/ فراس مصطفى خميس /
أبي قَمَرٌ وأُمِّي شمسُ داري
هُما قَدَرٌ هُما عَبَقُ المزارِ
وُجودُهُما أمانٌ واخضِرارٌ
وفقدُهُما أَمَرُّ من المَرارِ
تمُرُّ نسائمُ الذِّكرى تِباعاً
لِتوقظَ أدمُعي برؤى الدِّيارِ
أرى أُمِّي تُزيلُ الكربَ عنِّي
تخيطُ الجُرحَ ترأفُ بي تُداري
وتُطعمُني الأطايبَ كُلَّ يومٍ
يداها جنَّتانِ من الثِّمارِ
تنامُ هُنَيْهةً ريمُ الفلاةِ
لترجعَ كالشُّروقِ على البذارِ
تُزمِّلُني بتحنانٍ وعطفٍ
وتدرأُ عنِّي ألسنةَ الأُوارِ
وَمَن كحبيبتي في القدرِ تسمو
حباها اللهُ أُترُجَةَ الوقارِ
وذاكَ أبي كعُصفورٍ نشيطٍ
دؤوبٍ صابرٍ في الفجرِ ساري
أراكَ أبي أذبْتَ العُمرَ تسعى
وتطوي الكَشْحَ من أجلِ الصِّغارِ
أنا منهُم ، رحيقُ اللهِ أنتَ
سليلُ الطُّهرِ لؤلؤةُ المحارِ
سمٰواتٌ لُجَيْنُكَ وامتدادٌ
لبطنِ العرشِ ، جوهرةُ الفَخارِ
رضاؤكَ والحبيبةُ خيرُ عونٍ
إذا طُوِيَ الزَّمانُ كما الدِّثارِ
بربِّكُما خُذاني حين تغفو
عُيونُكُما كما خَبوِ المنارِ
فلستُ أطيقُ حرَّاً من فِراقٍ
ولستُ أطيقُ ذاكرةَ الدِّيارِ
فلولا الله كُنتُ عبدتُ أُمِّي
وكانَ أبي شريكاً في القرارِ
أبي كَونٌ يفيضُ عليَّ حُبَّاً
وأُمِّي كَعبةٌ من جُلَّنارِ