كانت حركة حماس تحتل قمة الوجدان في قلوب ونفوس العرب المساندين للمقاومة من المحيط الى الخليج، واصبح خالد مشعل بفضل بطولات المقاومين من حركته رمزا يضاهي في شعبيته الشعبية التي كانت يتمتع بها كل من السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد.
قبل الربيع الوهابي التخريبي بقيادة “الاوتوبور” ،عملاء الأميركي، وهنري برنار ليفي خادم إسرائيل، كان “للسيد” و”للرئيس” شعبية كاسحة لأن الأول بطل الانتصار العربي الكامل و الأول على الاسرائيلين، والثاني هو المساند للمقاومة الفلسطينية وحاميها في دياره، كما انه رافض الذل الأميركي الذي رأى المواطنون العرب في كل بلادهم كيف ان حكامهم يعيشون ويفرضون على مواطنيهم العيش في ظله، بلا كرامة. و لان الفطرة الإنسانية تميز بين الصواب ،وهو المقاومة، وبين الخطأ ،وهو الرضوخ لمن سيطر على فلسطين وشرد شعبها ولو اتيحت له الفرصة فسيشرد كل شعب عربي يمكنه السيطرة عليه، فان شعوبنا قبل تسونامي المذهبية والريح الوهابية النتنة كانوا بالفطرة يحبون من يقف مع المقاومة الفلسطينية ويقاوم اسرائيل.
الى أن اكتشفت السلطات الأميركية ان ضرب شعبية الرئيس والسيد امر سهل من خلال استغلال شيعية الأول وعلوية جذور الثاني لتزعم انهما جزء من محور شر شيعي يريد السيطرة على العالم العربي لصالح ايران.
هنا لعب الاعلام العربي المتصهين على الغرائز باعداد اميركي رصين ومدروس فنشأت عاصفة المذهبية الهوجاء حاملة الحقد الطائفي ضد المقاومين بأسم التشدد السني ضد الشيعة.
الخطر الشيعي حل ّ هنا مكان الخطر الفعلي الاسرائيلي، وهي كذبة تتماشى مع نظرة شمعون بيريز لمستقبل العرب، والتي اعلنها في كتابه عن الشرق الأوسط بداية التسعينيات.
انها فكرة تثوير العرب السنة ،وهم الأغلبية، ضد ايران الشيعية وحزب الله وسورية. والنتيجة ما نراه الان من نجاح باهر تم على ايدي الوهابيين وقنواتهم الفضائية بعون من الليبراليين الجدد من عبيد الريال الوهابي وعلى رأسهم صحافيون وابواق من أمثال علي حمادة وحازم صاغية وغيرهم من اراذل العالم العربي في صحافة السعوديين واعوانهم.
في الفترة الأخيرة يتحدث كثيرون من المتأثرين بالدعاية الوهابية عن الجحر الذي يختبئ فيه قائد حزب الله السيد حسن نصرالله.
يشغلهم الجحر كما شغل بال الإسرائيليين منذ غزو العام 2006، والذي ردّه مقاتلوا المقاومة ،مذموما مدعوسا مدحورا، بدعم حاسم من سورية وصورايخ جيشها الروسية الصنع والمقلدة في مصانعها، وبدعم من ايران واموالها وتدريبها ودعمها السياسي والمعنوي والأمني.
في هذه العجالة يطيب لي ان اكشف ما هو واقع وحقيقي عن جحر السيد نصرالله، لكن دعوني أولا اكشف عن واقعة تتحدث عن بعض الاسرار التي لا يعرفها كثيرون.
فالسيد خالد مشعل قيادي مقاوما كان، وكان مطلوبا للأسرائيليين لدوره في حركة حماس سابقا، وكان الرجل في سورية بحماية الرئاسة السورية وبحماية الأجهزة الأمنية السورية.
وكان الشخص المكلف من قبل القيادة السورية لتلبية طلبات خالد مشعل على كافة المستويات رجل ولا كل الرجال، ولكن لمعرفة الرجل بنوعية خالد مشعل وطلباته الشخصية الغير محتملة واليومية(دبرولي فيلا ببلودان لقضي الصيفية فيه ولاعمل فيه عرس بنتي).
كلف ذاك الرجل العظيم في نهايته نقيبا يدير مكتبه ليتواصل مع مشعل ولينفذ ما يحتاج اليه من خدمات.
شأن السلاح والمقاومة والتدريب لم يكن عند مشعل بل عند قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل، وكان الاتصال مباشرا بين القائد الأمني السوري والقيادة المقاومة في الداخل.
في خلال المعارك التي اندلعت مع العدو الصهيوني تعرضت المقاومة الفلسطينية الى ضربات موجعة من الطائرات العدوة وحاول القائد السوري بوسائل التواصل المتفق عليها إيصال معلومات هامة تتيح ربط الإمكانيات السورية والحزب اللهية في سورية بغرفة عمليات المقاومة في غزة (في الرصد والمتابعة الالكترونية والجوية) بحيث يصبح ما يراه مدير غرفة العمليات الرئيسية في بيروت او في دمشق هو نفسه ما يراه المقاوم الفلسطيني الذي يقود غرفة العمليات في غزة.
