تعرف الثقافة بأنها هي مجموعة القيم المادية والروحية التي اتبعتها البشرية وتبدعها في عملية الممارسة الاجتماعية والتاريخية والثقافية تتضمن التكتيك والخبرة الانتاجية وكل انواع المعارف من علم وفن وادب وفلسفة واخلاق .
والثقافة الاجتماعية تعني ذلك الكل المعرفي المركب الشامل للعلوم والاداب والفنون وكل ما يكسبه الانسان من البيئة التي يعيش قيها متفاعلا ومنفعلا بها , وهي مفتاح الفرد للحياة ووسيلة في عمليتي التكيف والتكييف .أما ا الثقافة الطفلية فهي كل ما يتمكن جيل الكبا من نقله للصغار بوسائط تسهم في عمليتي النمو المتكامل وتحقيق مبدأ التنشئة الاجتماعية وفق قيم وعادات منقولة عبر الأجيال .فيتشكل بالمحصلة الارث الثقافي والاجتماعي للمجتمع ليتكون ما يمكن ان نعرفه بايجاز ((الثقافة هي مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا أو فئة اجتماعية ))
لقد أكد علماء اللنتروبولوجيا الصلة ابمجتمعية بين الثقافة والشخصية لأن مجموع الأفراد يشكل في المعيار الكمي البنيان الاجتماعي . أما في المعيار النوعي مهناك تفاوت وتمايز بين الثقافات .
يعتبر الطفل وسيلة سهلة للسيطرة على عقله ,فهو أكثر عرضة من غيره لمظاهر الاختراق ثقافيا وفكريا وذلك لسهولة غزوه وتمكن الفازي من ذلك إذا أن طبيعة الطفل القائمة على البراءة والقابلة للاستهواء والمحاكاة والتقليد تجعل منه منفذا سهلا ومضمونا لتمرير أشكال من الغزو الثقافي والفكري وتسريبها للطفل عن طريق لعبة ..أغنية ..برنامج تلفزيزني …ألعاب النت وغيرها .
فدائرة الغزو الثقافي والفكري تتسع كل يوم بسبب الانتشار الواسع لوسائل الإعلام من تلفزة ….إذاعة …انترنت ….ألعاب …
أظهرت نتائج كثيرة من الدراسات – كما ذكر – أن النماذج العدوانية التي يتعرض لها الأطفال في التلفاز تؤثر بشكل قوي في ظهور السلوك العدواني لدى الأطفال؛ وذلك لأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تلعب دورًا كبيرًا في تعلم النماذج السلوكية الإيجابية والسلبية. فعلى ضوء ذلك يجب أن توفر البرامج الفعالة ذات الأهداف الإيجابية للأطفال حتى يتم تعلم نماذج جيده وبناءة في سلوك الأطفال، فلو نظرنا إلى واقع الأفلام الكرتونية والقصص وغير ذلك فإننا نلاحظ أنها تعمل على تعليم الأطفال العدوان والأنانية لتحقيق الأهداف، وتبعث في نفوس الأطفال الخوف والقلق، وغيره من المشكلات التي لا يحبذ الأهل وجودها لدى أطفالهم؛ لما لها من تأثير سلبي لاحقًا على حياة الأطفال
يظل الطفل حائرا بين ما يقدم له الإعلام، وما يريده المجتمع له؛ والأسرة جزء من هذا المجتمع،ومهما كانت درجات التفاوت بين أفراد المجتمع ـ وأعني به المجتمع العربي المسلم ـ إلا أن الجميع يتفقون على أن الطفل :" يقدّم له ما لا ينبغي أن يقدم من خلال التلفزيون الذي صارت فيه العديد من القنوات الفضائية الموجّهة للطفل وسط ركام آخر يشارك الطفلُ سائر الأسرة في جلسات التقاطع لأن لغة الحوار والتوجيه صارت صمتا مطبقا لمشاهدة مسلسل لا يلائم كافة الأعمار بشهادة التربويين، والمراقبين حتى من غير المسلمين.
