.jpg)
..هل ستـــكون التغييـــرات في السعـــودية دراماتيـــــــــــكية ؟…………
…………..ستـحرص أمريـكا على أن تكـون التغييــرات تجمــــــــــيلية…………
…………..لكـن التفـاعلات الكـمية لابد وأن تتـحول إلى تغيـرات نوعــية…………
بقلم المحامي محمد محسن
.jpg)
ليس هناك سياسي أو مفكر موضوعي في العالم ، عربي أو أجنبي لا يحسم الأمر جازماً بأن نظام المملكة العربية السعودية ، لم يعد له شبيه أو مثيل في هذا القرن والقرن الذي فات ، فهو [ نظام أسرة رعوية تتحكم بمقدرات دولة مملكة من أثرى دول العالم ] ، مليك ولد أميراً في فمه ملعقة من ذهب ، لا حاجة له باي تحصيل علمي أو فكري ، أو بذل اي جهد لتأمين رزقه ، بل ولد ثرياً ، عابثاً ، بدون رقابة أو رقيب ، همه ارواء غرائزه حتى الثمالة وبدون ارتواء ، من كل موبقات الدنيا ومفاتنها ، ومن خلال عيش لا تحكمه قوانيناً ، او قيماً ، أو أنماط تفكير أو حياة ، فهو فوق كل القوانين والقيم وجميع الأنماط .
.
هذا الأمير اللاهي اصبح ملكاً ، بحكم الوراثة وصلة القربى من " المليك المؤسس " لا علم ، لا معرفة ، لا خبرة ، هو آلة تمارس سلطة ملك ، يتم تصنيعه وفق رغبات الدولة الراعية والحامية ، يوحى إليه من " المندوب السامي الخفي " أن افعل فيفعل !! ، عش ملكاً ولكن نحن نحرك المملكة مالاً ورجالاً ، من خلال الأمراء الإمعات الذين صُنّعوا على مقاس مصالح الدولة المُصنّعة ، ومن موظفين عملاء يُشرون بالمال وبالجاه ، أما الاعلام فهو عبارة عن أبواق تُسبّح باسم المليك المعظم ، جل همها تبييض صفحة هذه المملكة " السوبر " ، أما المستشارون وقادة الجيش والوزراء فهم غالباً من أقرباء المليك المعظم ـــ من الأسرة المالكة ـــ أو من الأغيار المقربين ، الذي اختير جميعهم من العملاء الذين تدربوا على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية [ C I A ] أو على يد سياسييها ومراكز أبحاثها ، أو يعهد بتربيتهم إلى أجهزة مخابرات دولة أخرى ، ـــ لورنس العرب مثالاً صارخاً ـــ .
.
هذه هي المملكة المصنعة بعناية ، على أسس هيكلية ملكية بازخة مع ثراء فاحش ، لكنها مجوفة داخلياً ، ولقد سماها الأديب السعودي الكبير عبد الرحمن منيف ، عبر روايته الخماسية " مملكة الرمال " وهو السعودي التقدمي العقلاني الذي خبرها من الداخل وعبر عنها برواياته بشكل يثير الإبهار ، ودفع ثمن ذلك نفياً وسحباً لجنسيته ، حتى أنهم منعوا رفاته من أن يوارى في أرض وطنه الأم ، ولقد اعتبرها الأديب الكبير مملكة تقوم على أساسات من الرمال المتحركة ، سرعان ما ستنهار لأنها غير محمية بأية ركائز اجتماعية وطنية داخلية متينة ، بل تستند بكل بقائها على دعم الدولة الحامية والراعية أمريكا ، التي استلمت عهدة رعايتها واستثمار ثروتها من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وهي التي تحول حتى الآن دون سقوطها ، مع أنها باتت المملكة الوحيدة في العالم التي لاتزال تحكم بتشريعات دينية مستقات من فقه عتيق تم تبنيه في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي .
.
لقد تمكنت هذه الدولة الثرية التي تُحرّك كالدمية من خلال مشغليها ، أن تلعب أدواراً خطيرة في المنطقة ، بعد الأربعينات من القرن الماضي وقبل ذلك ، لصالح دول الغرب الاستعماري ، وبالتالي لصالح " اسرائيل " حيث حاكت ونفذت الكثير من المؤامرات ضد الوحدة بين مصر وسورية ، ووقفت ضد الثورة اليمنية الفتية في الستينات من القرن الماضي ، وهي الآن تقوم بتدميرها بشكل ممنهج ، مستكملة بذلك ما عجزت " اسرائيل " عن القيام به .
