________
* أمـين الجـرادي
ترجمة الأدب الروسي إلى اللغة العربية هي بمثابة جهد عظيم خصوصاً عندما نتحدث عن اعمال دوستيافسكي وتولستوي أو أعمال ماركيز وباولو كويلو المترجمة من الاسبانية وغيرها من الأعمال العالمية الاخرى. لكن ثمة ملاحظات هامة أود استعراضها للقارئ العربي.
أود التأكيد على أن 99 % من الأدب الروسي المترجم إلى اللغة العربية، لم تتم ترجمته من اللغة الروسية إلى العربية بشكل مباشر، لكن تمت ترجمته عن طريق لغة وسيطة أخرى (انجليزية أو فرنسية)، أي تمت ترجمته من عمل آخر مترجم وليس من الاصل (اللغة الروسية). وبذلك ابتعدت كل تلك الترجمات عن الأصل بمرحلتين!!
يحدث هذا أيضاً مع الأدب الاسباني وأدب امريكا اللاتينية.
وهكذا نلاحظ أن دور النشر وكذلك المُترجم، لا ينبهان القارئ على أن هذا العمل ليس مُترجماً بطريقة مباشرة من لغته الاصليه، لكنه منقول ومترجم، من ترجمة أخرى للنص الأصلي.
أحياناً قد يستعرض المترجم بمقدمة طويلة، كم ناله من التعب وكم كلفه ذلك من السهر، وينسى أن يُنبِّه القارئ أن هذه الترجمة، هي نقل عن ترجمة أخرى للعمل، وليست ترجمة مباشرة من اللغة الأصلية للرواية (مثلاً) سواء كانت روسية أو اسبانية.
من الأمانة في عملية الترجمة، التنويه إن كان المترجم قد نقل بطريقة مباشرة من اللغة الأصلية أو من لغة أخرى وسيطة، (هذا يحدث نادراً، إن لم يحدث بشكل نهائي).
بعض المترجمين ودور النشر يُضللون القارئ العربي: يورد اسم العمل باللغة والأحرف الروسية أو الاسبانية مع أن العمل مُترجم من الإنجليزية أو الفرنسية، وليس بلغته الأصلية.
البعض سيقول: وإن كان كذلك ما المشكلة؟
المشكلة أن النص الأصلي عند ترجمته إلى لغة أخرى يفقد الكثير من الحقائق والمعلومات والدقة والجمال.. ليبقى السؤال: ما الذي سيقدمه المترجم للقارئ حين يقوم بترجمة هذه الرواية من نسخة أخرى مترجمة بلغة وسيطة غير لغة الرواية الأصلية؟!!
أما السؤال الاخير والأهم: أين الطلبة العرب خريجوا معاهد وكليات اللغات الروسية والأسبانية وغيرها؟ وما دورهم في نقل الآداب؟!
ملاحظة: ترجمات سامي الدروبي لأعمال دوستيافسكي جديرة بكل تقدير، مع أنها لم تكن من اللغة الاصل الروسية، بل من لغة أخرى وسيطة.
* باحث دراسات عليا- ادب انكليزي