
الجميع يتساءلون عن كيفية اخراج سوريا من مأساتها، ولمعرفة ذلك اظن انه يجب علينا معرفة اسباب استمرار المأساة. كلنا نعلم بان البراغماتية القائمة على تحقيق المصالح الخاصة لكل دولة هي التي تسير السياسية العالمية. والبرغماتية تقوم على حساب الربح والخسارة فقط. حالتنا المزرية التي وصلنا اليها تشكل حالة مربحة بالنسبة للغرب. فهم يدمرون بلدنا ويستنزفون قوتنا ويقتلون ابناءنا بايدينا، يبيعون اسلحتهم لنا باموالنا. اي، يحققون كل اهدافهم على حسابنا دون اية خسائر لذا، فهذا الوضع في سوريا سوف يستمر الى مالانهاية لانها تشكل حالة ربحية نادرة للغرب. وللخروج من هذه الازمة لابد لنا من اثبات العكس اي، اثبات ان استمرار هذا الوضع في سوريا لم يعد مربحا لهم. وهذا لن يتم الا اذا دفعنا الامور الى اقصى درجات التطرف واعلنا الحرب على قواعد الارهاب. الحرب يربحها من يرسم مداراتها واساليبها وليس من يجبر على خوضها حسب الاساليب التي رسمها العدو. اليوم، نحن نخوض حربا رسم مخططها اعداؤنا. يجب احترام حدود الجوار، يجب الخوف من مجلس الامن، يجب مراعاة حقوق الانسان، يجب ضمان مصالح الدول الاخرى، يجب احترام القوانين الدولية الخ. فهل من عاقل يظن ان بامكاننا الانتصار بهذه الحرب؟ علينا خرق كل هذه الاطر التي رسموها لنا واعلان حرب مفتوحة لهدم المعبد على من فيه خاصة وان كل الدلائل تشير الى ان المعبد سيهدم علينا لوحدنا اجلا ام عاجلا. وعندما يقتنع البرغماتيون بان مصالحهم تهددت بالفعل، ويتاكدون باننا سنهدم المعبد على الجميع سيتغير كل شيئ. شعوبهم غير مستعدة للتضحية بحياتهم من اجل اسقاط بشار الاسد. اما نحن، فمستعدون للموت في سبيل الحفاظ على سورية. هكذا تتغير وسائل المواجهة باستخدام اقوى ماعندنا وهو استعدادنا للتضحية في سبيل الوطن، ضد اضعف ماعندهم وهو رغبتهم بالحياة. وعندما يدرك البرغماتيون اننا جادون بقرارنا، ويتاكدون بان تكاليف اللعب معنا ستكون اكثر كلفة من ارباحهم سيغيرون اسلوبهم ونفرض شروطنا. اما ان لم يتراجعوا وارادوا امتحان تصميمنا، فلننفذ تهديدنا، اما اذا كنا خائفين من ذلك فلن يبقى امامنا سوى تسليم البلاد طوعا او كرها ليهدموها على رؤوسنا. والفت الانتباه الى ان استسلامنا لن يفيدنا لان قرار تدمير بلدنا لارجعة فيه وليس امامنا سوى خلط الاوراق لان الشعب مل الصمود.
لقد اثبت اغبياؤنا ورعاعنا بانهم قوة عظيمة ولكنهم بحاجة لمن يقودهم، وهذا ما غفلنا عنه وتنبه له اعداؤنا. فعلى اكتاف هؤلاء الاغبياء غزا بنو امية اسبتنيا بالتعاون مع يهود اسبانيا، وغزت الدولة العثمانية( يهود الخزر) العالم المسيحي الذي كان يضطهد اليهود، ثم استخدمهم لورنس لتحطيم بقايا الدولة العثمانية، واليوم يستخدمهم برنارد ليفي لتحطيم الدول العربية الممانعة لاسرائيل حيث قاموا بخلق قيادات عميلة لهم وسيطروا عليهم ووجهوهم لتدمير بلادنا وتم لهم ذلك بنجاح. اليوم، علينا تعلم الدرس واعادة تفعيل قوة رعاعنا لصالحنا عبر انتاج قادة جدد لهم يأتمرون باوامرنا واعادة توجيههم ضد اعداء الوطن ليذوقوا بعضا مما زرعته ايديهم. التاريخ يشهد بانه في الحروب الشرسة لاينفع الشعراء والمحللون والمثقفون بل، الزعران والاغبياء والمتطرفون ان احسن الوطن استخدامهم وتوجيه طاقاتهم. فلنحسن استخدام كل مقومات قوتنا، ولنحاربهم بنفس طريقتهم. اؤلئك الرعاع الذين يقتاتون على الخرافات منذ 1400 سنة في مساجدنا ويعيشون بيننا لايمكننا القضاء عليهم بيوم وليلة، هم ذئاب متطرفة جائعة، جاهزة ايديولوجيا للموت عبر قتل الاخرين، ذئاب تبحث عن فرائس مقدسة توصلهم الى حور العين. فلنوفر نحن لهم تلك الفرائس من اعداء الله والوطن قبل ان يبحثوا عن فرائسهم بين جيرانهم واهلهم، وما يحدث في سوريا اليوم خير دليل على صحة طرحي. نحن على ابواب حروب مصيرية وكل حرب بحاجة لرجال لايهابون الموت وجاهزون للشهادة بكل لحظة، وامامنا خزان ضخم من القوة وما علينا سوى ترشيد استهلاكه وتحويله من سيل يجرف الاخضر واليابس في بلادنا الى قنوات يمكن استخدامها وقت الحاجة لما فيه مصلحة الوطن. هكذا نستطيع تغيير قواعد اللعبة المفروضة علينا وذلك بفرض مواجهة بين شبابنا الذين يبحثون عن الموت وشبابهم الذين يعشقون الحياة فالتاريخ اثبت بانه لااحد يستطيع الصمود امام من يعشق الموت. اذكركم باقوال القائد حافظ الاسد: نحن نتقن اللعب على حافة الهاوية، وان سقطنا فلن نسقط الا على جثث اعدائنا. للاسف الشديد، فنحن اليوم لانلعب على حافة الهاوية بل، في الهاوية ذاتها، نحن لانسقط على جثث اعدائنا بل، على جثث بعضنا، اقولها لله وللتاريخ: ان استمرت الامور هكذا فسوف ياتي اليوم الذي تفرض فيه الحرب علينا ولن يكون بمقدورنا ان نخوضها. وتذكروا قول علي ابن ابي طالب: ماغزي قوم بعقر دارهم الا ذلوا. واتمنى ان لاتصبح سوريا فعل ماض ناقص. ملاحظة: (هذا الكلام كان قبل تسليم سلاحنا الكيماوي اما الان فلا ادري هل تبقى عندنا مانخلط به قواعد اللعبة ام لا).