الحبارى طائر رمادي اللون يشبه الإوزة، طويل العنق والمنقار . يُضرب به المثل في الحمق، والكمد، والطيران، والسّلْح “التغوط”، والظلم، وبوعيدها للضعيف يتوعّد القويّ ؛ فيقال :
– أحمق من الحُبارى ( أو : من حُبارى ) .
زعموا أنها من حمقها، تلقي عشرين ريشة دفعة واحدة،
وسائر الطير تلقي الريشة الواحدة بعد الأخرى، ولا تلقي
الثانية إلا بعد نبات الأولى، فإذا فزعت الطير فطارت بقيت
الحبارى، وربما ماتت كمداً .
– أذرقُ من حُبارى .
من الذرق، وهو التغوط .
– أظلم من حبارى .
– أسلحُ من حبارى .
من السلح، وهو التغوط، قيل إنها تسلح ساعة الخوف .
– أطير من حبارى .
– أكمد من حبارى . ( أو : من الحبارى ) .
من الكمد وهو كتمان الحزن . قال أبو الأسود الدؤلي :
وَزَيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبارى إذا طَعَنَتْ لَطيفَةٌ أو مُلِمٍُ
– أموق من الحبارى .
من الموق وهو الحمق في الغباوة . وقيل هذا المثل لأنها
تأخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضةً له ليتعلم منها
الطيران .
– ما مات فلان كمد الحبارى .
– مات فلان كمد الحبارى .
– وَعيدَ الحبارى الصقر .
وذلك أن الحبارى تقف للصقر وتحاربه ولا سلاح لها، وربما
ذرقه، ولذا قيل :
– سِلاحُه سُلاحه .
يضرب للضعيف يتوعد القوي .
– سلاحُ الحبارى .
يضرب مثلاً للضعيف يستعين بالآلة اللئيمة على مقاومة من
هو أقوى منه، فربما يغلبه بها، وذلك أن الحبارى سلاحها
سُلاحها، إذا أراد الصقر أن يصيدها ترميه بذرقها، فيدبق
جناحيه، ويعطل طيرانه حتى تجتمع عليه الحباريات،
فينتفن ريشه طاقة طاقة، فيموت الصقر، وإلى هذا المعنى
أشار المتنبي :
فلا تنَلكَ الليالي إنَّ أيديَها إذا ضَرَبنَ كسرنَ النَّبعَ بالغَرَبِ
و لا تُعَنِّ عدُوّاً أنتَ قاهِرُهُ فإنَّهُنَّ يَصِدن الصٍَقرَ بالحَزَبِ
يضرب لما لا يُكتم من الأسرار .
اللاذقية : الأول من شباط ٢٠٢١ ☆ بسام جميل جبلاوي .