لم أكن أنوي الكلام عما حدث خلال أيام في حرم وزارة التربية لشدة قرفي من موظفيها, وللخيبة الكبيرة التي لا تزال تغمرني من رؤية تلك التماثيل من حكام وزارة التربية ورعيتها…
عام كامل وانا انتظر أن يتحرك ضميرهم , ولكن عبثاً ما كنت آمله أنا وغيري من المعذبين في الأرض والذين شردتهم تلك الوزارة الفاسدة في أصقاع أرض سورية, ولا زالت تتاجر بدمائهم وحياتهم وحريتهم وكرامتهم كبشر وأصحاب حق في العيش الكريم ….. حضرة الوزير المحترم صرح بما يبرد قلوب الكثيرات من المدرسات العازبات وخدر المدرسين بأمل جديد…ليرقدوا في سباتهم حتى مجيء أيلول ….وحينها لكل حادث حديث.. وملخص ما كان في وزارة التربية … موظف النافذة المفتوحة_ المخترعة حديثاً قديماً_ رفض أن يعطيني طلباً لأتقدم بالنقل من خلال الوزارة , بحجة أن- القانون – يلزمني ان اقدم طلبي في المحافظة التي رماني القدر لأدرس بها… ومعاونة الوزير ( مها كنعان) التي كان من سوء حظي أن ألتقيها مرتين في عمري وآمل ألا أراها مجدداً أبداً إلا تحت قوس المحكمة هي وزملاؤها من المعاونين وكبيرهم الراشد , وقد صدرت بحقهم الاحكام التي يستحقونها بعد ما عاثوا فساداً وخراباً هم وسلفهم علي سعد في الوزارة التي قال عن مدرسيها القائد الخالد حافظ الأسد بأنهم بناة حقيقيون , فكيف لتلك الثلة المجرمة أن تدير وزارة مؤتمنة على أجيال هذا الوطن, وكيف لهذه الحكومة أن تصمت عن التعدي والاستباحة لحقوق أناس نذروا حياتهم وفكرهم وبذلوا علمهم في سبيل تطور وحضارة هذا الوطن ….فهل يتآمر الوطن على أبنائه؟؟؟هل تريدوننا ان نصدق أن الوطن مصيدة لأبنائه؟؟؟؟
مها كنعان التي كانت على إطلاع بقرار فصلي وانا التي تقدمت بإجازة بلا أجر منذ بداية العام , لأن فجور الجماعات الإر هابية لم يبق ولم يذر, وكنت قد هددت في حرم مدرستي ومن قبل مديرها – لأنني شبيحة نظام و….الخ- ممن مسمياتهم , وحين تقدمت بالشكوى في الوزارة كان جواب تلك المعاونة لي بالحرف :" هي أزواجنا وأخواتنا عساكر وعم يروحوا لهنيك" فكان جوابي لها :" فلتعطيني السلاح , والبدلة العسكرية وسأذهب حينها , على الأقل سيكون بوسعي أن أقتل قبل أن يتجرأ احدهم على امتهان كرامتي , فامتعضت من جوابي , ووافقت على مضض أن تتوجه لمديرية تربية دير الزور بالموافقة على طلب الإجازة, بعد أن وقعها حضرة السيد الوزير دام ظله ومنذ يومين التقيتها و قلت لها: كيف لي ان أذهب هناك وأنت خبيرة بما حدث لي وكنت على اطلاع عليه , فأجابتني بأن مساعدتها تأتي وتذهب من هناك ولم يتعرض لها احد , وحين ذكرت لها رفاقي الشهداء الذين اختطفوهم من حرم مدرستهم أمام أعين مديرها ومن فيها, لم تبالي , وكانها لم تسمع باستشهادهم, وحين قلت لها فلتوقعي لي على تعهد يضمن عودتي دون ان يتعرض أحد لي هناك , امتعضت أكثر وأكثر ..وولت ذاهبة وهي تشتمني …( هذه معاونة وزير أي خريجة جامعة أي مستقبلها ربما تكون وزيرة لا قدر الله أو مسؤولة في مكان ما بقدرة قادر أو بدعم من يسندها …).
وحين عدت لأمدد إجازتي التي حرمت بموجبها ان اتقدم بطلب النقل , كان جواب موظف النافذة المفتوحة الوقح كعادته , ذات الجواب, فتوجهت لمكتب الوزير , وكان جواب مديرة مكتبه على نفس السياق , حينها ذكرتها بالحوار الطويل الذي خضته وإياهم حين رفع اسمي للفصل بالرغم من تقدمي بطلب الإجازة وأخرتها ايضاً أنه لو باستطاعتي أن أغامر بالذهاب لما كنت منذ عام في إجازة قسرية بلا راتب , انتظر فرج الله….. وأرسلتني لمدير الثانوي ومنه لمدير الرقابة , الذي أكد لي بقرفه المعتاد أنه ما من شواغر للنقل , – يعني عشم إبليس بالجنة_ فما كان مني سوى أن أتقدم باستقالتي , لأن ما عانيت منه من قرف من هذه الوزارة التي تفوح رائحة القميئين فيها كبركان تتصاعد حممه , لتجتاح كل ما هو جميل على هذه الأرض… تقدمت باستقالتي بعد أن كتبت فيها: نظراً لعدم إمكانية الوزراة من توفير الشاغر , وعدم الموافقة على تمديد إجازة بدون أجر فرضتها سياسة الوزارة علينا , يرجى التفضل بقبول استقالتي وطبعا …ساء مديرة مكتب نيافة الوزير تلك الاستقالة , وأتلفت الورقة بحجة أنني لم اتعلم واحمل شهادة جامعية لأجلس في البيت … وكأنني لم أجلس منتظرة عاماً كامل بدون اجر !!!!
الآن …أطلب من روحك السماح يا أبي … لأنني لعنت الساعة التي درست بها وحملت شهادة باتت عبءٌ علي… سامحني .. بت اكفر في وجودي …. لانني لم اخلق لتهان كرامتي