علــى نفســـــها وعلــى غيـــــرها جَنــــت براقــــــــش ………………
……………..ماذا فعـــل الأكـــراد وإلى ايـن أوصـــلوا المنطــــقة ؟ ………………
…………….هـل حــــلم الأكــراد بالانفـــصال مطــــلب واقـــــعي ؟……………….
المحامي : محمد محسن
.jpg)
الحقد يلغي العقل عند الفرد وعند الجماعة ، وقد تتحول الجماعة إلى غوغاء ، والغوغاء تفرز قيادتها التي تشبهها ، كما يفرز قطيع الغنم " مرياعه " والمرياع يسير وراء حمار ، فتفقد الجماعة التوازن وتضيع الحكمة ، وتتضخم الأنا الجمعي حد الاحساس بفرط القوة ، ويصبح سلوكها أقرب للثأر من خصمها المفترض بشتى السبل ، في مثل هذه الحالة النفسية والعصبية المضطربة ، يُتخذ القرار الخطأ وأحياناً القرار القاتل ، والحاقد هنا لا يلحق الضرر بنفسه فحسب بل يلحق الضرر بقضيته التي يزعم أنه يخدمها ، وقد يُضيع حلمه الذي يسعى لتحقيقه ، لأنه يسلك طريق العصبية والانفعال في تنفيذ حلمه أو مطلبه ، الذي أفقده المنطق السليم ، ويصبح عبداً لحقده الذي يقوده إلى تهلكة ، كما ويصبح سلوكه ثأريا ، مما قد يدفعه إلى التعاون أو التحالف مع ألد أعداء مجتمعه ، ومن هنا يبدأ حصاد نتائج قراره الأرعن ، فيغلق الباب أمام قضيته ، ويفتح الحرب مع مجتمعه .
.
هذا التوصيف ينطبق على المكون الكردي في الدول الأربع التي يتواجد فيها [ العراق ، وايران ، وتركيا ، وسورية ] ، والذي استمر عقوداً يبحث لتحقيق حلمه العصي على التحقيق ، لأسباب موضوعية وذاتية مما دفعه للتعاون مع أعداء الأوطان التي ينتسب إليها ، ويستقوي بشكل خاص بالدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا ، ومن يتعاون مع أمريكا لابد وأن يلتقي مع اسرائيل عدوة العرب التاريخية في محور واحد ، فبات قاعدة وأداة طيعة لخدمة مصالح تلك الدول المعادية ، وبؤرة للتآمر على شعبه الذي ينتمي إليه ، مما وضعه في خانة الاشتباه وأزاح عنه الصفة الوطنية ، بل بات مداناً من المكونات الوطنية الأخرى ، لأنه أصبح يمثل بأعين شعوب المنطقة مكوناً غير وطني بل ومدان ، مما أفقده التعاطف حتى مع قضاياه المحقة .
.
بقي المكون الكردي السوري بعيداً بشكل عملي عن جميع محاولات الانفصال العلنية المسلحة وغير المسلحة ، التي كان يقوم بها أكراد العراق وتركيا ، بل كان يكتفي بالمساندة وبعضاً من تعاطف ، بل كان يستقبل الهاربين والمهجرين ، ويؤمن لهم المأوى والعمل ، ولم تكن تلك المساندة العملية لتتم بهذا الاتساع بدون مساندة الدولة السورية أو قبولها على الأقل ، ـــ مع الأسف ـــ وهذه واحدة من المآسي الكبيرة والكثيرة التي ارتكبتها الحكومات السورية المتعاقبة بعد السبعين من القرن الفارط ، نعم لقد زاد عددهم في النصف الثاني من القرن الماضي على حساب المكونات العربية الأخرى .
.
أما وبعد ومن خلال الهجمة الاستعمارية البربرية التي نفذتها الولايات المتحدة على العراق الشقيق بهدف تدميره ، وأنجزت ما جاءت من أجله بحرفية منقطعة النظير ، فلم يشكل الشمال العراقي بأكثريته الكردية قاعدة ورأس حربة في تلك الحرب القذرة فقط ، بل أثرى على حساب المكونات العربية العراقية الأخرى ، من خلال الحصار الخانق الذي مورس على العراق ، فقوي عود الأكراد بشكل خاص في سورية والعراق ، تحت المظلة الأمريكية وبمساندتها ، حتى وصل الأمر إلى مناداة المكون الكردي العراقي بالانفصال ، ولكنه حصد بدلاً من ذلك أكبر الخيبات ، وتركته أمريكا يلقى مصيره بدون أية مساندة .
