..نريد ( لاهوتاً اسلامياً للتحرير ) ينسف الفقه الماضوي التكفيري…………
………….الربــــــــــــــــع الأخـــــــــــــــــير مـــــــــــــن الحـــــــــــــرب…………
………….موقــف ودور كل من الأكــراد والأتــراك والأمريكــيين والنتائج………..
المحامي : محمد محسن
الصديق يترقب ، والعدو يتوعد ، ولا نبالغ إذا قلنا أن العالم كله ينتظر الخاتمة ، لأنها حرب ضروس لا سابقة لها ، تهمُ العالم كله ، لكن المنطق يجيب : هل يعقل أن تتخلى سورية عن ما تبقى من أرضها ، في أشداق الارهابيين الذين هزموا وتكوموا على مزابل إدلب ؟ ، ولو كانوا بحماية شياطين ( الإنس والجان ) [ أمريكا ، وتركيا ، وغيرهما ] ؟؟ أو أن ترضخ لمطالب الأكراد الانفصاليين ؟؟، نعم علينا أن نضع في حسابنا أن من أصبح ظهره للحائط ، سيقاوم لأن المعركة ستكون بالنسبة له طلقته الأخيرة ، لكن وبنفس المقدار من الاهتمام ، علينا أن ندرك أيضاً : أن من خسر ثلاثة أرباع حربه ، ستكون ثقته بتحقيق النصر أقل بثلاثة أضعاف مما كانت عليه عند هجومه الأول ، وبالمفهوم المقابل : سيكون من حرر ثلاثة أرباع أرضه ، أكثر ثقة بالنصر من بدايتها بثلاثة أضعاف مما كان عليه في المواجهة الأولى ، مع تزيد في الخبرة ، والمران .
.
…………………….الأكـــــــــــــــــــــراد .
شأنهم شأن جميع القوى المشتركة في الحرب ، كانوا يعتقدون أن الدولة السورية ، ستسقط وليس النظام فقط بين ليلة وضحاها ، لأن سقوط الدولة وحده الكفيل بتحقيق حلمهم الميؤوس منه ( الفدرالية ) ، لذلك تحركت جميع القوى الكردية الداعية للانفصال داخل الأراضي السورية وخارجها ، بدعم من مثيلاتها من الفصائل الكردية العاملة في الدول المجاورة الثلاث ، وبخاصة من فصيل البرزاني ، الذي ترافق اشهاره لرغبته بالانفصال مع زوبعة ( الربيع العربي ) ولكنه خُزل أمريكياً ، أما حزب أوجلان فلقد وقف ظهيراً لهم ومشجعاً ومعيناً .
وجاء التدخل الأمريكي المباشر ، ونزوله في الأراضي التي تحت سيطرتهم ، مما عزز الثقة في نفوسهم وكأن الانفصال قادم لامحالة ، فهاجت الغوغاء الكردية ، وشعرت بفائض من القوة ، وبدأت تتحدى السلطة في سورية حتى وصل الأمر إلى أنها شكلت ميليشيا كردية ( قسد ) ، وأغلقت شرقي الفرات في وجه الجيش العربي السوري ، ودمرت الرقة وغيرها بالتعاون كله مع الطيران الأمريكي ، ولكن الأمر والأدهى انها منعت الجيش العربي السوري من الوصول إلى الحدود السورية التركية مقابل عفرين ، لأن الثقة الفائضة بالقوة ، وبالحليف الأمريكي ، جعلتهم في مأمن من الجيش التركي ، ولكن الذي حدث أن المليشيا الكردية هزمت ، والمساعدة الأمريكية لم تأت ، فجاؤوا صاغرين إلى دمشق ، بعد كل عنترياتهم ، وجرائمهم التي ارتكبوها ضد الوطن الذي آواهم ، فهل سيأخذون درساً ؟؟ ، يقلل من طموحاتهم ويميت أحلامهم ؟ ، فما كان متوقعاً حصولهم عليه ، قبل جيشانهم وعنترياتهم وقبل تعاونهم مع أعداء وطنهم ، لن يحصلوا عليه الآن .
.
…………………الأتــــــــــــــــــــــــــراك
سنسمع من أردوغان ووزرائه الكثير من العنتريات ، والتهديدات ، وأن ادلب خط أحمر ، وستمسك المحطات الاعلامية لمعسكر العدوان بهذه الهمروجة السخيفة وتروح تلوكها ليلاً نهاراً ، وكذلك شأن العملاء السوريين ، لأن جميع الآمال العتيقة عبر السنوات السبع قد تبخرت ، وباتت هذه المعركة صيحتهم الأخيرة ، كما أن انهيار مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي كان مقدراً أن تقوده تركيا ، سيحدث اهتزازات قوية قد تدمر الروابط بين الحلفاء .
لذلك سيكون أردوغان أمام احتمالين لا ثالث لهما : إما أن يقايض على الارهابيين ببعض من تغييرات ديموغرافية مقبولة ، على حساب بعض الانفصاليين الأكراد ، أو أن يدخل في حرب ستتحول بحكم الواقع إلى حرب بين معسكرين دوليين ، وهذه الأخيرة ليس لمصلحة أحد ، أو لا يمكن أن يتحمل مسؤولية تفجيرها أحد ، [ فالحروب الكبيرة بين الدول أصبحت من الماضي ] .
