آراء الكتاب: – بقلم: توما عباس
——————————-
كانت عيناها أشد أسوداداً وحدقاتها أشد أتساعا وكانت تنظر بعيداً في محاولة منها لاستعادة الاحداث .. تلك الاحداث التي كانت تبدو مؤلمة جداً … أنها الفتاة القادمة من الرقة والتي قابلتها وكانت تخبرني عن مغامرتها مع أحد الداعشيين قالت : كنت مريضة جدا وأحتجت الى الدواء وكان علي أن أخذ أبرة ارتديت خماري ونسيت غطاء العيون ولان البناية الاخرى التي توجد فيها الممرضة لا تبتعد الا أمتار فضلت عدم العودة وجلب الغطاء وفي طريق عودتي نادى عليّ شاب من بعيد بلكنة أجنبية وأراد أيقافي ولشدة خوفي ركضت بأتجاه البناية ولم أشعر بالدرج الطويل عندها ولكن لسوء حظي كان قد لحق بي وامسكني على باب بيتنا الذي لم يكن فيه الا أختي وأخي البالغ من العمر ستة عشر عاماً واخبرني من كان برفقته أني لم أضع غطاء العين وهذا مخالف لقوانين الدولة الاسلامية وعليّ الذهاب معهم الى الحسبة ولشدة بكائي وتوسلي واجتماع أهل البناية وتوسطهم ووجود اخي الذي قاموا بجلده على سطح البناية نيابةعني والا لما كنت أنا في مكان أخر الان
قلت : وماهذه الحسبة
قالت : أنها المكان الذي سيتم ألقاء الحد فيه عليّ وقد يقومون بجلدي أو ذبحي وفي أحسن الأحوال قد أنتهي زوجة لأحدهم …
وتكمل … فتيات كثيرات قتلن أو شوهت وجوههن أو اغتصبن لأن أحداهم قد بان كعب قدمها أو ظهر من جراء نسمة قدها الرشيق أو وجدت لوحدها دون محرم في السوق وتنفذ العقوبات من يطلق عليهن مجاهدات وهن نساء يقمن بجولات تفتيشية في الأسواق وعلى المنازل ويفتشن النساء الأخريات وقد تقوم تلك النساء بتنفيذ العقوبات الميدانية أما بتشويه الوجه بأظافر من حديد أو بطريق العض بفك من حديد أيضا أو بالقتل الفوري والكثير من الفتيات شوهن وأغتصبن وقتلن لأسباب سخيفة لا عد لها ولا حصر …
تصمت لتقول مرة أخرى جارنا قتل لأنه تحداهم ورفض أن يتوقف عن شرب الأركيلة فذبحوه بقربها وأنا لا أريد العودة الى الرقة مرة أخرى حيث نحن سجناء داخل منازلنا الله يريحنا منهم بقا يا رب …
عنف ثم عنف ثم عنف ليس هناك مبرر له ولا نهاية بشر لا تستطيع أطلاق كلمة بشر عليهم بل وحوش ضارية تطبق شريعتها الرعناء بدون توقف أو أشباع غريزية ضاربة في الحيوانية الهوجاء متعللين بديننا الحنيف متبعين ومشبعين بفتاوي غريبة لابن
تيمية وغيره ممن سفك دماء المسلميين منذ فجر التاريخ الأسلامي وحتى الأن ماذا يمكن أن يطلق على هؤلاء أيضا لا أدري
المكان الأخر ريف حماة الشرقي من لا يعرف الحادثة امرأة توضع في حفرة وبوجود والدها يدعون أنها زانية ويطبقون عليها الحد أو ما يدعون أنه حد الزنا بمباركة والدها المزعوم ثم يبدأون بألقاء الحجارة عليها أولاد الزانية حتى تموت في منظر مثير للقرف والأشمئزاز…
أنا لست عالمة في الدين الأسلامي ولا في غيره ولكني ختمت القرأن مراراً ولم أسمع عن حد الرجم هذا لا لزانية ولا لغيرها بل كان الحد هو الجلد كانت المرة الوحيدة التي سمعت بها بالرجم في قصة السيد المسيح عندما يدافع عم مريم المجدلية عندما تتهم بالزنا ويهم الجميع لرجمها ليقف دونها ويطلب ممن هو بلا خطيئة وبلا خطيئة فقط أن يقوم برجمها ليرمي الجميع حجارتهم … هذا هو النبي بأخلاق الأنبياء والذي يملك حقا ربانيا لمعاقبة الناس وقبل الأف الأعوام يدافع عن زانية ويرفض أن ترجم فكيف
أنتم يا أشباه القرود تقومون برجم امرأة غير معروف صدق اتهامكم لها … وهذا ولن أتطرق الأن لشروط توافر الزنا وشرط الشهود والحالة التي يكون عليها الزانيان وأن تلك العقوبة أي الجلد بسبب الزنا والتي تطبق على الزاني والزانية لم تحدث ولا
