حوار منيرة أحمد
كلفت وزارة الثقافة الباحث الدكتور بسام جاموس بإنجاز مشروع علمي رائد يتضمن موسوعة كاملة تضم جميع المعلومات الدقيقة عن تاريخ الساحل السوري,
وهو مدير سابق للآثار و المتاحف ,و باحث في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى وباحث متخصص في عصور ما قبل التاريخ من فرنسا( بيت الشرق – فرنسا),و محاضر في جامعة دمشق لعدة كليات في قسم الآثار والتاريخ كلية الفنون الجميلة – كلية العمارة , كما حاز على عدة جوائز منها على وسام برتبة كوموندور " الفارس " من رئيس ايطاليا في عام 2010 ,وحاز على درع نادي الأحياء التراثي العربي في عام 2011,كما شارك بعدة مؤتمرات دولية منها برشلونة وبيستوم الايطالية السياحة الثقافية ,وشارك في ليون الفرنسية حول موقع أوغاريت , وفي برلين حول آثار الشرق القديم , كما شارك في مؤتمر التراث الحضاري للوطن العربي في موريتانيا والكويت والقاهرة والجزائر والاردن ولبنان , وشارك فيعدة مؤتمرات عالمية منها في العاصمة الفرنسية باريس حول التعاون السوري ـ الفرنسي في مجالات التنقيب الاثري والترميم والبعثات المشتركة وتأهيل الكوادر , وشارك في المؤتمر الدولي حول نشأة التجمعات وولادة الحواضر والمدن في طوكيو ـ اليابان, كما شارك في المؤتمر الدولي بولونيا – وارسو حول مرور خمسين عاما عن أعمال التنقيب والتأهيل في تدمر.وشارك في المؤتمر الدولي في فرنسا – باريس حول الأبجدية الأوغاريتية وأصول الكتابة ,ونشر وترجم العديد من المقالات في اللغة العربية في المجلات المتخصصة العالمية ,بالإضافة إلى أنه مؤسس مجلة مهد الحضارات التي تصدر عن وزارة الثقافة مديرية الآثار و المتاحف
بعد مضي تسعة أشهر على البدء في عملية إنجاز الموسوعة الأثرية التاريخية عن الساحل السوري أين وصلتم؟وما هي النتائج ؟
بتكليف من وزارة الثقافة , قامت السيدة الوزيرة بتكليفي شخصيا لكتابة مجلد , عن الساحل السوري , تبدأ من مليون عام حتى الفترة الحالية بدون أي انقطاع .
بدأت في المشروع منذ تسعة أشهر ,بمشاركة باحثين ومتخصصين من وزارة الثقافة ومديرية الآثار ودوائرها ،ومن مديرية الأوقاف باللاذقية وطرطوس وكلية العمارة بجامعة تشرين ومديرية السياحة ومجلس مدينة طرطوس وأساتذة من جامعة تشرين قسم التاريخ وباحثين متخصصين في المحافظتين
وتضمنت الأبحاث دراسات حول جغرافية الساحل السوري وجولوجيا والجيومورفولوجيا ودراسة الحقب التاريخية على ضوء المعطيات الأثرية من صخور ونباتات وأشجار وحيوانات ومناخ وبيئة كما شارك باحثون في دراسة توثيقية للساحل السوري في عصور ما قبل التاريخ وتضمنت دراسات حضارة حوض نهر الكبير الشمالي الذي سكنه الإنسان منذ مليون عام خلت وأشهر المواقع قرى ستمرخو الشير المشيرفة روضو الخلالة وبعض الجبال والسهول في مناطق القرداحة وجبلة وطرطوس وأكدت النتائج إثبات حضارة ستمرخو التي تعتبر أقدم قرية في العالم خارج القارة الأفريقية والدليل أن ادوات إنسان منتصب القامة الذي سكنها تعتبر أقدم الأدوات وهي عبارة عن فؤوس حجرية صوانية كان يستخدمها الإنسان في حياته اليومية في الصيد لكن اعطاها أثناء التشذيب حيزاً جمالياً متنوعاً وأطلق عليها ثقافة ستمرخو أي حضارة المليون عام
كما أكدت الدراسات على ان مجتمع اوغاريت مارس الزراعة والتدجين في الأف الثامن قبل الميلاد وهي الفترة التي دخلت فيها منطقة بلاد الشام انعطافاً جزرياً حيث انتقل الأنسان فيها من صياد لاقط إلى مزارع ومنتج ومستهلك وظهور أولى التنظيمات الاجتماعية والفنية والدينية