إن كل الأدوار التي قامت بها هذه المملكة ، مع الامارات الأخرى قطر وغيرها ، وممالك الرجعيات العربية ، بالتعاون مع اسرائيل والدول الغربية برئاسة أمريكا ، خلال العقود السابقة ضد شعوب المنطقة ، كل تلك الأدوار بكل أهوالها ، ومتاعبها ، وأعمالها ، وما خربته ، للنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة ، يمكن أن نعتبرها أعمالاً تمهيدية رغم فداحتها لهذه الحرب الدائرة الآن ضد العراق وسورية واليمن ، واستكمالاً وتتويجاً وحصاداً لكل تلك الأدوار والمهمات والوظائف التي قام بها معسكر العدوان بكل دوله وممالكه قبلها ، وكانت جميع الأدوار التي نهضت فيها هذه المملكة بكل اقتدار في الماضي والحاضر ، محط تقدير من الحليفين الأساسيين أمريكا " واسرائيل " .
.
أما هذه الحرب الدائرة الآن فكانت جميع الدول التي شاركت فيها ، على قناعة أنها ستكون الحرب الأخيرة [ الخاتمة ] التي تستكمل بها هذه المملكة كل أدوارها التاريخية السابقة ، وستكون الحرب النهائية التي ستعيد دول المنطقة كلها وبخاصة سورية والعراق إلى الخندق الأمريكي " الاسرائيلي " بعد تمزيقهما ، وبذلك تتخلص من الدول المشاكسة إلى الأبد ، ولكن هذه المملكة التي تحرك بالخيوط كدمية ، لاتدر وغباؤها لن يمكنها من ادراك ما سيؤول إليه مصيرها بالذات بعد تنفيذ هذه المهمات القذرة ، وبأنها لن تكون بمنأى عن ارتدادات تلك الأحداث التدميرية ، عندما يتحقق الحلم الغربي الاسرائيلي الأسود البغيض ؟؟!!
ولكن ورغم حرب السنين السبعة ، والموت ، والدمار ، والتشرد ، والجوع ، وما تحمله شعبنا خلال هذه السنيين ، لا يستطع أن يتحمله أي شعب في العالم ، لذلك قلنا ونعود فنكرر سورية تقاتل من أجل شعوب الأرض ، وانتصارها بالتالي هو انتصار للدنيا ، للشعوب ، للطبيعة ، ـــ ليس في هذا أية مبالغة ـــ نعم هذا الصبر وهذا التحمل وتلك التضحيات التي قدمها شعبنا ، والتي توجت بالانتصارات التاريخية التي ستقلب كل الموازين ، وألحقت بالمعسكر الآخر الخسارة .
.
هذه الخسارة التي تعتبر المحصلة السلبية للحرب بالنسبة لمعسكر العدوان كله ، بينت كم كان زعماء الغرب ، واعلامييهم ، ومفكريهم ، وملوك الخليج ، والمعارضين السوريين الصعاليك والعملاء ، كم كانوا أغبياء وجهلة في حساباتهم وتقديراتهم لقوى المنطقة ، لأنهم لم يدركوا الكمون التاريخي لشعوب المنطقة ، الذي سيخرج من القمقم كالمارد عندما يحين التحدي ، وتحدث المواجهات .
