ولد الشاعر ناهض حسن العطار المعروف بفائز العراقي في بغداد عام 1952 وبدأ الراحل حياته الأدبية مبكرا في العراق، لكنه اضطر، حاله حال مئات المثقفين العراقيين، إلى مغادرة العراق عام 1979، يحمل شهادة بكالوريوس في الآداب – لغة عربية من جامعة بغداد لعام 1974 وبعد فترة قصيرة في المنفى، التحق بفصائل الأنصار، التي كانت تقاتل قوات النظام انطلاقا من كردستان العراق، ثم استقر في مدينة حلب منذ بداية الثمانينات، التي أحبها ولم يغادرها على الرغم من الفرص التي أتيحت له للجوء في أوروبا إلى لحظة رحيله نتيجة ضعف القلب.
وأثناء وجوده الطويل في سوريا، كتب العراقي لعدد من الصحف العراقية والعربية واستطاع أن يثبت وجوده في المشهد الثقافي السوري، وأصبح عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في سوريا، كما توالت دواوينه الشعرية ودراساته النقدية.. فقد أصدر في الشعر ديوانه الأول «الينابيع»، ثم «أناشيد الأبدية»، و«كريفونة الغياب»، و«مدارات ليزا»، و«بوح لبغداد» و«حوافر الألم»، ونشر أيضا مختارات شعرية ضمت قصائده على مدى عشرين سنة، وهي مكرسة في معظمها للعراق وتجربة المنفى المريرة، التي عاناها جيلان كاملان من العراقيين، وقد كتب في مقدمتها:
«يوما ما سأهبط الجراح عند أنين الموج الدافق كطير يجر جناحيه صوب مدارج الغسق البعيد.. ليست هذه هي روحي إنما بقايا أشلاء من جسد الرعد.. ليست هذه روحي».
وفي الدراسات النقدية، أصدر الشاعر الراحل دراستين، الأولى عن شعر الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وسماها «شعر الانتفاضة في البعدين الفكري والفني»، متناولا فيها بعض التجارب الشعرية العربية التي عبرت عن الانتفاضة الفلسطينية لشعراء مثل محمود درويش، ونزار قباني، وعز الدين المناصرة، وكاظم السماوي، وممدوح عدوان، وسعدي يوسف، وفاضل السلطاني، وهاشم شفيق، وغيرهم. أما الثانية، فهي عن الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب.
رحل في مدينة حلب السورية بتاريخ 30 تشرين أول 2013 عن عمر يناهز 61 سنة بعد 35 سنة من المنفى .
إعداد : محمد عزوز