ماهر الدنا

سوا، هو عنوان الحملة الرئاسية للمرشح الدكتور بشار حافظ الأسد، حملة شغلت مواقع التواصل الإجتماعي منذ ساعات ما بعد ظهر السبت بشعارات وصور المرشح للرئاسة السورية، الوافد غير الجديد إلى ساحات "السوشال ميديا"، حيث سجلت صفحة حملته رقماً قياسياً وصل إلى ٤٥ ألف معجب بحلول منتصف الليل.
وهنا، لا يمكن أن يسهى عن بال أي متابع للشأن السوري، منذ بداية الحرب العالمية لتقسيم سوريا، الكم الكبير من الحملات الإعلامية التي شنها خصوم دمشق على الدولة السورية وكذلك على رئيسها بشار الأسد.
في تلك الفترة، لا يمكن لأحد، حتى أكثر الناس ولهاً بسوريا وبشارها، أن ينكر النجاح الكبير للتضليليّين وأخبارهم المفبركة، لدرجة إقتنع سكّان "الفايس بوك" لعدة أيّام أن قصر الرئاسة السورية بات محاصراً، كما صدّق الكثير منهم أن الرئيس إصطحب عائلته عبر بارجة روسية من مرفأ طرطوس، و غادر البلاد.
أمّا الحقيقة التي أثبتتها الأيّام، فهي أنّ "أبو حافظ" لم ينم سوى بفراشه، ولم يأكل سوى من صحنه، وأن أقرب المسلحين إليه، كان قد سقط .. على بعد كيلومترات.
ثلاثة سنوات من الحرب والمقاومة، زرعت في عقول السوريين الحقيقة التالية:
من المقاتلين من حمل البارودة والرشاش، ومنهم من حمل "اللابتوب" وكان أكثر فتكاً من صاحبه الأوّل.
إنطلاقاً من حيث توقفّ تصاعد الخيال لدى هؤلاء، إلتفت الرئيس الأسد من الميدان نحو "لابتوبه" هو الآخر، مدركاً في حينها، أنّ لـ"السوشال ميديا" أهمية كبيرة توازي القتال في الميدان، وتتفوق عليه في الكثير من الأحيان.
هنا برز إهتمام الرئيس الأسد بالصورة أكثر، و تعدّاها إلى إتقان المعركة الإعلامية، فكان لظهوره في الكثير من المرّات عبر وسائل الإعلام الأجنبيّة صدىً كبيراً في الشارع السوري، كما أحدثت مواقفه زلازلاً هزّت «غرف التآمر» على سوريا.
لنعد لـ"السوشال ميديا"، فصفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" عبر كل من "الفايس بوك" و"التويتر" وحتّى "الإنستغرام" تشهد تفاعلاً قوياً بين الرئيس ومواطنيه ومتابعيه، أو على الأقل بين أخبار الرئيس وحماس المواطنين لها واعادة تغريدها ونشرها، علماً أن تقريراً صحافياً ألمانياً قد أكّد قبل فترة قيام الرئيس الأسد بالتفاعل مع المواطنين شخصياً وبشكل يومي عبر "السوشال ميديا".
يرى عدد من المختصين بالـ"السوشال ميديا"، أن خطوة الرئيس الأسد بتفعيل نشاطه الإلكتروني ساهمت كثيراً بتهدئة النفوس وتطمين أنصاره، ورفع معنويات الشباب السوري، وهو ما يساهم بشكل إضافي وبعد ثلاثة سنوات من الأزمة في كل الإنتصارات الميدانية، التي ستشكّل إضافة لهزيمة إعلام التضليل والتحريض، نصراً لسوريا.
السيدة الأولى من جهتها، بكرت قبل زوجها بالحضور الإعلامي الميداني، وربما للأمر ترتيب معين وتنسيق أدوار تفرضه المهام وطبيعتها، فمنذ اللحظات الأولى للأزمة، نفت الشائعات، دعمت الجيش، وشدّت من أزر أمهات الشهداء، كما كانت حاضرة عبر «الميديا» كجزء مكمّل لنشاطها الميداني.
السيدة أسماء الأسد حاصلة على شهادة «دكتوراه فخرية» من جامعة لا سبينزا الإيطالية والتي تعد من أقدم الجامعات في العالم، ولم يسبق أن قدمت هذه الشهادة إلا لشخصين، السيدة أسماء والطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، تقديراً لأعمالهم الخيرية الموجهة للشباب والأطفال والمراهقين.
تتصدر السيدة الأولى في سوريا، حالياً استفتاءً عن «السيدات العربيات الأكثر تواضعاً» ويُجمع المصوّتون لها، حسب تقرير الشركة المنظمة للإستفتاء ومقرها دبي، أن تفاعلها الدائم معهم، هو ما يميّزها عن سائر مشاهير العالم العربي.
"الله يحميك"، هذه العبارة التي تلتقطها عيون أي زائر لصفحة الرئاسة السورية، هي الموجودة في معظم التعليقات على صور "السيّد الرئيس"، الذي بات يدرك تماماً أن لا غنى عن "السوشال ميديا" في معركة «الرأي»، كما أن ليس هنالك من غنى للسوريين من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي، عن رئيسهم، فـ"سوا" سيكملون المشوار، ليعبروا من الإنتصار نحو إعادة الإعمار، لتعود سوريا في "السوشال ميديا" وعلى أرض الواقع، أجمل ممّا كانت.