.
في خضم تلك المرحلة القلقة بدأت أحلام التمرد تكبر وتراود عقول بعض العملاء والمتعصبين من الكرد السوريين ، وعبروا عن ذلك بتمرد تجريبي في القامشلي ، حيث أحرقوا واعتدوا على المؤسسات الحكومية ، ولكن كان الرد سريعاً من المكونات العربية ، حتى جاء [ الربيع العربي ] استكمالاً لما حدث في العراق بهدف تدمير سورية ، فكان المكون الكردي سباقاً في اعلان تمرده ، وأصبح قاعدة وأداة عسكرية بيد أمريكا ، فكون ميليشياته المستقلة تحت اسم مموه [ قوات سورية الديموقراطية ، ( قسد ) ] كذباً فلم يكونوا سوريين ولا ديموقراطيين ، حيث أنزلوا العلم العربي السوري عن جميع المؤسسات الحكومية ، ورفعوا علم الانفصال الكردي ، ثم فتكوا بالمكون الوطني العربي الموجود ضمن المناطق التي اغتصبوها ، ودمروا المدن والقرى العربية ، [ الرقة نموذجاً فاقعاً ] وتمددوا على حسابها ، وبسطوا سيطرتهم من خلال الدعم الأمريكي العسكري على جميع الأراضي الواقعة شرقي الفرات ، والتي تقطنها أكثرية عربية ولا تزيد نسبتهم في تلك المنطقة عن 30 % .
.
أما عفرين العربية السورية فلا بد أن نفرد لها حيزها الخاص ، لأن الشوفينيين الأكراد فيها ذهبوا بعيداً في دعوتهم للانفصال ، فهم لم يكتفوا بإنزال العلم الوطني ورفع علم الانفصال ، بل أقاموا حدوداً وجمارك ، وشكلوا جيشاً ، واستولوا على مؤسسات الدولة ، ومنعوا الجيش العربي السوري من الدخول إليها ، حتى بعد العدوان التركي الهمجي ، حتى وبعد قضمه لبعض القرى وحصاره لمدينة عفرين ذاتها ، لقد سيطر عليهم الحقد حتى أكلهم الجيش التركي وشرد أبناءهم ، ويكونوا بذلك قد خسروا حلمهم ، ووضعوا الجيش العربي السوري في ظروف مواجهة كان من الممكن تجاوزها والاستغناء عنها ، لو سمحوا للجيش العربي السوري بالانتشار على الحدود ، لأن ذلك كان سيمنع الجيش التركي من العدوان المباشر ، لأن اعتداءه في حينه سيعتبر حرباً اقليمية لا يمكن السكوت عليها ، من قبل الحلفاء والأصدقاء ، وقد تقود المنطقة كلها إلى أتون حرب ، وهذا الواقع لم يكن متاحاً ومقبولاً من الدولة التركية ذاتها ، حتى ولم يكن بوارد الجيش التركي القيام بذلك ، ولكن التعصب الكردي قاد إلى ذلك ، وحقق ما لم يكن الأتراك وعملاءهم يحلمون به .
.
إن الحلم الذي يعمل عليه الأكراد منذ عقود ، حلم الانفصال عن الدول الأربع المتواجدين فيها ، وتكوين كيان كردي مستقل من الكيانات الأربع ، هذا الحلم بحد ذاته لا يسعفه الواقع ، ويتعارض مع منطق الأمور وهو مطلب أقرب للمستحيل ، لأنه يتناقض أولا ً مع مصالح الدول الأربعة المتجاورة ، وكان الأكراد في العقود السابقة يَنفُذون من خلال التناقضات أو الخلافات بين دولتين أو أكثر من الدول الأربع ، فيحاولون توظيف هذا الخلاف لمصلحة تحركاتهم ، وتحقيق بعض المكاسب على حساب الدولة الأخرى ، كما كانوا يستثمرون دائماً الخلافات بين سورية وتركيا سابقاً ، حيث كانت الحكومات السورية ومع الأسف ، تتعاون مع الأكراد الأتراك ، وتستقبل قياداتهم والمهجرين والفارين من أتون الحرب ، وتجد لهم الملاذ الآمن كما أشرنا سابقاً ، فازداد عددهم إلى الحد الذي مكنهم من تهجير المكونات العربية الأخرى الموجودة في الجزيرة السورية ، وبخاصة السريان والآشوريين والكلدان ، وبقية المكونات العربية المسيحية الأخرى ، واستوطنوا في بيوتهم وأراضيهم .
