من السهل جدا أن تولد في سوريا ، ولكن من الصعب جدا أن تكون سورياااا،فميلادك على هذه الأرض، لا يعني انك أصبحت سوريا ا،لأن الوطنية ليست شهادة ميلاد تستخرجها من الحالة المدنية،أو بطاقة تعريف تحملها في جيبك، أو جواز سفر تظهره في شبابيك المطارات، والوطنية أيضا ليست انفعالا عصبيا،أو تشنجا عضليا، وأنت تجلس أمام التلفاز،تتلوى ألما، أو ترقص فرحا، وأنت تشاهد الفريق الوطني لكرة القدم،يلعب مقابلة مصيرية في عمان أو الامارات ، أو في ملعب دمشق ….وليست مشاجرة مع متطرف يميني، في أحد شوارع مرسيليا أو باريس…أو على صفحات الفايسبوك المتناثرة أهوائها اذا أردت أن تكون سوريا ا، فالأمر أكبر من هذا بكثير،لأن سورية تنتظر منك أن ترتقي عاليا،لتصل الى مستواها، وتكون جديرا بحمل جنسيتها، والحديث باسمها،…….لابد أن تكون في منتهى الوضوح، وأنت ترسم خارطة الطريق ،لتعيش في وطن عظيم……..اسمه سوريا … ولكي تكون سوريا أصيلا،وليس نسخة مزيفة بالكاربون أو السكانير،عليك أن تفهم ان الأرض التي تسير عليها، لم تنزل هكذا من السماء، ولم تكن هبة من جنرالات فرنسا و رؤساء الحلف الأطلسي و ملوك الخبث العربي ، مثلما نقرأ الآن في كتابات مؤرخي الاستعمار الجديد، وأن الاستقلال الذي تنعم بالعيش في أفيائه، لم يكن هدية من مجرمي الحرب في عالم اما أن تكون أو لا تكون اااا… ولكي تكون سوريا أصيلا..عليك أن تستوعب التاريخ، وأنت تتفرس ملامح ذلك القروي الذي تركض في أثره كلاب الجندرمة عبرسهول الشام ، في أواخر العشرينيات من القرن الماضي..الثوره السوريه الكبرى بقياده المجاهد سلطان باشا الاطرش لطرد الحتلال الفرنسي عن سوريا 1925..وتتبع مسار حبات العرق ، وهي تتساقط من جبينه، لتكون سمادا لأزهار الحرية والشموخ والشمم.. عليك…. أن تنتسب الى مدرسة الثورة السورية العظيمة عظمة شعبها ،لتتعلم أبجديات الانتماء لهذا الوطن العملاق