سيحاول منتخب اسبانيا أن يصبح أول فريق يحرز ألقاب ثلاث بطولات كبرى متتالية بينما ستأمل المانيا أن تنال لقبها الأول منذ 1996 عندما تنطلق نهائيات بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 يوم الجمعة.
وهيمنت أحداث بعيدة عن الملعب على كواليس البطولة التي تستمر ثلاثة أسابيع وتستضيفها بولندا واوكرانيا عبر مساحة كبيرة من شرق اوروبا.
وستكون هذه آخر نهائيات بمشاركة 16 فريقا – التي كانت ينظر اليها دائما على أنها الصيغة "المثالية" لأي بطولة كأس – بعدما وافق الاتحاد الاوروبي لكرة القدم على زيادة الفرق الى 24 في بطولة فرنسا 2016 وهو رقم غير ملائم أفسد نهائيات كأس العالم بين 1982 و1994. كما أنه من المستبعد أن تواجه أي بطولة اوروبية المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية التي أعاقت هذه البطولة منذ منح حق استضافتها الى بولندا واوكرانيا في ابريل 2007.
وواجهت اوكرانيا باستمرار خطر فقدان حق استضافة الجزء الخاص بها ووصف ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم أصحاب الفنادق هناك بأنهم "قطاع طرق ومحتالين". وفي النهاية لا تزال المسائل الاجتماعية والسياسية المحيطة بأول بطولة رياضية كبيرة تقام في دول شيوعية سابقة منذ دورة موسكو الاولمبية 1980 تمثل تهديدا لنجاح الحدث. وثمة اضطرابات دبلوماسية بين اوكرانيا وعدد من دول اوروبا الغربية هددت بمقاطعة الحدث على المستوى الحكومي بسبب سجن رئيسة وزراء اوكرانيا السابقة يوليا تشيموشينكو. ويوم الثلاثاء الماضي اشتبك عدد من الاوكرانيين الغاضبين من تصويت في البرلمان سيزيد دور اللغة الروسية في البلاد مع الشرطة في منطقة للمشجعين بالعاصمة كييف. ويشتهر المشجعون في بولندا واوكرانيا بالفعل بتوجيه اهانات عنصرية الى اللاعبين السود الذين سيشاركون في مباريات من جدانسك في شمال بولندا الى دونيتسك في شرق اوكرانيا. وقال ماريو بالوتيلي مهاجم ايطاليا الأسبوع الماضي إنه سيغادر الملعب اذا تعرض لاهانة عنصرية ويتوقع من الاتحاد الاوروبي لكرة القدم توفير مساندة تامة للاعبين ومسؤولي الفرق في حالة حدوث أي اضطراب.
ولن يكون هناك شيء مدمر لسمعة الدولتين المضيفتين أكثر من الغاء مباراة أمام ملايين المشاهدين عبر التلفزيون بسبب مغادرة لاعب للملعب لأنه تعرض لاهانة عنصرية مثل التي ظهرت في فيلم وثائقي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الأسبوع الماضي. وبعيدا عن السياسة والمشاكل غير المتعلقة بالملعب تنبيء البطولة بعدد من المباريات الرائعة. واتفق فرانك لامبارد لاعب منتخب انجلترا – الذي سيغيب عن البطولة بسبب اصابة في الفخذ – ولاعب الوسط الهولندي ويسلي سنايدر الذي كان ضمن الفريق الخاسر أمام اسبانيا في نهائي كأس العالم قبل عامين على أن الفوز ببطولة اوروبا أصعب من كأس العالم كما أن مستواها أعلى.
وقال سنايدر "ستكون صعبة جدا لأنه بالنسبة لي بطولة اوروبا أكثر صعوبة من كأس العالم لأنه لا وجود لفرق من افريقيا أو من أي مكان آخر." ويشارك في البطولة 13 من بين أول 20 فريقا في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) من بينهم اسبانيا والمانيا وفرنسا وهولندا ويبدو جميعا قادرين على الفوز بالنهائي في الاستاد الاولمبي في كييف في أول يوليو تموز المقبل. وربما تبدو ايطاليا منغمسة في فضيحة تلاعب جديدة بالنتائج لكن منتخبها الوطني لا يمكن التقليل منه ابدا في البطولات الكبيرة. لكن مثلما أثبتت الدنمرك في 1992 عندما أحرزت اللقب بعد أن حلت في اللحظات الأخيرة محل يوغوسلافيا الموقوفة وأيضا كما أظهرت اليونان في 2004 فانه لا يمكن الاستهانة بأي فريق. وستلتقي اسبانيا بتشكيلة عمودها الفقري من الفريق الذي أحرز اللقب في 2008 مع ايطاليا في مواجهة افتتاحية مرتقبة للمجموعة الثالثة في جدانسك يوم الاحد القادم.
واذا حققت الفوز فليس من المفترض أن تواجه مشاكل في التأهل من مجموعة تضم أيضا كرواتيا وايرلندا. وقدمت المانيا – التي نالت آخر ألقابها الاوروبية قبل 16 عاما – عروضا لافتة في التصفيات وفازت بعشر مباريات متتالية ووفقا لمستواها الحالي فمن المفترض أن تتأهل من المجموعة الثانية برفقة هولندا على حساب البرتغال والدنمرك. وستعتمد بولندا التي تحتل المركز 65 في تصنيف الفيفا وهي أقل فرق البطولة تصنيفا على ثلاثي بروسيا دورتموند بطل المانيا من ضمنهم المهاجم روبرت ليفاندوفسكي. وستتطلع بولندا للفوز بمباراة في نهائيات بطولة اوروبا لأول مرة والتأهل من مجموعة تضم أيضا روسيا واليونان وجمهورية التشيك. وستخوض بولندا اللقاء الافتتاحي ضد اليونان في المجموعة الأولى في الاستاد الوطني في وارسو يوم الجمعة. وستعول اوكرانيا على جماهيرها المتحمسة ضد انجلترا وفرنسا والسويد في المجموعة الرابعة.
ويدخل المنتخب الفرنسي بطل اوروبا في 1984 و2000 النهائيات على خلفية 21 مباراة بدون هزيمة ومن المرجح صعوده لدور الثمانية رغم أن هوية المتأهل الآخر لا يمكن التكهن بها.