.
ولكن هذا الحلم الذي هو أقرب للمستحيل لا تسعفه الجغرافيا ولا الديموغرافيا ، لأنه يتناقض مع مصالح الدول الأربعة ، ستجد هذه الدول نفسها ومن خلال مفهوم " التعايش التضايفي " ، ستجد نفسها مضطرة للتعاون فيما بينها بحكم الضرورة ضد مطالب الأكراد الانفصالية ، لأنه سيكون على حساب الدول الأربع ، وهذا من حيث النتيجة المنطقية ومهما كان التناقض واسعاً بين هذه الدول ، ستتعاون في هذه المسألة ، هذه من جهة أما الجهة الأهم فهو الحيز الجغرافي الذي تتواجد فيه المكونات الكردية الأربعة ، هو حيز مغلق من الجهات الأربع وحتى من السماء ، وليس له منفذاً على أي بحر من البحار ، أي انهم محاطون بدول تناصبهم العداء لمطالباتهم بالانفصال ، وبسبب تعاونهم مع دول عدوة لدولهم .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكل وضوح وبمنتهى الموضوعية ومع بالغ الأسف ، لعب الأكراد دائماً دور المخرز في خاصرة الأوطان التي يعيشون فيها ، فكانوا أداة وقاعدة انطلاق لكل دول العدوان حتى اسرائيل ، ولكن وللإنصاف كان الأكراد السوريين أقل تورطاً في عمليات التواطؤ مع الأعداء ، وأُحيل ذلك إلى أن الحيز الجغرافي الضيق لم يكن ليسمح لهم بذلك ، والدليل على ذلك أنهم وعندما حانت ظروف التآمر سبقوا المكونات الأخرى ، وبادروا لرفع راية العصيان والتآمر مع ألد أعداء وطنهم الأمريكيين .
نعم نشعر بالأسى المغلف بمشاعر أكبر من العتب يصل حد الغضب ، من المكون الكردي ، الذي أدى تعنته وموقفه اللاوطني ، إلى الاحتلال التركي البغيض للأراضي السورية ، ونعتبر أن حقد المكون الكردي هو الذي أدى إلى هذه الجريمة النكراء .
……………..ماذا فعـــل الأكـــراد وإلى ايـن أوصـــلوا المنطــــقة ؟ ………………
…………….هـل حــــلم الأكــراد بالانفـــصال مطــــلب واقـــــعي ؟……………….
المحامي : محمد محسن
.jpg)
الحقد يلغي العقل عند الفرد وعند الجماعة ، وقد تتحول الجماعة إلى غوغاء ، والغوغاء تفرز قيادتها التي تشبهها ، كما يفرز قطيع الغنم " مرياعه " والمرياع يسير وراء حمار ، فتفقد الجماعة التوازن وتضيع الحكمة ، وتتضخم الأنا الجمعي حد الاحساس بفرط القوة ، ويصبح سلوكها أقرب للثأر من خصمها المفترض بشتى السبل ، في مثل هذه الحالة النفسية والعصبية المضطربة ، يُتخذ القرار الخطأ وأحياناً القرار القاتل ، والحاقد هنا لا يلحق الضرر بنفسه فحسب بل يلحق الضرر بقضيته التي يزعم أنه يخدمها ، وقد يُضيع حلمه الذي يسعى لتحقيقه ، لأنه يسلك طريق العصبية والانفعال في تنفيذ حلمه أو مطلبه ، الذي أفقده المنطق السليم ، ويصبح عبداً لحقده الذي يقوده إلى تهلكة ، كما ويصبح سلوكه ثأريا ، مما قد يدفعه إلى التعاون أو التحالف مع ألد أعداء مجتمعه ، ومن هنا يبدأ حصاد نتائج قراره الأرعن ، فيغلق الباب أمام قضيته ، ويفتح الحرب مع مجتمعه .
.