والخاسر سيتحمل تبعات الحرب وتفاعلاتها وارتداداتها ، لأنه لم يخسر مالاً ورجالاً فقط ، بل خسر أمام شعبه ومجتمعه مادياً ومعنوياً " ، وهذا سيكون ظرفاً مواتياً للمعارضين المتربصين به ، والذين سيهتبلون فرصة خسارة حكومتهم ، لتصفية الحساب المنتظر بينهم وبين النظام الذي يكمنون له ، وقد يكون المعارضون الانقلابيون من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها ، وهذا ما سيكون عليه واقع مملكة بني سعود بالتحديد ، التي زجت بكل طاقاتها المادية والبشرية في حروب لا طائل تحتها ، بمواجهة الدول التي لا تدين بالولاء لأمريكا التي تقودها وتستثمرها مقابل الحماية ، ابتداءً من العراق ثم ليبيا ثم العراق ثانية وسورية واليمن وغيرها . ووضعت وجودها وكينونتها في كفتي الميزان مع الدول التي عملت على تدميرها ، فان انتصرت وشركائها تحقق حلم أعداء العرب ، وقد تشفي غليلها مؤقتاً ، من الأنظمة المشاكسة ، ولكنها ومن حيث المآل ستعرض نفسها أيضاً لخطر التمزيق لأنها ومهما كان الجهد الذي بذلته في هذه الحرب لن يشفع لها في النهاية ، اذن من حيث الواقع ومن حيث النتيجة هي خاسرة على المقلبين ، ولكن خسارتها الآن في هذه الحرب المدمرة ، سيكون لها وقع الصاعقة على كل بنيتها ونظامها ، وستظهرها أمام شعبها وأمام شعوب الأرض عارية ، لأنها باتت في دائرة الاتهام أمام شعوب العالم وأنها أم الارهاب ، ومربيته ، وحاضنته ، وستلعن من كل عقلاء الأرض ، دولاً وشعوباً .
.
نعم ستحاول أمريكا امتصاص آثار ارتدادات الخسارة ، وذلك عن طريق القيام بتغييرات تجميلية ، داخل الأسرة الحاكمة ، وستحاول دعم وتلميع الانقلاب الجزئي داخل الأسرة المالكة ذاتها الذي يقوم به الآن " الأمير " محمد بن سليمان ولي العهد ، والذي اثبت أنه الأجدر على خدمة ورعاية المصالح الأمريكية المتقاطعة مع مصالح " اسرائيل " ، ولكن التراكمات التاريخية التي باتت تشكل تلالاً من الاختناقات ، والعقابيل ، والعقد ، ستحول دون الانتقال السلس للسلطة إلى الشاب المتهور محمد بن سلمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي " السيناريوهات " المتوقعة لمملكة بني سعود :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـــ انقلاب جزئي من ضمن محاولة تحسين صورة النظام ، التي باتت غير مقبولة اطلاقاً أمام الرأي العام العالمي ، بعد أن نُشر غسيلها الأسود من خلال دورها الرئيسي في نشر وتوزيع وباء الطاعون الارهابي ، وهذا كما قلنا ما تهدف إليه أمريكا ، لأنها بذلك تلمع صورة النظام الجديد من خلال نقل السلطة إلى قوى شابة ، وتحافظ على مصالحها ، في السعودية والمنطقة .
.
2ـــ تداعي الأمور ، وتتابعها ، وتدافعها ، قد تطيح بالأسرة المالكة وتقتلعها من جزورها ، وبسقوط هذه المملكة وتفككها سيكون له ارتدادات وتفاعلات على جميع ممالك الخليج واماراته ، عندها لن تتمكن أمريكا من وقف التدهور واعاقة مد التغيير الجارف ، فأمريكا ليست كلية القدرة ، وبذلك يأتي التغيير كمحصلة نهائية للتحولات الجزرية التي ستمر بها المنطقة حتماً ، عندها أمريكا سرعان ما ستتخلى عن المليك والمملكة عندما تجد أن الأمور قد تفلتت من بين يديها ، وتجاربها في العالم تعطينا مثالاً بيناً على ما نقول .
.