لذلك كان الاحتمال الأول هو الاحتمال الوحيد الممكن تحقيقه ، فبيع الارهابيين والتخلي عنهم ، أسهل بكثير واقل كلفة ، بل وسحقهم على الأراضي السورية ، سيكون مطلباً لأردوغان ولغيره من معسكر العدوان ذاته ، لأن هذه القطعان من الذئاب الشاردة ، والهاربة ، ستشكل خطراً كبيراً مستقبلاً على ذات الدول التي مولتها ، وبخاصة على تركيا ، بعد هزيمتها وطردها من سورية ، اذن ليس أمام أردوغان إلا الانسحاب مع بعض من التظاهرات العسكرية المحلية غير المباشرة ، ترافقها بعض من العنتريات الكلامية ، فهذه باتت سلاحه الوحيد .
[أما قضية عفرين ، والشريط الحدودي ، الذي يسيطر عليه الأكراد ، فسنفرد لهما موضوعاً مستقلاً ] .
.
…………………الــــــولايات المتــــــحدة الأمــــــــريكية .
لا أعتقد أن أحداً يشكك في أن الولايات المتحدة ، هي قائدة حرب [ الربيع العربي ] ، بكل تفاصيلها ، فهي التي جيشت ، وهي التي خططت ، وهي التي زجت بكل ممالكها الخليجية العميلة ، في أتون الحرب ، رجالاً ، ومالاً وفقها دينياً ، مع اسرائيل طبعاً ، وهي المساهم الأهم في التسليح والتمويل ، وهي التي كانت تحلم بالغلال الوفيرة المنتظرة من بيادر الحرب ، والتي ستوزع بعضاً من عطاياها ومكاسبها إلى الحلفاء والعملاء ، أو ستنعكس ايجاباً عليهم بحكم التابعية والضرورة .
ولكن الذي حدث ليس خسارة معركة أو حرب ، بل هي خسارة قطب بكامله ، سيصل الحال حد التآكل للنظام العالمي القديم ، وضمور الهيمنة الأمريكية ، ودخولها في أزمة عميقة لجميع مؤسسات المنظومة الغربية الرأسمالية ، على المستويين الاقتصادي والسياسي ، وفتح نافذة للتحرر من الوهم الماضوي ، الذي كان يهيمن ضاغطاً على شعوب المنطقة ، والقائم على أن أمريكا دولة لا تقهر ، وإذا بها تخسر حربها الأهم ، التي ستؤدي بالتدريج إلى فك الارتباط معها ، ليس بينها وبين دول المنطقة ، بل بينها وبين أوروبا القارة الحليفة تاريخياً ، لأن خسارتها هذه هي خسارة تاريخية بكل المقاييس .
لكن خسارة أمريكا ليس الذي بيناه في ما سبق فحسب ، بل ما تمخض عنه ولادة القطب العالمي الثاني بقيادة روسيا ، واعادة الأمل إلى شعوب المنطقة ، بأن البعبع الأمريكي قد كسر ناب من أنيابه ، وهذا الخسران سيكون وبالاً على اسرائيل بشكل خاص وعلى محميات الخليج التي ستفقد بذلك الظهير والحامي .
لن تخرج أمريكا من المنطقة بصيغة هزيمة كاملة ، حتى أن القطب العالمي الجديد ليس من مصلحته اشهار خسارتها ، بل لابد من أن يعطيها بعض الأدوار التنفيذية في حل بعض التعقيدات الجزئية ، حتى يتمظهر خروجها وكأنها شريكاً في حل المسألة السورية ، وبذلك يكون لانسحابها بعض من التبرير ، لكنها ستخرج هي وكل أذنابها .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخروج الأمريكي ، والتركي ، والتراجع الكردي ، وانتهاء الحرب ، ستترك ندوباً عميقة على البنية الاجتماعية ، والاقرار بها مفتاح لحلها ، فالذين ألقوا سلاحهم ، لا يعني أنهم ألقوا ما في عقولهم من توحش ، ومن فكر ديني تكفيري ، كما وعليهم أن يخرجوا من الحقل المغناطيسي الملوث للحشود القاتلة التي عملوا معها ، وانضووا تحت قياداتها الهمجية ، وإعادة تأهيلهم من خلال اشراكهم في المجالات الحياتية ، بشكل تدريجي ومدروس ، واحياء الأمل لهم مجدداً بحياة عادية .
[ وهذا لا يتحقق إلا من خلال احياء المجتمع المدني المتصالح ، بكل مؤسساته النقابية والحزبية ، وذلك بتجديد الأحزاب اليسارية القائمة ، أو اعادة تكوينها ، ] .
[ وهل يمكن أن نرى في المستقبل ( لاهوت تحرير ) ؟؟ يمثل ثورة ثقافية في الدين ، تنسف الأفكار والمفاهيم الماضوية التكفيرية ، ( وتعزز قيم المساواة ، والحرية ، ( ومبدأ الدين لله والوطن للجميع ) ؟؟ ] .