الثانية انضم رينيه شار الى المقاومة ضد الاحتلال الالماني لبلاده ، تحت اسم مستعار هو " القائد الكسندر" وقد قال عن تلك المرحلة : ( عانيت كثيرا من احتلال الالمان ، وصلفهم وكبريائهم وعجرفتهم ، الى ان قررت الانضمام الى صفوف المقاومة ، علما ان الامور السياسية لم تكن تستأثر بشيء من اهتمامي ، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية ) انذاك قتل العديد من رفاقه ، واصيب هو بجروح خطرة عام 1944. عامئذ استأنف النشر بعد توقف منذ عام 1939، وتتالت عدة مجموعات مهمة ( وحدهم باقون 1945، غضب وسر 1948،
الصباحيون 1950 ) لفتت اليه الصداقات : ( جورج باتاي ، البير كامو ، براك ، ماتيس ، نيكولا
دوستال ..) ووضع الفنان بيار بوليز موسيقى لمجموعته : " المطرقة من دون معلم " سنة 1955 السنة التي التقى فيها لأول مرة الفيلسوف مارتن هايدجر ، حيث نشأت بينهما صداقة ومراسلة متحمسة . في الستينات صدرت له مجموعتان ، هما : " الكلمة في ارخبيل " و" حضور مشترك " فرضتا نهائيا صوت الشاعر .
لكن سرعان ما أدرك رينيه شار ان الشعر هو مملكة من دون سلطان . كان يقول : " لايوجد شاعر، بل فقط الشعر ، ولايوجد مناضل .. بل قضية الانسان فقط " ولم ينخرط في أي حزب سياسي ، رافضا ان يحدد نفسه ضمن اطار ، لذلك ترك السوريالية والسورياليين . ترك باريس وعاد الى ينبوعه الاول " ايل – سور – لا- سورغ " ينشد البكارة الاولى والطهر وصدق الارض وجمالها ورموزها الغنية ، عاد الى ينبوعه الاول فاتضح له العجب المولـّد من العلاقات الوثيقة بين الحياة والموت : " إبدأ بالوثوق من أن الليل ينتظرك دائما.." : " نحن عابرون ، نجدّ في العبور ، وفي فرض حرارتنا.."
ومنذ عام 1965 لم يخرج من عزلته في ايل – سور- لا- سورغ ، إلا نادرا . غير ان هذه العزلة لم تبعده عن قضايا المجتمع الكبرى ، التي بمناصرته إياها ، كان يؤكد انتمائه الوحيد والنهائي الى الارض والانسان. نشرت أعماله الكاملة عام 1983 في مكتبة لابلياد – باريس ، وعام 1987 ، أي قبل سنة من وفاته ، تزوج رينيه شار من ماري كلود دو سان ، المسؤولة عن قسم الصحافة في منشورات غاليمار وتوفي في 19 شباط 1988 .