فلا نعجب حين لا نرى الطفل قد صار خلقا آخر بخلاف ما نريد ، ويشكو الوالدان من الانحراف الفكري والنفسي للطفل مع تقدم العمر ليصير الطفل شابا يافعا تلقفته قنوات الأكشن Action والمغامرات التي تختلط فيها تلميحات أو تصريحاتها الجنس مع الجريمة، والمغامرة التي تستهوي الشباب في مقتبل العمر والقيم التي وُجدت لمجتمع بعيد عن القيم "الافتراضية": لدينا ، ونقلت عبر السماوات المفتوحة إلى غرف نومنا .
إنّ الإعلام غيرالمنضبط له تأثير كبير على الأسرة كافة وعلى الاطفال بصورة خاصة، فقد تستعصي القيم لدى الكبار على التغيير لدوافع كثيرة منها نضوج الجانب الإيماني القيمي، وإن كان عرضة للزيادة والنقصان، إلا أن الأمر يشكل خطرا لشباب المسلمين الذين تتوالى انهيارات القيم لديهم للاندفاع وعدم الاستقلال، وعدم وجود التربية الإسلامية التي تعصم من هذه المزالق، لتقصير الأسرة في هذا الجانب، وعلمنة التعليم، والإعلام وتلاشي القيم في الشارع.
تعتبر أفلام الكارتون من الممارسات اليومية المحببة للأطفال خصوصًا الطفل العربي, ولا شك أن ما يزيد على 95% من هذه الأفلام (غربية)، يراعى فيها عوامل الجذب والمؤثرات بطريقة غاية في الاحتراف؛ مما يساعد على جلب السعادة للطفل، وبالتالي الرضا لوالديه، مما يدعوهم لتوفير هذه الأفلام من خلال القنوات المتخصصة أو بشرائها للترفيه عن أطفالهم، شأنها في ذلك شأن أي لعبة تبهج الطفل وهي غاية الأهل
يرى بعض الباحثين العرب من خلال أبحاث أجريت على تأثير الإعلام الغربي على الطفل العربي, حيث يشكّله عنصر الانفتاح الإعلامي والتزاحم الفضائي في ثقافة الطفل العربي, وكذلك سلوكه من خلال بث أنماط ثقافية وسلوكية دخيلة على المجتمع العربي مزخرفة بتقنيات جديدة باهرة تهدف إلى التأثير في الهوية والثقافة العربية من منبعها (الطفل). وأشار الباحثون إلى أنه على الأسرة العربية دور مهم في ملاحظة ما يشاهده أطفالهم؛ وذلك للتصدي للاختراق المنظم والمستهدف به أطفالهم.
كما حذرت دراسات عربية متخصصة من أن أفلام الكرتون الغربية تحتوي على سلبيات خطرة جدًّا من خلال تشويهها لصورة العرب بغرس صور سيئة وسلبية في أذهان الأطفال, وقد بدا هذا جليًّا في أفلام (السندباد), وقد اعتمد منتجو هذه الأفلام على تشويه الصور العربية، واعتبروها منهجًا لهم وحقًّا مشروعًا للدفاع عن أنفسهم بعد (11 سبتمبر), ذريعة وهمية للنيل من المستقبل العربي في أطفاله.
ناهيك عن السلبية والعنف المعتمد في أفلام الكرتون مثل (سلاحف النينجا)، و(طرزان)، و(تان تان)، وما إلى ذلك من ترسيخ الفكر العنيف، وبثّ روح العداء في أذهان الطفل العربي, بعدما ارتمى هذا الصغير في أحضان هذا الوهم الكرتوني، عندما اعتمد الأب والأم على الآخرين في تعليم وتكوين أذهان أطفالهم.
ألم يكن من الجدير بهم أن يفعلوا هذا الفعل (بالحكاية) وترسيخ القيم وبث روح المثل الأعلى، وكذلك التواصل بينهم وبين أطفالهم بدلاً من أن يكون التواصل مع الآلة (التلفزيون) بكل ما تحتويه من عنفٍ هو التواصل الفعلي؟!
, ولكون الأطفالهم الثروة العظيمة لكل مجتمع, وهم الجيل الأكثر تأثرًا وتشكلاً ثقافيًا وعرفيًاووجدانيًا وسلوكيًا, لابد من تأسيسهم وبناء ثقافتهم ومعارفهم بشكل جيد, ومن هناتنبع خطورة برامج الفضائيات التي تغزو عالمنا وتشوه براءة أطفالنا.