أم الجزء الثاني من الموسوعة فيتضمن دراسة الساحل السوري في فترة فجر الكتابة أي عصور البرونز (3200-1200ق.م) وتتضمن أبحاث ودراسات تاريخية أثرية مثل العلاقات الحضارية الديانات العمارة الكتابة الموسيقى الأدب الفلسفة التعليم الملاحم الصناعات الأوابد المواقع وفي مقدمة هذه الدراسات ممالك اوغاريت تل الكزل رأس البسيط سيانو تل الدروك وعرب الملك سوكاس عمريت أرواد ابن هاني ومملكة تل عطشانة في سهل العمق وغيرها وأكدت الدراسات على أن الساحل السوري في القرنيين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد كانت المرحلة الذهبية لازدهار الممالك وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ملوك سوريا وملوك ممالك حوض المتوسط الشرقي والعلم الإيجي وكذلك العلاقات الكبيرة التي كانت تربطها مع فراعنة مصر كما أكدت الدراسات على أن القصور والمعابد لهذه الممالك طرازها محلي وهذا شكل ثورة معرفية في التاريخ أي أن المجتمعات السورية أعطت للعالم الكتابة والقانون وفن العمارة والزخرفة وصناعة السفن وصناعة الفخار وطرق البرونز وصناعة الذهب إضافة إلى الملعب الأولمبي المكتشف في عمريت إلا أن أرشيف اوغاريت الكتابي ألق الضوء ساطعاً على أسماء الملوك والحدود الجغرافية للمنطقة والعلاقات التجارية والدبلوماسية التي كانت قائمة في ذلك العصر وهذا غيض من فيض .
ماذا تحدثونا عن تاريخ الساحل السوري في الفترتين الكلاسيكية (المسيحية )والإسلامية :
تم توثيق الأديرة والكنائس دراسة علمية إضافةً إلى دراسات جغرافيا وتاريخية وتم التركيز عليها من كافة النواحي ونذكر منها مدينتي اللاذقية وطرطوس القديمتين كنيسة الاتين –كنيسة مار نيقولاوس –كنيسة السيدة العذراء للأرمن –كنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوكس –كنيسة المقاطع كنيسة السيدة العذراء في عرامو كنيسة القديس ستيفانوس –دير توما الواقع في قرية عرامو –دير مار جاورجيوس –كاتدرائية طرطوس
كما تم دراسة الساحل في الفترة العربية الإسلامية وهناك دراسات جديدة حول الأمارة التنوخية في الساحل السوري ودراسات حول المتنبي والمعري وزيارتهم للاذقية وكما تم توثيق الجوامع والمساجد ومن أشهرهم جامع السلطان إبراهيم في جبلة جامع الصليبة جامع المغربي جامع المينا جامع المسعود ابن هاني جامع البازار مسجد القبة وغيرها
كما كان هناك دراسات توثيقية معمارية للمسارح والقلاع مثل مسرح جبلة مسرح بانياس قلعة صلاح الدين الأيوبي قلعة المرقب قلعتي الخوابي ويحمور برج صافيتا وقلعتي المهالبة ووادي القلع وغيرهم
كما أنه هناك دراسات شاملة وموثقة حول التقاليد الشعبية والعادات والاحتفالات والطقوس الدينية والأهازيج وكل ما يتعلق بالتراث اللامادي
تهدف الموسوعة إلى تقديم دراسات علمية منهجية موثقة بكافة الشواهد والدلائل لتكون مرجعاً علمياً ثقافياً تاريخياً للمختصين والمثقفين والمهتمين والطلاب آملين أن تعمم بعد نشر الموسوعة على محافظات القطر كافة لإنجاز موسوعات عليمة عن سوريا .
-هل من كلمة اخيرة
الشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل العلمي التاريخي الموثق من باحثين وكتاب ومتخصصين ونأمل أن يخرج هذا المشروع الرائد إلى الضوء قريبا ليكون في متناول الجميع