* الابداع بكل أنواعه الأدبية والفنية ، طموح دائم يرتقي في الأشكال والمضامين يتحقق من خلاله زخم في الإلهام والاستلهام والابتكار ، ويصبح ضرورة وطنية تضمن حضورنا الثقافي والفني والانساني . حيث الشكل ليس غاية في ذاتها ، إنما في الايحاء والرموز ومدلولاتها ، والجديد في المشهد والتعبير ، يعيد الحياة وحركتها المستمرة رغم مواجهة أخطار الحصار والضغط والممارسات المعادية المادية والمعنوية .
ملتقى النصر الرابع للنحت على البازلت حل ضيفاً على محافظة دير الزور في حديقة الشهداء للمرة الأولى لمدة عشرين يوماً بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين والنحاتين من مختلف المحافظات السورية . وهذا الملتقى تقيمه محافظة دير الزور يُعد الأول من نوعه الذي يقام في مدينتنا ، ويشارك به (١٠) فنانين لهم بصمة في ملتقيات عديدة ، من خلال انجاز (١٠) منحوتات بازلتية تتحدث عن انتصار الشعب السوري عموماً وصمود وانتصار دير الزور خاصةً . حيث أكد معظم الفنانين أن أعمالهم تستلهم من تراث وتقاليد دير الزور والبيئة الفراتية وطبيعتها الساحرة ودور المرأة الفراتية إنسانياً واجتماعياً ، وسيتم بعد الانتهاء من انجازها بتوزيعها على ساحات ودورات المحافظة كعربون وفاء يحمل الطابع الجمالي والقيمي من هؤلاء النخبة المميزة من فناني سورية..
_ وقد تحدث الأستاذ ( محمد فؤاد جودية) مدير مركز الشهيد أحمد قاسم جمعة بالسويداء ومدير ملتقيات قطرية ودولية عديدة : هدف هذا الملتقى في مدينة دير الزور لهذا العام هو مشاركة أهالي دير الزور بالنصر المؤزر وخلوها من الارهاب وإعادة الحياة الفنية والثقافة البصرية لهذه المدينة التي صمدت ضد الحصار ومعاناتها مع الارهاب من خلال الملتقى القطري الرابع للنحت على البازلت والأول بدير الزور برعاية السيد المحافظ ومشاركة نخبة من فناني القطر على مختلف مشاربهم الفنية ومدارسهم حيث يتسنى لهم بإرسال رسالة محبة عنوانها ( النصر ) ، ومشاركة أفراح أهالي دير الزور وتبادل الخبرات الفنية فيما بينهم وتشكيل لوحات ومجسمات فنية رائعة من الحجر البازلتي في الحدائق والساحات العامة . علماً بأن سورية تصدر الفن والفنانين ألى الوطن العربي بل تجاوزت حدوده برسل حملوا راية الوطن إلى دول العالم من خلال مشاركاتهم الدولية والعالمية ، ونتطلع بالأشهر القادمة إلى إقامة ملتقى دولي في رومانيا من خلال زيارتي لها ، أرسينا القواعد الأساسية لإقامة هذا الملتقى مع سفارة بلدي في رومانيا وبالتعاون مع اتحاد طلبة سورية هناك بدعم مباشر من الاتحاد الوطني لطلبة سورية وعلى رأسهم الدكتور عمار ساعاتي رئيس الاتحاد.