أي ان اي طائرة صهيونية لو أقلعت فان المقاوم الفلسطيني سيراها وهي تقلع وسيعرف خط سيرها وسيتابعها ليتقي المقاومون شرها قبل ان تصل اليهم بدقيقة على اقل تقدير(قصر المسافة بين النقب مثلا وغزة عائق كبير).
مركز المتابعة المعني هو ما مكن المقاومة اللبنانية من سرقة بث الطائرات الإسرائيلية والتي كشف السيد حسن ان المقاومة فعلت هذا الامر من بداية التسعينيات، والمركز هو للمراقبة الالكترونية شديد التطور بتمويل إيراني وتكنولوجيا إيرانية روسية كورية صينية وغربية وبإدارة سورية وقد يكشف الإسرائيليون يوما ان اعدائهم امتلكوا قدرة تحريك والاستفادة من أقمار تجسس صناعية.
ما نجح القائد الأمني السوري في التواصل مع حلفائه في غزة فأتصل بمدير مكتبه ليستفهم من خالد مشعل حول ما لديه من معلومات ان كانت لديه معلومات، و معلنا في الوقت عينه لمشعل انهم (قائده الامني ) مضطرون لايصال “كود” النقل الآمن الى القائد الفلسطيني المقاوم في غزة بأسرع وقت حتى يستخدموا الرصد ومعلوماته لحماية انفسهم من القصف الجوي.
انتهى الاتصال الهاتفي الآمن بين النقيب ممثل المسئول السوري الأمني وبين خالد مشعل. وبعد ساعات خمس، اتصل خالد مشعل بالنقيب وسأله:
فيني ارجع على بيتي؟ صرلي خمس ساعات انا وعائلتي في سياراتنا نجوب الشوارع!!
مختصر الموضوع ان خالد مشعل اعتقد ان مكالمة النقيب هي إشارة له ليهرب من بيته لان هناك غارة جوية سيشنها العدو على دمشق وبالتحديد على مقر خالد مشعل فهرب وعائلته وبقي في سيارات موكبه ساعات!!
هذا هو مستوى خالد مشعل الأمني والعسكري.
واما السيد نصرالله فيعرف العدو قبل الصديق ممن يرصدونه بأن يعيش وسط إجراءات امنية ولكن جحره الحقيقي قلوب محبيه، وعيون عاشقيه، وادمغة مقاومين اشداء يستخدمون ارقى التكنولوجية المعروفة في العالم لرصد العدو وحركته الأمنية والجوية والعسكرية.
وما نراه من اقدام سماحته حين يخرج الى العلن في مسيرات او في خطابات ليس عبثيا ولا فعل لا ارادي، بل هو ثمرة لثقة الطاقم الامني لسماحته بالعقول المقاومة المسئولة عن الرصد والمتابعة، ففي اللحظة التي سنتطلق فيها أي طائرة او صاروخ موجه بالرادار من قبل العدو جوا او بحرا او برا فان المقاومين وصلوا الى قدرات امنية واستطلاعية تمكنهم من تحذير السيد او أي ممن يشاؤون الى وجوب التخفي والانتقال الى نقطة غير مرصودة. ويقول احد كبار المقاومين (منذ سنوات) ان فارق الرصد بين فعل العدو وعلم المقاومة وصل الى 18 ثانية فقط.
هل نكشف سرا ان قلنا ان كل الإمكانيات السورية في الرادارات والرصد والجغرافية مسخرة لمصلحة المقاومة في فلسطين ولبنان منذ سنوات؟
هل نكشف سرا ان قلنا ان ضرب الدفاعات الجوية السورية يستهدف سورية كما المقاومة في لبنان وفلسطين، هل نكشف سرا ان قلنا ان سورية سمحت بتعاون تكنولوجي بين جيشها وبين المقاومين وبين ايران ؟
هل نكشف سرا ان قلنا ان كل ما تعلمه ايران في المجال التكنولوجي العسكري تعلمه المقاومة وسورية وكانت تعلمه المقاومة الفلسطينية حتى اشترك مشعل في الفتنة ضد سورية؟
جحر السيد حسن نصرالله هو قدرات المقاومة وعقول ابطالها واجزم من مصادر تعني ما تقول ان سماحته لم ينم تحت الأرض ابدا الا في مرحلة من مراحل حرب تموز وكان ذلك ربما في احد الانفاق القتالية.
لا تعرفون السيد حسن ربما بشكل شخصي ولكن من يعرفه يجزم، فرغم كل الإجراءات تبقى وسيلته الأولى للحماية هي التوكل والعلم وعمل المقاومين وبعض استخارة أحيانا.
ولمن يبحثون عن جحره نقول…موتوا بغيظكم