————————————-
إن كل حركات النهضة الثقافية ليست نهضة ناهضة ولا ناضجة أو قادرة علي إحداث التغيير للحيرة التي وقعت فيها بين الموروثات المطلوب تجديدها والتي يُنظر إليها كثوابت وبين حقيقة الفكر الحضاري وحيرة المتأثرين بالمعروض من قيم لها اسباب دينية لأن الحالة الشرعية الإلهية تعتبر هذا الوصف من ضمن النظام العام وتفصل وسائله
وإسقاط تاريخي آخر مستورد من تجارب غربية وداء يستخدم كدواء لداء آخر ومن الطبيعي كتوصيف أيدلوجي أن يكون دعاة هذه الافكار سطحيون ويلجأون لانطباعات محالة وضعية يعتبرون أن ما ينتمون إلية لا يعتبر من الثوابت المقدسة
إذن فالمسألة محسومة للقارئ
اما اذا كان الفرد المثقف قد تجرأ علي تابوهات ثقافته تكون الضجة أكثر دوياً فالمسألة هنا تتجاوز النص لتلاحق كاتبه
وعليه فإن ما يمكن وصفه للغريزة عند الغرب كنوع من البناء الذي يقيمه العقل فإنها عند العرب عملية هدم وتركيب لاصلاح ذات الافكار لينشأ الصراع بين الموروث والمتكون الحادث الذي يخرج من هذا الاطار كما أن انتشار المفاهيم الفاسدة التي تُرسخ لدى الناس و الارتباط الكلي بغرف سرية، مع إشاعة الأجواء التي تطلق للشهوات عنانها نلح في فهمها ، وتبرز المثاليات
والجواب ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾
ومن هنا يرد سؤال جوهري، يتعلق في صميم تزكية النفس وتهذيبها: طالما أن النفس تتشكل نتيجة البيئة التي يعيش الإنسان فيها، بل وترث الخصال الحسنة أو القبيحة بفعل أثر الآباء والأجداد، أو بحكم العادات والتقاليد أو النظام المطبق على الناس والذي تحكمه وجهة نظر محددة في الحياة، فلم نعاتب الناس فيما هم عليه من سوء حال، وهل من سبيل إلى إعادة صياغة نفسية الإنسان من غير تغيير الأوضاع السائدة في المجتمع وقلب المفاهيم الشائعة فيه فضلا عن استبدال الأعراف السائدة؟
والجواب هو: إن تغيير ما تطبعت عليه النفوس أو ورثته واعتادت عليه أمر يصعب نواله، ودونه صعوبات شتى، وخصوصا في ظل سيادة أوضاع مختلفة تتباين بل وتتناقض مع ما يراد التغيير له. من بلد لآخر ولذلك فمن المبالغة، توقع إحداث إصلاح أو تغيير جماعي في أنفس الناس عموما نحو الأمثل أو الأفضل، ولنتجول قليلا في شوارع فرويد لنجلس علي احدي مقاهيه نستعرض كتاب التوتم والتابو وتحديدا في مقالته التابو وازدواجية الانفعالات العاطفية
كلمة تابو هي من اصل بولينيزي وهم سكان استراليا الأوائل ولأننا لا نملك المفهوم الذي تدل عليه اكتفينا بالنظر الي معناها المتشعب لاتجاهين متعاكسين يعني لنا من جهة (مقدس مبارك) ومن جهة اخري (مدنس خطير محظور ) وما يعكس كلمة تابو كلمة نوا في البولينيزيه اي اعتيادي ويحاول فرويد توضيح هذا المفهوم بالاستعانة لراي فونت باستخدام معايير ومصطلحات كثيرة كأن القارئ في حالة عدوى تمنعه من دخول ثقافة النص فما جدوي التجريب وما جدوي أن يمس الكاتب تابوهات ثقافته وهو لا يدري وهل شرط الابداع هو اختراق هذه التابوهات
فاكتساب نفسية راقية سامية، لا يتأتى بالعجز وكثرة التبرير والكسل المخزي، إنما يتحقق بالإرادة الصلبة والتصميم الجاد والهمة العالية، ومن غيره فلا أمل يُرجى في تحقيق أي تغيير جدير ذكره في أوضاع الإنسان مهما نمت عقليته، واتسعت ثقافته، وكثرت معلوماته وثرثر بها لسانه؛ لأن العادة ليس من السهل الخروج عليها. ام ان من ينتهك التابو للذته اقوي من خوفه