.jpg)
بقي الشريط الحدودي بين تركيا وسورية في الجهة الشمالية يثير مخاوف الأتراك منذ زمن طويل مرده تهديد الأمن القومي التركي بإنشاء مايسمى بالدولة الكردية الممتدة من عفرين في الغرب مرورا بعين العرب (كوباني ) شرقا وصولا إلى كردستان العراق وشهدت هذه المنطقة صراعات تاريخية وصلت إلى محاولة تركيا شن عدوان بري لاجتياح الحدود السورية في الشمال إبان عام 1998بذريعة إلغاء القبض على الزعيم الكردي "عبدالله أوجلان " الذي كان متواجدا في سورية بحسب معلومات استخباراتية تركية إلا أنه وفي ظروف غامضة تم الغاء القبض على أوجلان في برلين في هذه الأثناء شهدت العلاقات السورية توترا كاد يصل إلى الحرب بين البلدين وبعد وساطة مصرية تم إنسحاب الآليات العسكرية التركية من على الحدود السورية ،ثم عادت أزمة المنطقة الشمالية إلى واجهة الصراعات في سنة ٢٠٠٤ نتيجة الاحتجاجات الكردية في مدينة راس العين في محافظة الحسكة السورية إضافة إلى مسائل كانت تتعلق بالجنسية ومنح سمة الجنسية العربية السورية للأكراد السوريين الذين يحملون صفة أجنبي مقيم ، لتعود النزعة الكردية بالظهور من جديد مع بداية الأحداث الجارية في سورية عام ٢٠١١وظهور أحزاب كردية بصبغة عسكرية وسياسية من مثل YPKوYPGوقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية وشعبة الموساد الإسرائيلي دورا بارزا في تغذية النزعة الكردية واستعمالها ورقة سياسية في المحافل الدولية وترسيخ مفهوم الفدرلة لدى الكرد السوريين على غرار ماحصل في العراق أثناء الغزو الأمريكي له عام ٢٠٠٣م وتشكيل حكومة كردستان العراق بقيادة مسعود برزاني هادفة إلى تقسيم العراق وتفتيته وإضعافه والتفريق بين أبناء الوطن الأوحد ،والتي تجري حاليا تحضيرات للقيام باستفتاء لعزل أربيل عن العراق واعتباره دولة مستقلة عن الإدارة المركزية في بغداد تشير المعطيات الحالية إلى تمسك الكرد بمنطقة الشمال بدعم من واشنطن لجهة تمرير خط نفطي من أربيل مرورا بالأراضي السورية في الشمال إلى البحر المتوسط عبر تركيا وهذا ماتسعى إليه الولايات المتحدة آنيا" بالإضافة إلى تمكين قاعدة عسكرية برية أمريكية في الرقة وأخرى جوية في رميلان وبالتالي هل اتفق الروس والأمريكان على هذه الصفقة بأدوات كردية ؟
هذا ماسوف تكشفه الأيام القادمة من تطورات ومتغيرات هامة في الشمال السوري
بقلم عادل الذنون