منذ بداية الازمة في سورية قلنا مرارا إن ما يجري فيها مؤامرة تستهدفها ارضا وشعبا، وانخدع الكثيرون بما تبثه قنوات الفتنة من اكاذيب وتلفيقات لا أساس لها من الصحة على ارض الواقع، رغم ان هذه الفضائيات اضطرت مرات عديدة للاعتذار عن أخبار وصور بثتها كون هذه الصور كانت التقطت في دول اخرى وقبل سنوات، وجرى تسويقها على أنها في سورية! وبعد توالي الأحداث، تراجع الكثيرون عن مواقفهم التي جاءت بناء على الخداع الاعلامي، وتأكد للجميع أن ما يجري ليس بثورة وان من يقوم بها ليسوا بثوار . وتوالت فضائح هؤلاء الذين يسمون انفسهم "ثوارا" وكان آخرها قبل ايام بالزيارة التي قام بها رئيس وزراء العدو لجرحاهم في المستشفى الميداني الذي اقيم فلسطين المحتلة بالقرب من الحدود مع سورية . وكانت الاتهامات لنا اننا نقف إلى جانب سورية من باب "النفاق" او "العمالة" او "التشبيح"، كما وصفنا البعض من الكتبه في الصحف الاردنية، وان وقوفنا إلى جانب سورية فيه تحدٍ للرأي العام الاردني، لكن الأيام أثبتت أن غالبية الاردنيين يقفون إلى جانب سورية ويرفضون المؤامرة عليها والتدخل بشؤونها الداخلية، لأن سورية بتصديها للمؤامرة تدافع عن الاردن وسورية وكل المنطقة، ولأن نجاح المؤامرة على سورية، لا سمح الله، يعني أن تتحول المنطقة كلها إلى محمية "إسرائيلية" وأن نتحول كمواطنين إلى عبيد عند العدو الصهيوني .
وكررنا مرارا ان دفاعنا عن سورية هو دفاع عن الاردن وجاءت الاحداث لتؤكد ان أحد اهداف الحرب الكونية على سورية يأتي من باب ضرب قوى المقاومة لتصفية القضية الفلسطينية لمصلحة العدو الصهيوني وعلى حساب الاردن، لذلك ليس مستغربا أن نجد كل القوى والدول المعادية للمقاومة تصطف مع أعداء الأمة وسورية الداخليين والخارجيين . إن زيارة نتنياهو لجرحى العصابات الإرهابية أكدت قصر نظر البعض وعمالته، فأين عصابة الاخوان المسلمين من هذه الزيارة، أليس الاجدى ان تقوم بإعادة تقييم مواقفها من هذه "الثورة" التي تؤكد كل يوم عمالتها وارتباطها بالمشروع الأمريكي- الصهيوني، أليس مطلوبا من هذه العصابة التي ملأت الدنيا صراخا ان تعترف بأنها اخطأت وانها تتراجع عن تأييدها لهؤلاء العملاء، لكنني على ثقة بأن عصابات "الإسلام الأمريكي" لن تتخذ اي موقف بهذا الاتجاه، لأنها مرتبطة بتنفيذ المشروع الصهيو- أمريكي بالمنطقة، ولهذا تقوم بإثارة الفتن المذهبية والطائفية عبر استهدافها لحزب الله وامينه العام، سماحة السيد حسن نصر الله، واستهدافها للجمهورية الاسلامية الايرانية الداعمة للمقاومة . لقد سقطت آخر ورقة توت كانت تغطي عورات جماعات "الاسلام السياسي الامريكي" والأنظمة العربية والدول الغربية المتباكية على دماء السوريين، وهم من يقومون بقتل السوريين وتدمير سورية .
اين حماة السيادة الأردنية الذين يهاجمون سورية دولة وقيادة كلما دافع السفير السوري بعمان، او اي مسؤول سوري، عن بلده وقيادته. أين هم مما قاله أحد الجرحى الذين التقاهم النتن حين هاجم الأردن وقال أن معاملة الأردن كانت سيئة، بينما وجد في "إسرائيل" العناية الممتازة ؟؟!! هل تدرك الحكومة الأردنية انها مهما قدمت من مساعدات في عمليات تهريب الأسلحة وتدريب هؤلاء الارهابيين لن تسيطر على قرارهم، فقرارهم عند "إسرائيل" وأمريكا وليس عند السلطات الأردنية التي تقدم لهم ما يطلب منها. إن الحكومة الأردنية بدعمها لهؤلاء الإرهابيين تهدد أمن واستقرار الأردن وتعمل ضد مصلحة الأردن لان هؤلاء الذين تدعمهم لا يملكون قرارهم فهذا القرار عند العدو الصهيوني الذي يتربص بنا من خلال فرض ما يسمى تسوية نهائية للمسألة الفلسطينية على حسابنا.
إن سورية التي علمت العالم الأبجدية تعلم العالم الآن أبجدية الصمود والتصدي والمقاومة لكل وحوش الدنيا الذين جمعتهم أمريكا والعدو الصهيوني وآل سعود وقطر وتركيا وغيرهم من دول المنطقة والعالم وهي في طريقها للانتصار على صهاينة الداخل والخارج وستنهض من بين الدمار كطائر الفنيق، وسيكون قائد الامة الرئيس الدكتور بشار الاسد متسيدا على المنطقة وله الكلمة الفصل في شؤون المنطقة والعالم .
عامر التل: رئيس تحرير شبكة الوحدة الاخبارية في الاردن