أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الانتصار على الإرهاب لا يمكن أن يحقق النجاح المطلوب إلا من خلال احترام استقلال وسيادة الدول والتنسيق مع حكوماتها إزاء كل تحرك، وإلا فإن أي نشاطات عسكرية "أحادية الجانب" من قبل أي تحالف لن تكون إلا "عدواناً على العراق وسورية ويجب التعامل معها بهذا الفهم".
وشدد المقداد في مقال نشرته صحيفة (البناء اللبنانية) في عددها الصادر اليوم السبت 13 أيلول/سبتمبر على "إن استخدام موضوع الإرهاب لإنشاء تحالفات لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب بل بتحقيق أغراض جيوسياسية وإنقاذ حكام السعودية من ورطتهم لن يكتب لها النجاح".
وأضاف المقداد على أن شن حرب على تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسورية لا يمكن أن يتم إلا من خلال التنسيق الوثيق والتعامل مع حكومتي البلدين وليس منطقياً ولا مقنعاً القول بأن مكافحة هذا التنظيم الإرهابي ستتم من خلال تقديم السلاح إلى مجموعات مسلحة في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن سورية لا تستجدي إطلاقاً دوراً لها في مكافحة الإرهاب وفي مكافحة "داعش" بشكل خاص فهي تحارب هذه التنظيمات منذ وقت طويل، وهي التي دعت كل دول العالم لمشاركتها شرف التصدي للإرهاب.
وبين المقداد "أن مملكة آل سعود ولأسباب كامنة في طبيعة العائلة المالكة وتاريخها هي التي قادت هذه الحملة من الإرهاب على سورية ولا نستغرب كثيراً استمرارها في الرقص مع الشيطان بغية تحقيق أهدافها وما اجتماع جدة يوم الخميس الماضي إلا تظاهرة للتغطية على التورط السعودي في الإرهاب المدعوم من أميركا"، لافتاً إلى أن "من يزرع العاصفة سيحصد الشوك وها هي العائلة المالكة السعودية التي أنشأت تنظيم القاعدة الإرهابي وفروعه في العراق وسورية لتنفيذ أهداف طائفية ومذهبية وايديولوجية كريهة غير قادرة على مصارعة الشيطان الذي لم يعد يقبل بتنفيذ سياسات سيده لأن الجني قد خرج من عنق الزجاجة".
وقال "إنه طيلة سنوات ثلاث قامت بعض حكومات ممالك الخليج بدفع البلايين من الدولارات للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، كما قامت تركيا وغيرها من دول الجوار بإيصال السلاح والمال إلى هؤلاء الإرهابيين تحت ذرائع لا يمكن قبولها ناهيك عن الجمعيات الدينية والأفراد وما يسمى بـ "منظمات المجتمع المدني" بإيصال المساعدات المالية إلى المجموعات الإرهابية والآن يجتمع كل هؤلاء بقيادة وتعليمات أميركية لمكافحة "داعش" وتعلن السعوديّة مرة أخرى أنها ستفتح قواعد داخل أراضيها لتدريب الإرهابيين السوريين فهل هذا ما يتوقعه العالم تطبيقاً لقرار مجلس الأمن2170.
ولفت المقداد إلى أن ما قامت به دول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية من دعم للإرهابيين والمسلحين والقتلة تحت شعارات طنانة هو الذي أوصلنا اليوم إلى ما تعاني منه المنطقة والعالم على يد "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية متسائلاً.. إذا كان الخطر الذي تمثله "داعش" والذي يصفه الجميع بأنه خطر داهم فكيف تحاربه السعودية التي كانت خلف وجوده.. وكيف لتركيا التي قدمت للإرهابيين كل التسهيلات التي منعها القرار الدولي 1373 والقرار 2170 أن تكون جزءاً من تحالف يجب أن يكون أداة لمعاقبة القيادة التركية والأسرة السعودية على ما اقترفوه من جرائم من خلال دعمهم لـ "داعش" وغيرها من تنظيمات القتل وسفك الدماء.
وأضاف المقداد في ختام مقاله أن الأهم في مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط والذي يجب ألا تنساه الدول العربية أيضاً هو محاربة العامل "الإسرائيلي" الذي هو أساس الإرهاب في هذه المنطقة فإذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية صادقة في مواجهة الإرهاب فإن العنوان الرئيسي إضافة لتنظيم "داعش" هو إسرائيل التي حصد عدوانها الأخير على غزة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين في أكبر عملية إرهاب في المنطقة.
صحيفة البناء اللبنانية-الإعلام تايم