طريقة التكلم عن متلازمة الحب والجنس أصعب اختبار لرقي مجتمع ، والتكلم عن جسد امرأة أكبر اختبار لرقي كاتب. إذا أردت الحكم على رقي مجتمع استمع سراً لحوار عاشقين أو صديقين عن الحب والجنس وأيهما يسبق الأخر وأيهما الغاية وأيهما الوسيلة ، وانظر إذا ما كانت القبلة خطيئة طاهرة أو حاجة محرمة في على رصيف المارة بينما صفعة الكره سيدة الهيبة على قلوب العوام ، وانظر فيما إذا كان الحب يمارس في أقبية مظلمة أو على شرفة غروب أمام زوار البحر. أما إذا أردت الحكم على رقي كاتب دعه يبحر في غزل امرأة وانظر في شموسه الثماني والعشرين أين تشرق ، ولا تصدق تهذيبه إن مر على حياء دون أن يذكر نهديها مع شفتيها و سرتها مع عنقها وأصابع قدميها مع خصل شعرها بأنه احترام للأنثى وجسدها ….. من قال أن سقف السماء يختار بيوتنا لينيرها وبيوتاً ليدعها في عتمتها. إن الخطر على أنثانا لا يكمن فقط في نقاب يركض وراءها ليغتال نور وجهها بل يكمن أيضاً في جعل جسدها فكرة منقبة كسلعة تباع وتشترى في سوق سوداء تشتري منها امرأة بداعي الزواج لا يحق لك معاينتها قبل أن تصاحبها ولا يحق لها الاعتراض عليك كتاجر يريد امتلاكها …… أي جهل هذا؟! أجل لا تؤمن في قلم شِعر يستحي من مصادقة نهد فكل حياءه جهل فحتى ربطة عنقه الأنيقة ليست صالحة لحفلة لعب بطين اللغة ، ولا تصدق ثورة تضع على كل قبلة نقاب بداعي الخوف أو الدين ، ولا ترى في حلمة نهد عاشقة شمعة بحجم شمس ….. متى كانت الثورة هواءً ساماً لخنق الحب. أخيراً يمكننا أن نقول أن اللغة هي حواء كلما غصنا فيها أكثر اقتربنا من الطواف بحلمة الكون والسفر ما بين الشفتين والنجوم.
لا تعاتبني على جرأتي
كلما أردت الكتابة
خلعت حذائي
وغصت نهر اللغة
متنقلاً
بين طرفي النهر
…….. ما ذنبي إن كانت اللغة
جسد أنثى
متمردة عارية
كلما أتقنتها أكثر
غرقت بتفاصيل جسدها
أكثر وأكثر
لا تلمني
اسمع غناء غرقي
أو صم أذني
جهلك عني
Haytham Tofaily-القلم –