مرة في الأسلام لعدم تحقق شروطها ولوجود عقوبة أخرى تسمى حدالقذف في وجه من يتهم أحداهن بالزنا ودون توافر شروطه وأساساتة …
واليوم تتكرر مرة أخرى امرأة في حلب تتوسل وتبكي أطفالها غير أبهة بالكلام الذي يتليه صاحب اللحية القبيحة ولا بتوبته التي يعدها بها أتفه خلق الارض هذا غير ابه لكل تلك التوسلات … ثم ترمى بالرصاص بحجة أنها زانية دون شاهد واحد الا من بعض الرجال الذين يحملون جوالاتهم الذكية أكثر منهم ويصورون المشهد بكل اهتمام وبكل حيوانية بمشهد يعدنا بأسوء كابوس يمكن أن نراه يوما…
أشعر بالكثير من الغضب والغضب وأكاد ألتمس أنفاسي بصعوبة ويصعب على مخيلتي حتى تصور هذا المشهد الذي وصلنا له أو تصديقة … لا هذه ليست الرقة أو حماه أو حلب ولا هذه ليست بلادي من تطبق الحدود وقذف النساء المحصنات وتترجم الحق فيها …
النساء السوريا كن ربّات وقدن الجيوش وحكمن العالم ودافعن عن الأرض ومنهن شاعرات وأديبات وعالمات وفيهن طبيبات ومهندسات نساء سوريا فيهن من الشرف الكثير الكثير يا أولاد الزانية …
انا لم أكن يوما ناشطة في حقوق المرأة ولا ساخطة على الرجال ولكن في زمن السبعين حورية وجهاد النكاح وأرضاع الكبير بت أشعر ان الصمت لم يعد ليفيد أحد … في زمن الحرية والديمقراطية وطلابها وواردي مشاربها تلقى المرأة أسوء معاملة فما
ذكرت ليس الا شيء بسيط جدا وجدا عما حملت لنا حريتهم وثورتهم المزعومة … في الزمن الذي يقاد فيه هؤولاء المهوسيين جنسياً وفكرياً ألينا ليقتلونا ويشردونا أصبح السكوت عاراً على أمرأة أو رجل حتى …
الزمن الذي يغض الطرف فيه كل المجتمع الدولي ومنظماته عن صرخة المرأة السورية
وربما سيسأل كثيرون وبماذا يفيد الكلام ؟؟؟
قد لا يفيد لكني لن أكون رمادية من رهط الصامتين ومن أراد أرهابي وزرع الخوف في نفسي من بعيد سأصرخ بوجهه من بعيد ودون وجل غير أبهة لفتاويهم ولا لأفعالهم ولا لعقولهم البالية المهترئة المشبعة بالنفط والقتل والشهوات الرخيصة سأصرخ بوجه شيوخهم ولحاهم العفنة صرخة الانثى … وهذه قصيدة موجهة الى كل أمرأة ترفض ان تصمت وفي وجه كل جلاد
أنا أنثى …
كزهرِ اللوز أو أحلى …كماءِ النبع أو أصفى …
بسعرِ الماس او أغلى …
أنا أنثى …
وتلك خطيئتي الكبرى …
وخلف الباب سيافي …يحذرني من الضحكات
ويصدرُ حظرَ تجوالي …
وعند مفارقِ الكلمات … يصرخُ بي …
أنا من يكتبُ الأشعارَ لا أنتي
فصوتكِ عورةٌ تخفى … بمنديلٍ من الصمتِ
وشَعرك عورةٌ أخرى …
حذارِ … حذارِ من غضبي ومن سخطي
أذا فكرتي … أو عاندتي … او قلتي
أنا أنثى …
ولي قصصٌ مع التحليلِ والتحريمِ لم تختم …
وأحلامي مقيدةٌ … وكل دقيقةٍ أعدم
أنا أنثى …
ولي وجعٌ … ولي ألمٌ … ولي أملٌ
وأحلامٌ مكسرةٌ… بها سأديرُ معركتي
وأكملُ درب تحريري .. فهاتِ السيف وأقتلني
فهذا الموت يحييني
أنا أنثى …
ستدركُ أنني الأقوى ..فضحكاتي التي تخشى
زرعنَ بيادرَ السلوى ….
وبالكلماتِ لا بالسيفِ …سأهزمُ جيشَ أصنام ِ
وأعلنُ ثورةَ الأنثى …وأشدوُ للغدِ الأتي
وللعصفورِ والزهرة …سأسكبُ خمرَ أبياتي
أنا شعري … بساتينٌ من الريحان
فناجينٌ من القهوة …
أنا خصري مداراتٌ من الأنجم
سماواتٌ ولا احلى …
ولي عينانِ ساحرتان
وفوق الهدب ألوان … بلونِ المرجِ والخضرة
حباني البحرُ رونقهُ … ورملُ الشاطيء السمرة
على الشفتين أزهار … تصوغُ بلونها الحمرة
أنا أنثى …
فلا تنسى … بأن الكون كي يبقى
حباهُ الخالق الأنثى …
سأنهضُ من رماد الموت أغنيةً وموالاً
ترددُ صوتهُ الدنيا …
أميرةَ سورية عنقاء
فلا تنسى أنا الأنثى …