ومن الفنانين المشاركين :
_ الفنان محمد بعجانو _ مواليد اللاذقية ١٩٥٩ : نعمل على تقديم فن يواكب العصر ويعبر عن الموضاعات الانسانية والاجتماعية من خلال التراث العريق لمدينة دير الزور التي أعرفها جيداً كوني درست فيها لمدة أربع سنوات. وذلك من خلال عمل على شكل طيور مفرودة الجناح بعنوان ( نسور الفرات) أحاول فيها زرع الفكر والقيم الجمالية وإسهام حضاري يخدم قضية الانسان والانتماء للوطن …
_ الفنان أنور رشيد – مواليد السويداء ١٩٦٠: تلقينا الدعوة للمساهمة بهذا الملتقى بروح المحبة والوفاء لمدينة دير الزور وبث روح الحركة الفنية التشكيلية وإعادة الألق الفني لهذه المحافظة ، وتبادل الخبرات والاستفادة منها وعملي عبارة عن خيول بعنوان ( صهيل الانتصار ) بإسلوب تعبيري واقعي كي يكون قريب من رؤى الجمهور ، ومحققاً الناحية البنائية والجمالية كمؤثر حقيقي في الوجدان الانساني ، وعامل جذب للفكر الابداعي.
_ الفنان هادي عبيد – ريف دمشق – جرمانا ١٩٧٨ : شاركت بعمل تحت عنوان ( رسالة نصر للجيل القادم ) ، هدفنا المشاركة في ملتقى دير الزور التي تلقت المصاعب وسفك الدماء وخاصة الأطفال الذين حرموا من متعة الحياة والتعليم وفقدوا أهلهم . فهذا العمل يجسد كتابة تاريخ عودة الحياة والنصر لأطفال دير الزور تحديداً والشعب السوري عموماً .( العمل من صخر البازلت الأسود ويوجد عليه تراب السويداء ، قمت بجمع هذا التراب ووضعته حول شجرة من أرض الفرات التي امتزجت مع تراب وخضرة دير الزور ، لأن الوحدة ليست فقط باللغة والتاريخ و…..إنما بمزج التراب المخلوط بدماء الشهداء …) .
_ الفنان المهندس علي سليمان – طرطوس – ١٩٥٨: عملي يعتمد على علاقة ثورين كبير وصغير وهي رسالة وتربية جمالية تتسم تقنياته بالاثارة البصرية ، التي تؤثر بدورها على الاثارة الفكرية وتحريك الوجدان وتعتمد على التقنية والابداع وتجعل منها على مسافة واحدة من العمل الذهني والحسي ، وبالتالي يلبي الحاجات الانسانية كحاجات الجمال والحب والخوف والقلق التي تلازمنا في حياتنا .
_ الفنان غاندي خضر _ حماه ١٩٨٠: عملي يحمل عنوان ( حواء ) هي أنثى يالهيئة العامة ، لكنها أنثى الفرات بطريقة تجريدية رمزية باللباس الشعبي التقليدي تحمل رموز تدل على الخصوبة وخلق حياة جديدة من خلال التوازن بين الفكرة والتقنية العامرة بالقيم الجمالية والوجدان والعقل .
_ الفنان حسان حسان – السويداء ١٩٦٠ : عملي يحمل عنوان ( الجسر المعلق ) وهو عبارة عن واجهتين لوجهين يمثلان المرأة الفراتية المحملة بالرموز والعناصر المأخوذة من تراث وتقاليد وادي الفرات ( الزي الفراتي ، سنبلة القمح ، سمك الفرات ، والطيور وغيرها …) والقاعدة من جزئين كل جزء يمثل قاعدة للجسر ..
الفنان علاء محمد – طرطوس ١٩٧٣: العمل يمثل المرأة الفراتية كمقارنة بين آلهة الينبوع والمعاصرة وخلق حالة توافق بطريقة تعبيرية تحمل رموز اكليل الغار دلالة على النصر والجرة المليئة بالماء دليل استمرار الحياة ..
_ الفنان وضاح سلامة – ريف دمشق : هدفنا بهذا الملتقى هو المشاركة بالفرحة بعودة الحياة والعافية لمدينة دير الزور والشوق للأحبة الذين عانوا ويلات الدمار والحصار وعبث الارهابين الذين أفسدوا جمال هذه المدينة ودنسوا فراتها العظيم ، والعمل على تقديم أعمال تليق بجمال وطيبة وكرم هذه المدينة .
نفحات القلم – دير الزور
خليل عبد اللطيف