هذا التوصيف ينطبق على المكون الكردي في الدول الأربع التي يتواجد فيها [ العراق ، وايران ، وتركيا ، وسورية ] ، والذي استمر عقوداً يبحث لتحقيق حلمه العصي على التحقيق ، لأسباب موضوعية وذاتية مما دفعه للتعاون مع أعداء الأوطان التي ينتسب إليها ، ويستقوي بشكل خاص بالدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا ، ومن يتعاون مع أمريكا لابد وأن يلتقي مع اسرائيل عدوة العرب التاريخية في محور واحد ، فبات قاعدة وأداة طيعة لخدمة مصالح تلك الدول المعادية ، وبؤرة للتآمر على شعبه الذي ينتمي إليه ، مما وضعه في خانة الاشتباه وأزاح عنه الصفة الوطنية ، بل بات مداناً من المكونات الوطنية الأخرى ، لأنه أصبح يمثل بأعين شعوب المنطقة مكوناً غير وطني بل ومدان ، مما أفقده التعاطف حتى مع قضاياه المحقة .
.
بقي المكون الكردي السوري بعيداً بشكل عملي عن جميع محاولات الانفصال العلنية المسلحة وغير المسلحة ، التي كان يقوم بها أكراد العراق وتركيا ، بل كان يكتفي بالمساندة وبعضاً من تعاطف ، بل كان يستقبل الهاربين والمهجرين ، ويؤمن لهم المأوى والعمل ، ولم تكن تلك المساندة العملية لتتم بهذا الاتساع بدون مساندة الدولة السورية أو قبولها على الأقل ، ـــ مع الأسف ـــ وهذه واحدة من المآسي الكبيرة والكثيرة التي ارتكبتها الحكومات السورية المتعاقبة بعد السبعين من القرن الفارط ، نعم لقد زاد عددهم في النصف الثاني من القرن الماضي على حساب المكونات العربية الأخرى .
.
أما وبعد ومن خلال الهجمة الاستعمارية البربرية التي نفذتها الولايات المتحدة على العراق الشقيق بهدف تدميره ، وأنجزت ما جاءت من أجله بحرفية منقطعة النظير ، فلم يشكل الشمال العراقي بأكثريته الكردية قاعدة ورأس حربة في تلك الحرب القذرة فقط ، بل أثرى على حساب المكونات العربية العراقية الأخرى ، من خلال الحصار الخانق الذي مورس على العراق ، فقوي عود الأكراد بشكل خاص في سورية والعراق ، تحت المظلة الأمريكية وبمساندتها ، حتى وصل الأمر إلى مناداة المكون الكردي العراقي بالانفصال ، ولكنه حصد بدلاً من ذلك أكبر الخيبات ، وتركته أمريكا يلقى مصيره بدون أية مساندة .
.
في خضم تلك المرحلة القلقة بدأت أحلام التمرد تكبر وتراود عقول بعض العملاء والمتعصبين من الكرد السوريين ، وعبروا عن ذلك بتمرد تجريبي في القامشلي ، حيث أحرقوا واعتدوا على المؤسسات الحكومية ، ولكن كان الرد سريعاً من المكونات العربية ، حتى جاء [ الربيع العربي ] استكمالاً لما حدث في العراق بهدف تدمير سورية ، فكان المكون الكردي سباقاً في اعلان تمرده ، وأصبح قاعدة وأداة عسكرية بيد أمريكا ، فكون ميليشياته المستقلة تحت اسم مموه [ قوات سورية الديموقراطية ، ( قسد ) ] كذباً فلم يكونوا سوريين ولا ديموقراطيين ، حيث أنزلوا العلم العربي السوري عن جميع المؤسسات الحكومية ، ورفعوا علم الانفصال الكردي ، ثم فتكوا بالمكون الوطني العربي الموجود ضمن المناطق التي اغتصبوها ، ودمروا المدن والقرى العربية ، [ الرقة نموذجاً فاقعاً ] وتمددوا على حسابها ، وبسطوا سيطرتهم من خلال الدعم الأمريكي العسكري على جميع الأراضي الواقعة شرقي الفرات ، والتي تقطنها أكثرية عربية ولا تزيد نسبتهم في تلك المنطقة عن 30 % .
.