3ـــ يبقى احتمال يبدو غريباً للوهلة الأولى ، ولكن وبعد اعمال التفكير الهادئ قد يتم ترجيحه ، ألا وهو : امكانية انتقال داعش بعد هزيمته من سورية والعراق إلى أرض الحرمين وإلى الأردن معاً ، حيث البيئة الحاضنة ، عندها ستطلبان مساعدة الجيش العربي السوري لإنقاذهما ، ــــ ولقد تنبأت بهذا الاحتمال قبل سنتين ــــ ، هذا الاحتمال سيكون مرجحاً عندما تكتمل التحولات الجزرية في المنطقة نتيجة الانقلاب التاريخي الذي أتوقعه للمنطقة ، وأنا أرى تلك التحولات وكأنها تحدث غداً . ـــ ولو كان المتشائمون يرونه تفاؤلاً مجانياً ـــ
…………..ستـحرص أمريـكا على أن تكـون التغييــرات تجمــــــــــيلية…………
…………..لكـن التفـاعلات الكـمية لابد وأن تتـحول إلى تغيـرات نوعــية…………
بقلم المحامي محمد محسن
.jpg)
ليس هناك سياسي أو مفكر موضوعي في العالم ، عربي أو أجنبي لا يحسم الأمر جازماً بأن نظام المملكة العربية السعودية ، لم يعد له شبيه أو مثيل في هذا القرن والقرن الذي فات ، فهو [ نظام أسرة رعوية تتحكم بمقدرات دولة مملكة من أثرى دول العالم ] ، مليك ولد أميراً في فمه ملعقة من ذهب ، لا حاجة له باي تحصيل علمي أو فكري ، أو بذل اي جهد لتأمين رزقه ، بل ولد ثرياً ، عابثاً ، بدون رقابة أو رقيب ، همه ارواء غرائزه حتى الثمالة وبدون ارتواء ، من كل موبقات الدنيا ومفاتنها ، ومن خلال عيش لا تحكمه قوانيناً ، او قيماً ، أو أنماط تفكير أو حياة ، فهو فوق كل القوانين والقيم وجميع الأنماط .
.
هذا الأمير اللاهي اصبح ملكاً ، بحكم الوراثة وصلة القربى من " المليك المؤسس " لا علم ، لا معرفة ، لا خبرة ، هو آلة تمارس سلطة ملك ، يتم تصنيعه وفق رغبات الدولة الراعية والحامية ، يوحى إليه من " المندوب السامي الخفي " أن افعل فيفعل !! ، عش ملكاً ولكن نحن نحرك المملكة مالاً ورجالاً ، من خلال الأمراء الإمعات الذين صُنّعوا على مقاس مصالح الدولة المُصنّعة ، ومن موظفين عملاء يُشرون بالمال وبالجاه ، أما الاعلام فهو عبارة عن أبواق تُسبّح باسم المليك المعظم ، جل همها تبييض صفحة هذه المملكة " السوبر " ، أما المستشارون وقادة الجيش والوزراء فهم غالباً من أقرباء المليك المعظم ـــ من الأسرة المالكة ـــ أو من الأغيار المقربين ، الذي اختير جميعهم من العملاء الذين تدربوا على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية [ C I A ] أو على يد سياسييها ومراكز أبحاثها ، أو يعهد بتربيتهم إلى أجهزة مخابرات دولة أخرى ، ـــ لورنس العرب مثالاً صارخاً ـــ .
.
هذه هي المملكة المصنعة بعناية ، على أسس هيكلية ملكية بازخة مع ثراء فاحش ، لكنها مجوفة داخلياً ، ولقد سماها الأديب السعودي الكبير عبد الرحمن منيف ، عبر روايته الخماسية " مملكة الرمال " وهو السعودي التقدمي العقلاني الذي خبرها من الداخل وعبر عنها برواياته بشكل يثير الإبهار ، ودفع ثمن ذلك نفياً وسحباً لجنسيته ، حتى أنهم منعوا رفاته من أن يوارى في أرض وطنه الأم ، ولقد اعتبرها الأديب الكبير مملكة تقوم على أساسات من الرمال المتحركة ، سرعان ما ستنهار لأنها غير محمية بأية ركائز اجتماعية وطنية داخلية متينة ، بل تستند بكل بقائها على دعم الدولة الحامية والراعية أمريكا ، التي استلمت عهدة رعايتها واستثمار ثروتها من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وهي التي تحول حتى الآن دون سقوطها ، مع أنها باتت المملكة الوحيدة في العالم التي لاتزال تحكم بتشريعات دينية مستقات من فقه عتيق تم تبنيه في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي .
.
لقد تمكنت هذه الدولة الثرية التي تُحرّك كالدمية من خلال مشغليها ، أن تلعب أدواراً خطيرة في المنطقة ، بعد الأربعينات من القرن الماضي وقبل ذلك ، لصالح دول الغرب الاستعماري ، وبالتالي لصالح " اسرائيل " حيث حاكت ونفذت الكثير من المؤامرات ضد الوحدة بين مصر وسورية ، ووقفت ضد الثورة اليمنية الفتية في الستينات من القرن الماضي ، وهي الآن تقوم بتدميرها بشكل ممنهج ، مستكملة بذلك ما عجزت " اسرائيل " عن القيام به .