يؤكدعلماء النفس أنه كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة النفس ماذا يقول؟ معينةأدّى ذلك إلى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المتلقي, وهنا نشير إلى أن الفضائياتتتمتع بعرض الصورة والصوت معًا, وهذا ما تفتقر إليه وسائل الإعلام الأخرى, وقدأكدت الدراسات أن التلفاز يأتي في علم التربية الحديثة بعد الأم والأب مباشرة
لكل أداة تكنولوجية حدان أحدهما سيئ والآخر إيجابي, ولكوننا في عصر باتت تتلاشى فيهالحدود الثقافية لذلك لا بد من تحديد ما يُقدم للطفل من ثقافات عبر الوسائطالإعلامية المتنوعة وأهمها الفضائيات, أما عن الكيفية التي يجب أن نعالج فيها هذهالمشكلة, فعلى الرغم من أنها ليست مسألة سهلة إلا أنها في الوقت ذاته ليست مسألةمستحيلة؛ إذ يمكن الفكاك منها متى أدركنا مدى خطورتها, ومتى تعاونت المؤسساتالاجتماعية المختلفة مثل: المنزل, والمدرسة, والمؤسسات المعنية في ضبط أوقاتالأطفال وتوعيتهم, وإيجاد البدائل مثل: توجيهم نحو القراءة ولعب الرياضة, كمايتوجب على الأسرة أن تحرص على تنظيم أوقات الأطفال بصورة إيجابية خصوصًا في أيام العطلات والإجازات, إضافة إلى أهمية التركيز على نشر الوعي اللازم الذي يبين مخاطرومضار ومساوئ المكوث الطويل أمام شاشات الفضائيات صحيًا وفكريًا واجتماعيًا.
كمانذكر هنا بعض الحلول التي قدمها خبراء علم النفس والتربية الذين أجرينا معهمحوارات, ومنها التحكم بنوع القنوات الفضائية وما يُبث فيها, وانتقاء النافع منبرامجها, وتحديد وقت معين ومحدد للمشاهدة حتى لا تطغى تأثيرات البرامج على ثقافةوشخصية الطفل, بالإضافة إلى غرس القيم الأصيلة والمبادئ الحميدة في نفوس الأبناءوتكوين محصلة من المبادئ الراسخة في نفوسهم, وتحذير الأطفال بأسلوب تربوي تعليميمن تلك الأخطاء والأخطار, ولا نستطيع تجاهل دور الأبوين من حيث كونهما قدوةومثالاً لأبنائهم في كل الفضائل والمحامد بشكل عام, بما فيها بالطبع أسلوب مشاهدةالفضائيات, والذي يأتي من خلال تحدّثهما لأطفالهم عن مضمون ما يُعرض وانتقادهما مالا يرونه مناسبًا, وإرشاد الأطفال إلى متابعة ما هو جيد.
"لقد اتّسمت العلاقات القائمة بين المؤسسة التربويّة ووسائل الاتصال بشيء من التصادم. ولم يكن أغلب رجال التربية ينظرون بعين راضية إلى تعامل التلميذ مع وسائل الإعلام. ولم تكن أغلب الأنظمة التربويّة تسمح بدخول الصحيفة أو المادة الإعلامية السمعية البصرية الى المدرسة، كما كانت صورة الثقافة التي تروّجها وسائل الإعلام سلبيّة بالنسبة لأغلب المربين الذين يعتبرون هذه الثقافة سطحية وفسيفسائية ومبتذلة وغالبا ما تبدو المدرسة منغلقة على ذاتها.
