في غفلة من الزمن …. يُفتح باب سري وتمشي في سرداب طويل مقره عمق ذاتك ..وتتكشف أبعاداً جديدة عنك لم تكن تعرفها من قبل أو ربما لم تكن تجرؤ على معرفتها ….يهون الحديث عنها والاستفاضة بشرح تفاصيلها بدون قيود ، وتنهض من سباتها أحلام قديمة تاهت طويلاً في غربة الأيام البخيلة…فتتوحد أنت وكل من مر بهذا السرداب بإحساس طفولي ينعش هذه الأحلام ويدب فيها الحياة كبرعم تفتح على إيقاع ربيعي أخضر ، فيصبح للملل معنى وهمي حيث أن تكرار الحديث يكتسب بعدا آخر وينطوي تحت إطار المعرفة الأعمق ، يستيقظ شيء فيك ينفض الغبار عن الزوايا المهجورة في عمق الروح لتفاجئ بكمية الغبار المكدس ولكن القبول الواسع المدى يضفي عليه سمة الجمال ، أما الندب التي نجمت عن جروح عميقة لطالما أوجعتك فإنك تزهو بها وتغالي في إظهارها بعدما ما هدرت الوقت الكبير في إخفائها ، في هذا السرداب تعلق صورها …وتضحك ..هذه الضحكة التي ستصبح عنوانك بدون جهد أو سبب… .
فتتحدث بعفوية بدون أن تلجأ إلى فلاتر العقل والمنطق حيث أن هذا السرداب لطالما شهد على أحاديث من العبثية المجنونة ، يعززها الشعور بالقوة والرغبة بأن تكون أنت ..أنت فقط بكل ما فيك ، فمجرد دخولك من هذا الباب تسقط كل أقنعتك ويصبح التجرد شعارك …
. في المرآة المعلقة على الباب ، ترى نفسك بوضوح ، تهندم داخلك وتبتسم ،ولا تظهر الخدوش على انعكاسك ، لأنها مرآة لروحك التي اكتمل ألقها ، وتجلى فيها كمال الحقيقة الخالص، إنه كمال النقص.
في هذه الحياة …قد يفتح أمامك أبواب كثيرة وقد تعرف نفسك أكثر وأكثر وأنت تعيشها ، ولكن دخولك من هذا الباب وذاك التخايل بالفرح البوهيمي لن تعيشه غير مرة واحدة، فمفتاح الباب يتيم ، وساكنه واحد ، إنه شجن الفرح ،
إنه الحب الحقيقي…..