إن كل الأدوار التي قامت بها هذه المملكة ، مع الامارات الأخرى قطر وغيرها ، وممالك الرجعيات العربية ، بالتعاون مع اسرائيل والدول الغربية برئاسة أمريكا ، خلال العقود السابقة ضد شعوب المنطقة ، كل تلك الأدوار بكل أهوالها ، ومتاعبها ، وأعمالها ، وما خربته ، للنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة ، يمكن أن نعتبرها أعمالاً تمهيدية رغم فداحتها لهذه الحرب الدائرة الآن ضد العراق وسورية واليمن ، واستكمالاً وتتويجاً وحصاداً لكل تلك الأدوار والمهمات والوظائف التي قام بها معسكر العدوان بكل دوله وممالكه قبلها ، وكانت جميع الأدوار التي نهضت فيها هذه المملكة بكل اقتدار في الماضي والحاضر ، محط تقدير من الحليفين الأساسيين أمريكا " واسرائيل " .
.
أما هذه الحرب الدائرة الآن فكانت جميع الدول التي شاركت فيها ، على قناعة أنها ستكون الحرب الأخيرة [ الخاتمة ] التي تستكمل بها هذه المملكة كل أدوارها التاريخية السابقة ، وستكون الحرب النهائية التي ستعيد دول المنطقة كلها وبخاصة سورية والعراق إلى الخندق الأمريكي " الاسرائيلي " بعد تمزيقهما ، وبذلك تتخلص من الدول المشاكسة إلى الأبد ، ولكن هذه المملكة التي تحرك بالخيوط كدمية ، لاتدر وغباؤها لن يمكنها من ادراك ما سيؤول إليه مصيرها بالذات بعد تنفيذ هذه المهمات القذرة ، وبأنها لن تكون بمنأى عن ارتدادات تلك الأحداث التدميرية ، عندما يتحقق الحلم الغربي الاسرائيلي الأسود البغيض ؟؟!!
ولكن ورغم حرب السنين السبعة ، والموت ، والدمار ، والتشرد ، والجوع ، وما تحمله شعبنا خلال هذه السنيين ، لا يستطع أن يتحمله أي شعب في العالم ، لذلك قلنا ونعود فنكرر سورية تقاتل من أجل شعوب الأرض ، وانتصارها بالتالي هو انتصار للدنيا ، للشعوب ، للطبيعة ، ـــ ليس في هذا أية مبالغة ـــ نعم هذا الصبر وهذا التحمل وتلك التضحيات التي قدمها شعبنا ، والتي توجت بالانتصارات التاريخية التي ستقلب كل الموازين ، وألحقت بالمعسكر الآخر الخسارة .
.
هذه الخسارة التي تعتبر المحصلة السلبية للحرب بالنسبة لمعسكر العدوان كله ، بينت كم كان زعماء الغرب ، واعلامييهم ، ومفكريهم ، وملوك الخليج ، والمعارضين السوريين الصعاليك والعملاء ، كم كانوا أغبياء وجهلة في حساباتهم وتقديراتهم لقوى المنطقة ، لأنهم لم يدركوا الكمون التاريخي لشعوب المنطقة ، الذي سيخرج من القمقم كالمارد عندما يحين التحدي ، وتحدث المواجهات .
