شُحرورةُ الحيِّ حَطَّتْ عندَ نا فِذتي
وأيقَظَتني على حمدٍ وتسبيحِ
قالَتْ : هَنِئتُ بما أَقْرَيتَ وابتَدأتْ
ردَّ الجميلِ بِلَحنٍ آسِرِ البَوْحِ
وشارَكَتْها يماماتٌ هَدَلنَ بما
يُهدي اليَمامُ إلى الإصباحِ من روحِ
في الشُّرفَةِ الآنَ ما يُهدي لأنْسَنَتي
معنى الأمانِ صريحاً دونَ تلميحِ
في الشُّرفةِ الآن سوريايَ ناهِضَةٌ
فوقَ الجراحِ إلى طُهرِ التَّصابيحِ
في الشُرفة الآن يا دمعا يراودني
كلُّ البشائرِ جُزنا صَرْصَرَ الرِّيحِ
شحرورةُ الحيِّ لم تعبأ بمن رفعوا
للقتلِ رايَةَ تكفيرٍ وتذبيحِ
شحرورةُ الحيِّ تُهديها سَجِيَّتُها
فقهَ الحياةِ فَتُهدي اللَّحنَ للدَّوحِ
يالي وكيف سأرقى صوبَ حِكْمَتِها
وكيفَ أفقَهُ تَطريباً لِمَجروحِ
وكيفَ أُبْدِعُ ألحاناً وأنْفَحُها
روحاً تعانقُ روحَ العطرِ في الشِّيحِ
يا لَشَّحارير، يا ما شحرَرَتْ نغَماً
طِبَّاً يُبَلْسِمُ ما استعصى بِمَقروحِ
هاني درويش (أبونمير)
من مجموعة(فهو الهوى)