عـــدونا : من استعمرنا ، واستثمر في المذاهب ، وخلق (اسرائيل) ، أوروبا ــ أمريكا
استعمروا الدنيا ، من الصين حتى افريقيا ، وعلى الدماء أسسوا شركاتهم الاحتكارية
حولوا العالم كل العالم ، أسيـاداً ، وعبيـداً ، شمـالٌ ثـري ، وجـنوبٌ فقيـر ، ومتـخلف
بقلم المحامي : محمد محسن
…………..[ من يحمل شعوبنا مسؤولية تخلفها ، غير منصف على الأقل ] .
لأن الشعوب التي مشت الحضارة أولى خطواتها على أرضها ، هي وحدها القادرة على تطوير حضارتها إلى الدرجات العليا ، بأفقها الانساني ، لأن هذه الحضارة هي الابنة الشرعية لها ، والأم ترعى وليدها ، وتتطور معه ، وتربيه على القيم الانسانية الرفيعة .
ولكنهم اغتالوا حضارتنا ، وعمموا نسخة حضارية مزورة عنها ، ونسبوا حضارتنا ، وما انتجته شعوبنا من انجازات تاريخية ، علمية ، وفكرية ، إلى الاغريق ــ الأوروبيين ، وهذه النسخة المزورة ، هي التي انجبت القيم (النيو لبرالية) المتوحشة ، والتي تعتبر الربح ( المنفعة ) ، هي القيمة الأعلى ، ولو كانت على دماء الملايين من شعوب العالم الثالث .
وتجاهلوا حضارات أوغاريت ، وماري ، وبنت جبيل ، وبابل ، و مصر ، والصين ، ولم يكتف المستشرقون (البعثات الاستخبارية) ، بتزوير وطمس تاريخ تلك الأوابد ، بل سرقوا كل رقمها ، وتحفها ، ووضعوها في متاحفهم ، ثم كتبوا تاريخ هذه الأوابد وفق فلسفتهم الاستعمارية ولا زلنا نقرأ نسختهم المزورة من تاريخنا ، وتاريخ تلك ( الأوابد ) التي شكلت الأرضية الحضارية للبشرية .
هذا النظام ( النيولبرالي ” الامبراطوري” ) وحالة الحرب ، أمران متلازمان ، يدعم كل منهما الآخر ، فلا نظام امبراطوري أمريكي عالمي ، بدون حروب ، لأنها الطريق الوحيد لتكديس الثروة في الشمال .
نعم لقد افلست النيولبرالية الغربية ، فلسفياً ، وأخلاقياً ، بسبب (تسليع) كل جوانب حياتنا ، واختزال هوياتنا إلى مجرد مستهلكين ، ضمن سوق عالمية كبيرة ، وحرية السوق هذه غير عادلة ، لأنها تقود إلى افقار الكثرة من شعوب الجنوب من خلال استنزاف مواردهم ، واغناء القلة من شعوب الشمال ، على حساب دماء ، وعرق الشعوب المستعمرة ، وسرقة كل طاقاتها المادية ، والبشرية .
لقد اغتالت هذه الفلسفة الرأسمالية المتوحشة ، قيم الشرق الانسانية ، التي كان يجب أن تقوم على : التعاون والتعاضد ، والسعي لرفع المستوى الثقافي العام للشعوب ، وحل القضايا الخلافية عن طريق الحوار ، والتفاهم .
واستبدلتها بفلسفة تعتبر الإنسان مجرد سلعة ، قيمته بما يملك من مال ، لا بما يحمل من علم ، ومن قيم انسانية ، وشرعنت الحروب ، وثقافة القتل والتدمير ، لأنها الطريق الوحيد للثروة ، من هنا (تسلعت) جميع الشعوب في الشمال والجنوب .
لكن الروح الانسانية الوثابة ، ترفض ، وتأبى ، الخضوع لهذا الغزو الحضاري ، الذي يهدد القيم الانسانية ، لذلك كان على كل انسان عاقل ، أن يناضل ضد حروب الغرب ( النيو لبرالي) التي لا تنتهي ، والعمل على التعبئة العامة ضد الرأسمالية الغربية المتوحشة .
وينادي بحماية الحضارة الانسانية المهددة ، باستنزاف مواردها الطبيعية المادية ، والبشرية ، واستعباد طاقات الشعوب العلمية ، لصالح الاحتكارات الدولية ، وتكريس مصالح الشمال ، على حساب الأغلبية الساحقة من البشرية .
لذلك شكلت حرب (الإمبراطورية الأمريكية ــ المتوحشة) الارهابية الأخيرة ، خطراً داهماً ، على الدول العربية ، وعلى الحضارة الانسانية ، (فطفح الكيل ، ومال الميزان) .
مما استدعت الضرورة الموضوعية وقفها ، ومواجهة عقابيلها ، لأن قطار الحضارة الإنسانية قد أخرجته عن سكته الانسانية ، بل باتت الحضارة ذاتها في خطر .
فكان لابد من ولادة القطب المشرقي ، المكلف لوحده بإعادة التوازن إلى المسيرة الحضارية ، وعلينا الإدراك أن هذه النقلة النوعية التاريخية العظمى ، لن تتم بسهولة ، ولا بد من تقطيع أذرع الاخطبوط الأمريكي الإمبراطوري الممتدة شرقاً وغرباً ، وهذا يحتاج إلى جهد ، وإلى كثير من المواجهات .
[ ولكن ستكون نتيجتها سقوط (امبراطورية الشر الأمريكية) التي سرقت الحضارة ، وحرفتها عن سكتها الإنسانية ]