أما عفرين العربية السورية فلا بد أن نفرد لها حيزها الخاص ، لأن الشوفينيين الأكراد فيها ذهبوا بعيداً في دعوتهم للانفصال ، فهم لم يكتفوا بإنزال العلم الوطني ورفع علم الانفصال ، بل أقاموا حدوداً وجمارك ، وشكلوا جيشاً ، واستولوا على مؤسسات الدولة ، ومنعوا الجيش العربي السوري من الدخول إليها ، حتى بعد العدوان التركي الهمجي ، حتى وبعد قضمه لبعض القرى وحصاره لمدينة عفرين ذاتها ، لقد سيطر عليهم الحقد حتى أكلهم الجيش التركي وشرد أبناءهم ، ويكونوا بذلك قد خسروا حلمهم ، ووضعوا الجيش العربي السوري في ظروف مواجهة كان من الممكن تجاوزها والاستغناء عنها ، لو سمحوا للجيش العربي السوري بالانتشار على الحدود ، لأن ذلك كان سيمنع الجيش التركي من العدوان المباشر ، لأن اعتداءه في حينه سيعتبر حرباً اقليمية لا يمكن السكوت عليها ، من قبل الحلفاء والأصدقاء ، وقد تقود المنطقة كلها إلى أتون حرب ، وهذا الواقع لم يكن متاحاً ومقبولاً من الدولة التركية ذاتها ، حتى ولم يكن بوارد الجيش التركي القيام بذلك ، ولكن التعصب الكردي قاد إلى ذلك ، وحقق ما لم يكن الأتراك وعملاءهم يحلمون به .
.
إن الحلم الذي يعمل عليه الأكراد منذ عقود ، حلم الانفصال عن الدول الأربع المتواجدين فيها ، وتكوين كيان كردي مستقل من الكيانات الأربع ، هذا الحلم بحد ذاته لا يسعفه الواقع ، ويتعارض مع منطق الأمور وهو مطلب أقرب للمستحيل ، لأنه يتناقض أولا ً مع مصالح الدول الأربعة المتجاورة ، وكان الأكراد في العقود السابقة يَنفُذون من خلال التناقضات أو الخلافات بين دولتين أو أكثر من الدول الأربع ، فيحاولون توظيف هذا الخلاف لمصلحة تحركاتهم ، وتحقيق بعض المكاسب على حساب الدولة الأخرى ، كما كانوا يستثمرون دائماً الخلافات بين سورية وتركيا سابقاً ، حيث كانت الحكومات السورية ومع الأسف ، تتعاون مع الأكراد الأتراك ، وتستقبل قياداتهم والمهجرين والفارين من أتون الحرب ، وتجد لهم الملاذ الآمن كما أشرنا سابقاً ، فازداد عددهم إلى الحد الذي مكنهم من تهجير المكونات العربية الأخرى الموجودة في الجزيرة السورية ، وبخاصة السريان والآشوريين والكلدان ، وبقية المكونات العربية المسيحية الأخرى ، واستوطنوا في بيوتهم وأراضيهم .
.
ولكن هذا الحلم الذي هو أقرب للمستحيل لا تسعفه الجغرافيا ولا الديموغرافيا ، لأنه يتناقض مع مصالح الدول الأربعة ، ستجد هذه الدول نفسها ومن خلال مفهوم " التعايش التضايفي " ، ستجد نفسها مضطرة للتعاون فيما بينها بحكم الضرورة ضد مطالب الأكراد الانفصالية ، لأنه سيكون على حساب الدول الأربع ، وهذا من حيث النتيجة المنطقية ومهما كان التناقض واسعاً بين هذه الدول ، ستتعاون في هذه المسألة ، هذه من جهة أما الجهة الأهم فهو الحيز الجغرافي الذي تتواجد فيه المكونات الكردية الأربعة ، هو حيز مغلق من الجهات الأربع وحتى من السماء ، وليس له منفذاً على أي بحر من البحار ، أي انهم محاطون بدول تناصبهم العداء لمطالباتهم بالانفصال ، وبسبب تعاونهم مع دول عدوة لدولهم .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكل وضوح وبمنتهى الموضوعية ومع بالغ الأسف ، لعب الأكراد دائماً دور المخرز في خاصرة الأوطان التي يعيشون فيها ، فكانوا أداة وقاعدة انطلاق لكل دول العدوان حتى اسرائيل ، ولكن وللإنصاف كان الأكراد السوريين أقل تورطاً في عمليات التواطؤ مع الأعداء ، وأُحيل ذلك إلى أن الحيز الجغرافي الضيق لم يكن ليسمح لهم بذلك ، والدليل على ذلك أنهم وعندما حانت ظروف التآمر سبقوا المكونات الأخرى ، وبادروا لرفع راية العصيان والتآمر مع ألد أعداء وطنهم الأمريكيين .
نعم نشعر بالأسى المغلف بمشاعر أكبر من العتب يصل حد الغضب ، من المكون الكردي ، الذي أدى تعنته وموقفه اللاوطني ، إلى الاحتلال التركي البغيض للأراضي السورية ، ونعتبر أن حقد المكون الكردي هو الذي أدى إلى هذه الجريمة النكراء .