بسبب قرار رئاسة الحكومة المفاجئ بحرمان العاصمة دمشق من جميع المعارض التخصصية .. ها هو المعرض الثاني الذي رفض مشاركوه الانتقال بالعرض قسراً من فندق الداماروز وسط العاصمة دمشق إلى مدينة المعارض في محافظة ريف دمشق وفضلوا الانسحاب منه على الانتقال به على الرغم من الخسائر المادية الكبيرة التي تكبدها المنظمون والمشاركون .
بعد إلغاء المعرض التخصصي للألبسة والأحذية الرجالية (النخبة) الذي كان من المقرر إقامته أواخر آذار الماضي وبخسائر تجاوزت الثلاث مليارات ليرة سورية شملت أكثر من 70 صناعي وتاجر سوري (حسب ما نُشر على سابقاً) .. اليوم المعرض الدولي الخامس لخدمات الشركات ورجال الأعمال – سيرفكس ٢٠١٨ بلا توقيت وبلا مكان بعد أن كان من المقرر انطلاق فعالياته يوم الثلاثاء 10/4/2018م في فندق داماروز بدمشق حيث قرر منظموه تعليق تاريخه دون الانتقال به إلى مدينة المعارض .
إن تعميماً من مؤسسة المعارض دون استشارات مبنية على نظرة اقتصادية من أصحاب الخبرة والاختصاص المعنيين بشكل مباشر بهذا التعميم تسبب في تلك الخسائر …
وإننا نستغرب تعميم مؤسسة المعارض المفاجئ والتخبط في إصدار القرارات وعدم وضوح الرؤية من هذا القرار .. فحين تكون الرؤية غير واضحة فأي قرار تقرره هو قرار خاطئ .
وإن العمل بالظلام لا يجدي نفعاً .. فمهما طال الظلام لابد ان تأتي الشمس التي تبدد الغيوم وتكشف عن الحقيقة .
كل قرار لا تتم مداولته ومناقشته من كل الأطراف المساهمة في إنجاحه قرار مصيره الفشل وهو لا قرار .. ولا قرار يعني التسلية .. وأرزاق ملايين الناس ليست للتسلية ؛ فمن يعمل بالتجارة والاقتصاد لا يفتح بقالية في الصحراء حيث لا عملاء يخدمها .. ولا عمل تجاري يقوم به .
لذا فإن المشاركين والمنظمين ودمشق التي اعتادت ان تُقام معارضها التخصصية فيها قد رتبوا ونظموا أعمالهم وارتبطوا مع بعضهم وفق عقود واتفاقيات مسبقة وجاء قرار رئاسة الحكومة ليقضي على كل آمالهم ويبدد طموحاتهم ويسحق سعيهم في خدمة سورية الوطن اقتصادياً وصناعياً .. ناهيك عن خسارتنا لعدد من الاستثمارات الروسية والبلغارية المتوقعة من خلال عدد من الشركات الراعية والمشاركة بسيرفكس 2018 والتي لن تستمر بالمشاركة فيه فيما لو تم نقله إلى مدينة المعارض .
إن المال كما الروح والروح ليست للتسلية ..
إن الروح مقدسة وتتصل بمالك هذا الكون ومن يعبث بها يظلم روحه أولاً ومن يظلم روحه يصبح ظالم ؛ وإن تاريخ الظلم يزول بنفس جنس الظلم والاستكبار وظلمه هو الذي سيسير به إلى مصيره نحو الهاوية .
فهذا التعميم هو تحدي لدمشق وتاريخ دمشق وإلغاء منافستها بين عواصم العالم في المعارض …
وهو- أي تعميم إلغاء المعارض في دمشق – نراه تدخلاً سافراً في الخصوصية ومن يتدخل بخصوصية دمشق سترغمه على العودة إلى جادة الصواب والحكمة مهما طال الزمن .
منار الزايد