غسان القيم
……………………
يوصف الإلهين شهارو وشلامو بأنهما إلها الخير والعطاء في أوغاريت اللذان شقا عباب البحر ورضعا من
صدر السيّدة » عشيرة « ام الارباب قرينة » ايل« والنص الذي يتحدث عن ولادة الإلهين شهارو وشلامو يعتبر من النصوص التي تمثل أهمية خاصة وواضح أن هذا النص لفعل طقسي 🙁 زواج مقدس ) تتخلله صلوات يؤديها الكهنة ومنولوجات تؤديها شخصيات المشهد ووصف للحركات التي تؤدى أمام المشاهدين 0 فبعد تأدية فروض العبادة لآلهة الخير والعطاء يتقدمون بآخر رجاء يطلبون فيه التوفيق والخير للملك والملكة وباقي المشاركين في الطقس ثم يظهر إله العالم الأسفل » موت « حاملاً رمز العقم والترمّل ( اي أن يسود العالم الجدب ) وهنا يستدعي الكاهن عليه مصير الكرمة المخصبة ويردد المشاركون في الطقس خلف الكاهن هذه اللعنة ويستدعون جبروت الآلهة » عشيرة وعناة البتول « أما الغلمان فيطبخون الجدي سبع مرات بالحليب والسمن وهي الوجبة المخصصة لعشيرة 0 لقد اعتقدوا أن هذه الوجبة تساعد على الحمل والولادة من الزواج المقدس 0 ومن ثم ينتقل مسرح الأحداث الى أحد الشواطئ يأخذ » ايل « كبير الآلهة شعلتين من النار ( التي أعد عليهما الطعام ) ويدخلهما بيته ثم ينزل عصاه ويأخذ رمحاً ويرمي طيراً ثم يضعه على النار ( وتشير تصرفات ايل الى عدم اهتمامه بزوجتيه ) وفي هذا الوقت تدخل اليه عشيرة وعناة تقولان له : آه أيها الزوج ! عصاك أنزلت وسقط الرمح من يديك ! ها أنت تشوي الطير على النار وتحترق زوجتاك على الحطب المشتعل زوجتا إيل 0 بعد ذلك يتبادل ايل مشاعر الحب والعطف مع عشيرة وعناة فتلدان الإلهين شهارو وشلامو فيأمر ايل بتقديم القربان الى شاباش إلهة الشمس والنجوم 0 وكما ذكرنا في بداية الحديث بأن شهارو وشلامو وصفا في أوغاريت بإلهي الخير والعطاء اللذين يشقّا عباب البحر ورضعا من صدر السيّدة عشيرة وهما لا يشبعان : شفة الى الأرض وشفة الى السماء 0 تسقط في فميهما طيور السماء وأسماك البحر يبتلعان قطعة إثر قطعة يأخذان الصدر اليمين والصدر اليسار بفميهما ولا يشبعان فيقوم » ايل « بإرسال كل من شهارو وشلامو الى الصحراء ليصطادا ويقدما قرباناً وبعد انقضاء سنوات سبع يعودان الى العالم المتحضر فيطعمهما أمين المحصول الخبز ويسقيهما الخمر وهنا تتقطع أحداث النص بسبب التشويه والتهشيم
ستبقى أوغاريت مالئة الدنيا وشاغلة الناس..
عاشق أوغاريت.. غسّان القيّم..