والخاسر سيتحمل تبعات الحرب وتفاعلاتها وارتداداتها ، لأنه لم يخسر مالاً ورجالاً فقط ، بل خسر أمام شعبه ومجتمعه مادياً ومعنوياً " ، وهذا سيكون ظرفاً مواتياً للمعارضين المتربصين به ، والذين سيهتبلون فرصة خسارة حكومتهم ، لتصفية الحساب المنتظر بينهم وبين النظام الذي يكمنون له ، وقد يكون المعارضون الانقلابيون من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها ، وهذا ما سيكون عليه واقع مملكة بني سعود بالتحديد ، التي زجت بكل طاقاتها المادية والبشرية في حروب لا طائل تحتها ، بمواجهة الدول التي لا تدين بالولاء لأمريكا التي تقودها وتستثمرها مقابل الحماية ، ابتداءً من العراق ثم ليبيا ثم العراق ثانية وسورية واليمن وغيرها . ووضعت وجودها وكينونتها في كفتي الميزان مع الدول التي عملت على تدميرها ، فان انتصرت وشركائها تحقق حلم أعداء العرب ، وقد تشفي غليلها مؤقتاً ، من الأنظمة المشاكسة ، ولكنها ومن حيث المآل ستعرض نفسها أيضاً لخطر التمزيق لأنها ومهما كان الجهد الذي بذلته في هذه الحرب لن يشفع لها في النهاية ، اذن من حيث الواقع ومن حيث النتيجة هي خاسرة على المقلبين ، ولكن خسارتها الآن في هذه الحرب المدمرة ، سيكون لها وقع الصاعقة على كل بنيتها ونظامها ، وستظهرها أمام شعبها وأمام شعوب الأرض عارية ، لأنها باتت في دائرة الاتهام أمام شعوب العالم وأنها أم الارهاب ، ومربيته ، وحاضنته ، وستلعن من كل عقلاء الأرض ، دولاً وشعوباً .
.
نعم ستحاول أمريكا امتصاص آثار ارتدادات الخسارة ، وذلك عن طريق القيام بتغييرات تجميلية ، داخل الأسرة الحاكمة ، وستحاول دعم وتلميع الانقلاب الجزئي داخل الأسرة المالكة ذاتها الذي يقوم به الآن " الأمير " محمد بن سليمان ولي العهد ، والذي اثبت أنه الأجدر على خدمة ورعاية المصالح الأمريكية المتقاطعة مع مصالح " اسرائيل " ، ولكن التراكمات التاريخية التي باتت تشكل تلالاً من الاختناقات ، والعقابيل ، والعقد ، ستحول دون الانتقال السلس للسلطة إلى الشاب المتهور محمد بن سلمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي " السيناريوهات " المتوقعة لمملكة بني سعود :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـــ انقلاب جزئي من ضمن محاولة تحسين صورة النظام ، التي باتت غير مقبولة اطلاقاً أمام الرأي العام العالمي ، بعد أن نُشر غسيلها الأسود من خلال دورها الرئيسي في نشر وتوزيع وباء الطاعون الارهابي ، وهذا كما قلنا ما تهدف إليه أمريكا ، لأنها بذلك تلمع صورة النظام الجديد من خلال نقل السلطة إلى قوى شابة ، وتحافظ على مصالحها ، في السعودية والمنطقة .
.
2ـــ تداعي الأمور ، وتتابعها ، وتدافعها ، قد تطيح بالأسرة المالكة وتقتلعها من جزورها ، وبسقوط هذه المملكة وتفككها سيكون له ارتدادات وتفاعلات على جميع ممالك الخليج واماراته ، عندها لن تتمكن أمريكا من وقف التدهور واعاقة مد التغيير الجارف ، فأمريكا ليست كلية القدرة ، وبذلك يأتي التغيير كمحصلة نهائية للتحولات الجزرية التي ستمر بها المنطقة حتماً ، عندها أمريكا سرعان ما ستتخلى عن المليك والمملكة عندما تجد أن الأمور قد تفلتت من بين يديها ، وتجاربها في العالم تعطينا مثالاً بيناً على ما نقول .
.
3ـــ يبقى احتمال يبدو غريباً للوهلة الأولى ، ولكن وبعد اعمال التفكير الهادئ قد يتم ترجيحه ، ألا وهو : امكانية انتقال داعش بعد هزيمته من سورية والعراق إلى أرض الحرمين وإلى الأردن معاً ، حيث البيئة الحاضنة ، عندها ستطلبان مساعدة الجيش العربي السوري لإنقاذهما ، ــــ ولقد تنبأت بهذا الاحتمال قبل سنتين ــــ ، هذا الاحتمال سيكون مرجحاً عندما تكتمل التحولات الجزرية في المنطقة نتيجة الانقلاب التاريخي الذي أتوقعه للمنطقة ، وأنا أرى تلك التحولات وكأنها تحدث غداً . ـــ ولو كان المتشائمون يرونه تفاؤلاً مجانياً ـــ













