.jpg)
تنقطع الأمطار تقريباً منذ أواخر شهر آذار ويكون الهطول بشكل زخات مطرية متفرقة وينتشر الدفء مع بداية فصل الربيع ويكون الفلاحون قد زرعوا حقولهم بالحبوب منذ عدة أشهر في تشرين الأول والثاني ..
كما يكونون قد بدأوا بأخذ الشتلات النامية التي اصبحت جاهزة للزراعة ليزرعوها في الحقول. لذلك فهي بحاجة شديدة إلى الماء, وفي الجبال تندر السقاية بغير ماء المطر فيترقب الناس هطول المطر طيلة شهر نيسان ليكتمل نمو مزروعاتهم فيقال(الشتوة بنيسان بتحيّي الإنسان) و(شتوة نيسان بتسوى السكة والفدان).
أما عن مناسبات شهر نيسان فكثيرة وهي مجموعة من الأعياد الشرقية تتمحور كلها حول استقبال فصل الربيع والابتهاج بقدومه:
نأتي إلى عيد الأول من نيسان(شرقي): في صباح اليوم الأول من نيسان في التقويم الشرقي(14 غربي) يستيقظ الناس باكراً لإستقبال شهر نيسان ويشربون من طنجرة اللبن حتى لا يعطشوا طيلة فصلي الربيع والصيف ويزينون رؤوسهم بزهر الدربيسة الجميل.
أما الصبايا فيلبسن أجمل أزيائهم ويتجملن بكل أنواع الحلي والزينة لاستقبال هذا الشهر وهن بأحلى الأشكال.
في بداية شهر نيسان تزهر الأشجار ويتميز شجر(الشنبوط) بجمال زهوره الفائق فتصنع كل أم( سيبانة الربيع) احتفالاً بهذه المناسبة وهي عبارة عن برغل مطبوخ يفرش على وجهه البيض المقلي أو كمية كبيرة من البيض البلدي تقلى في مقلاية كبيرة وعندما كنّا صغاراً أتذكر أمي رحمها الله عندما كانت تحضر لنا هذه الوجبة تنادينا قائلة( تعو كلو بيض لأن الشنبوط زهر).
تأتي بعد ذلك مناسبة عيد الرابع من نيسان(شرقي) (17نيسان غربي)وهو عيد استقبال الربيع.
تقام من أجله احتفالات شعبية عظيمة حيث يجتمع أهالي كل منطقة(عدة قرى) في ساحة أحد المزارات المشهورة ويحيّون هذه المناسبة بما يشبه الكرنفال ويستمر سبعة أيام يغنون فيها ويرقصون ويدبكون ويلعبون ألعاباً مختلفة فتتحول تلك الاحتفالات إلى مهرجانات رائعة كان ينتظرها الناس طيلة العام بشوق ولهفة.
وكان الناس يقولون أنه لا بد في هذا اليوم المبارك أن تمطر السماء وكانت تسمى هذه المطرة بـ(مطرة الرابع).
أما عيد النصف من نيسان(شرقي): يأتي هذا العيد في منتصف شهر نيسان(شرقي) أي حوالي أواخر نيسان(غربي) وهو من أعياد الربيع أيضاً ويسمى عيد الزهور (الزهورية) وتقام فيه احتفالاته بشكل مشابه تماماً لأعياد الرابع من نيسان.
ثم تأتي مناسبة 23 نيسان: وهو عيد القديس – مارجرجس ويتم بإقامة قداس ديني في الكنائس(للطوائف المسيحية) فتحتفل بهذا العيد(23 نيسان شرقي- 6 أيار غربي) بشكل مهرجانات كبيرة تقام في الأديرة.
حيث يجتمع المحتفلون في هذا اليوم منذ الصباح ويأتون من معظم القرى ليعبروا عن أفراحهم وبهجتهم بهذا العيد وتستمر الاحتفالات عدة أيام متواصلة تقام فيها كل أنواع الرقص والغناء والدبكة وتقام فيها الأسواق كما تمارس فيها الألعاب الرياضية والشعبية..
..غسان القيّم…