.jpg)
بحسب التلفزيون التركي فإنه وحتى اللحظة سقط ما يقارب من تسعة آلاف إرهابي بين قتيل وجريح من المجموعات الإرهابية المسلحة في معركة "الأنفال" على الحدود التركية السوريّة عند كسب، وهي المعركة الأعنف منذ فجر الازمة السورية حتى اللحظة. أياً يكن من أمر فإن هذه المعركة لا بد وأنها تحصلت على شهوراً كثيرة من التدريب والتمويل، والتجهيز حتى جائت بهذه الضراوة وهذه القوة، وهذه الخسائر الفادحة في صفوف الجيش التركي "المجموعات الإرهابية المسلحة" وحتى في صفوف الجيش العربي السوري والدفاع الوطني خسائر كبيرة ولكنها لا ترقى بالمطلق إلى مستوى خسائر العدو.. بعد بدء المعركة تبيّن أنها معركة أهم بكثير من أي معركة خاضتها الدولة السورية حتى اللحظة، وليست انتقامية وحسب، بل إن معركة "الأنفال" في كسب لها أبعاد خطيرة جداً على مستوى الأزمة السورية: بعد أيام قليلة من بدء هذه المعركة تسرّب التسجيل الصوتي الخطير جداً عن قادة في الحزب الحاكم في تركيا يشرح كيفية التدخل في سوريا، وابتداع الذرائع لخلق منطقة عازلة.. لماذا بذلك التوقيت تماماً تم هذا التسريب؟ من الواضح أن معركة كسب كانت ضمن الخطة التي وضعت للتدخل التركي في الأراضي السورية، حيث تشغل المجموعات المسلحة ذات الاعداد الهائلة الجيش السوري والدولة السورية ككل بمعركة كسب، في حين تختلق الذريعة لتدخل سريع وخاطف في الشمال السوري، وهذا يبرر هذه الجاهزية العالية للإرهابيين وتعدادهم الذي فاق العشرون ألف حتى اللحظة.. إذا كانت فعلاً الدولة السورية أو حلفائها هم من كشفوا هذا التسجيل فهذه خطوة استباقية في المعركة، ولكن استبعد شخصياً هذا التحليل، لأنه لو كانت سوريا أو حلفائها من قام بهذا الكشف فإنه كان عليهم نشره قبل معركة الأنفال عند كسب تجنباً لمعركة على وشك الوقوع، وتفادياً لسقوط شهداء وجرحى، لذلك فإن من كشف وسرب هذا التسجيل هم أمريكا وحلفائها.. هذا يقودنا بشكل مباشر إلى ما يلي: سقط أردوغان تماماً، ونهائياً، فالجميع قرر أن الحل السياسي هو الحل الوحيد في سوريا وجائت القمة العربية لتؤكد هذا التوافق العالمي، الكل يعلم أن القمة العربية تأخذ أوامرها بشكل أو بأخر من الغرب، وقرار الغرب هو الحل السياسي بوجود الرئيس الأسد، ولكن بقاء الأسد يعني بالضرورة رحيل أردوغان وحزبه، ومشاكل جمة على مستوى الحزب وربما انفراط عقده، فقرر أردوغان أن يقوم بهذه الخطوة منفرداً بغير موافقة حلف شمال الأطلسي، فكانت الكارثة أنه مكشوف منذ أكثر من عام وثمانية أشهر.. وأنهم يعرفون بكل ما يخطط وكل ما يفعل.. الآن بالضرورة أن معركة كسب هي المعركة الأخيرة في الشمال، إذ لم يعد أردوغان قادراً أبداً ولا بأي حال من الأحوال أن يهاجم سوريا حتى لو تم قصف الجنوب التركي بالطائرات، فمن ذا يصدق كاذب!؟ وإذا قرر أن يهاجم سوريا فسيخسر كل شيء، والدولة التركية سوف تتأثر بشكل كبير بهذه المعركة نتيجة تغيير الموقف الدولي وعدم قدرته على جعل الشعوب أن تصدق إردوغان بعد أن ظهر أنه كاذب كبير وعدو للإنسانية بهذا الشكل. تلك هي اللعبة الأخيرة التي لعبها أردوغان في حلقة ألعابه.. أردوغان اليوم مسؤول عن كل الدم السوري، معظم التسليح والتجنيد والتمويل كان من تركيا.. واليوم تُسفك دماء جنودنا في كسب على يد جماعات مسلحة تنطلق من تركيا وتعود إلى تركيا، إذ لا مجال للشك أبداً في قدرة تحرك هؤلاء إلا من خلال المجال البري التركي.. سقط أردوغان كإنسان قبل أن يسقط كرئيس حزب ورئيس وزراء بنظر حتى الأتراك أنفسهم حتى لو نجح حزبه بالانتخابات المحلية، وارتقى شهداؤنا فداء قضية وطن، الشمال السوري يوماً بعد يوم سيكون سوريا..