يحتوي الجزر على البيتاكاروتين وهو مادة تتحول في الجسم إلى فيتامين أ المهم للبصر، ومع ذلك فلا توجد أدلة علمية على أن تناول الجزر يقوي البصر أو يشفي الاعتلالات البصرية أو يقلل حدتها. أما مصدر هذه الخرافة فهي خدعة موجهة استخدمها البريطانيون لتضليل الألمان عام 1940 حين هاجم الطيران الألماني المملكة المتحدة في ما أطلق عليه معركة بريطانيا، وقام الجيش البريطاني بإسقاط العديد من الطائرات الألمانية بنجاح.
وكان سر تفوق الإنكليز في تصديهم للغارات الألمانية تقنية رادار جديدة، ولكنهم لم يريدوا كشف الموضوع وشاؤوا إبقاءه سرا، لذلك قاموا بشكل منهجي بضخ معلومات في وسائل الإعلام التي كانت تصل للألمان، مفادها بأن جنود مضادات الطائرات البريطانيين والطيارين أيضا كانوا يتناولون كميات كبيرة من الجزر، الأمر الذي أعطاهم بصرا حادا ومكنهم من إسقاط الطائرات الألمانية كالذباب.
أما على الصعيد الطبي فإن الجزر مصدر للبيتاكاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين أ، ولكن هناك الكثير من المصادر الأخرى لفيتامين أ مثل الحليب والبيض، ولذلك فليس الجزر هو النوع الوحيد من الطعام المفيد لصحة العين. كما أن آلية الإصابة بالعيوب البصرية مثل مد البصر أو حسره أو انحرافه ترتبط بحجم العين وعضلاتها وأنسجتها، وليس لها علاقة بالفيتامينات، ولذلك فإن علاج قصر النظر هو النظارة أو الجراحة مثلا، وليس شرب عصير الجزر صباح مساء.