ان دور المؤسسة الإعلامية لا يقلّ قيمة عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد، إلى جانب المؤسسة العائلية. كما أن الوقت الذي يقضيه الطفل أو الشاب في تعامله مع وسائل الإعلام لا يقلّ أهمية عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة. وتساهم وسائل الإعلام في ضمان ديمقراطية المعرفة مثلما ترنو إليه المدرسة العصريّة بل إنّ الوسائل الإعلامية السمعيّة البصريّة تؤدي وظيفة ثقافيّة وتربويّة حتى بالنسبة إلى من يجهل الكتابةوالقراءة ولمن لم يتعلّم في المدرسة، كما أن التعلّم عبر وسائل الإعلام يقوم في جوهره على ترابط عضوي بين التعلّم والترويح عن النفس. لذلك فإنّ المدرسة ووسائل الإعلام يخدمان نفس الأغراض التربويّة. وبالرغم من هذه الاستعمالات المتعدّدة والمتنوّعة لوسائل الإعلام في خدمة أغراض تربويّة، فإنّ الجدل بقي قائما بين المربين والدارسين حول الجدوى الفعلية لوسائل الإعلام في العملية التربويّة
المحافظة على اللغة العربية
المحتوى التربوي في الإعلام
يمكن ان يصاغ المحتوى التربوي من خلال :
القصة: المحكية – المقروءة – المصورة
التوجيهات المختصرة المباشرة
الدراما
الالعاب
المواقف التمثيلية
الأناشيد
الألعاب (الكمبيوتر)
كيف تستفيد من الإعلام في خدمة الجانب التربوي لدى الطفل
يمكن ان يتم ذلك من خلال :
تحديد الرسالة
اختيار القنوات المناسبة للعرض
المواءمة مع البرامج التربوية في المدرسة
أوقات / زمن الاستقبال الإعلامي المناسب للطفل
حماية الطفل من الإعلام السلبي ما امكن ذلك
طوير برامج إعلامية (متلفزة) لخدمة الجانب التربوي
التنويع في المواد الإعلامية المقدمة للطفل
الاهتمام بالمستوى الفني وطرائق العرض للمواد الإعلامية
صياغة بعض البرامج الإعلامية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية
للصورة التي تعكسها وسائل الإعلام عن الطفل أثر عميق على مواقف الأطفال والطفولة، ولها أهمية كبيرة في التأثير على سلوك الكبار تجاه الأطفال.
فالصورة التي تعكسها وسائل الإعلام قدوة للاطفال ، حيث تؤثر في مواقفهم وتوقعاتهم. فالطريقة التي تصف فيها وسائل الإعلام الطفل، أو حتى التي تتجاهله فيها، يمكن أن تؤثر في القرارات التي تتخذ باسمه، وفي مدى احترام المجتمع له.
إن أى طفل فى سن ما قبل المدرسة لا يستوعب الفارق بين الحقيقة والخيال، ولذلك فإنه قد يظن أن ما يراه على التليفزيون أو فى الأفلام وألعاب الفيديو حقيقى. وبالرغم من أن الطفل فى الرابعة من عمره سيفهم أن الأحداث التى يراها فى المسلسلات والأفلام ليست حقيقية ولكنه لن يتمكن من إدراك أن العنف الذى يراه فى فيلم كرتون مثلا قد يكون له عواقب فى الحياة. إن أى أب وأم سيحاولون بالتأكيد أن يحموا أبناءهم من مشاهدة أى مشاهد بها عنف على التليفزيون ولكن مع تقدم عمر الأبناء فإن مثل هذا الأمر سيكون أصعب، ولذلك يجب على الأهل أن يكونوا مستعدين دائما للتحدث مع طفلهم حول ما يشاهده من عنف.أحيانا يطرح سؤال حول ما إذا كانت مشاهدة الطفل لمشاهد عنف على التليفزيون قد تجعله عنيفا فى الواقع.
إن أى طفل فى سن ما قبل المدرسة لا يستوعب الفارق بين الحقيقة والخيال، ولذلك فإنه قد يظن أن ما يراه على التليفزيون أو فى الأفلام وألعاب الفيديو حقيقى. وبالرغم من أن الطفل فى الرابعة من عمره سيفهم أن الأحداث التى يراها فى المسلسلات والأفلام ليست حقيقية ولكنه لن يتمكن من إدراك أن العنف الذى يراه فى فيلم كرتون مثلا قد يكون له عواقب فى الحياة. إن أى أب وأم سيحاولون بالتأكيد أن يحموا أبناءهم من مشاهدة أى مشاهد بها عنف على التليفزيون ولكن مع تقدم عمر الأبناء فإن مثل هذا الأمر سيكون أصعب، ولذلك يجب على الأهل أن يكونوا مستعدين دائما للتحدث مع طفلهم حول ما يشاهده من عنف.أحيانا يطرح سؤال حول ما إذا كانت مشاهدة الطفل لمشاهد عنف على التليفزيون قد تجعله عنيفا فى الواقع.