بإرادتها القوية تحدت رنا كنعان من بلدة الرحى بالسويداء ظروف إعاقتها المتمثلة بحالة الشلل في الأطراف السفلية التي لأزمتها منذ سنوات طفولتها وذلك عبر توجهها نحو العمل اليدوي المتعلق بتصنيع الاكسسوارات ليضاف ذلك إلى موهبتها في مجال الرسم.
كنعان 25 عاما رغم صعوبة قدرتها على الكلام أبدت سعادتها وحبها لهذه المهنة التي اكتسبتها بعد خضوعها لدورة في مركز تمكين المرأة التابع لجمعية تنظيم الأسرة السورية بالسويداء العام الماضي.
ووفقا لوالد رنا الضابط المتقاعد نزيه كنعان فإن ابنته تعمل ليس بهدف مادي إنما من أجل إثبات حضورها وتعزيز دمجها بالمجتمع مبينا أنه عندما وجد لديها موهبة عمل على تشجيعها وأمن لها المواد الأولية اللازمة.
ولفت كنعان إلى أن ابنته رنا تأخذ وقتها بالتفكير بما تريد أن تصنعه من العقود والأساور وغيرها من الاكسسوارات المطلوبة كما تبحث عن التصاميم المتعلقة بها على شبكة الانترنت وتسوق إنتاجها من خلال المعارض التي تقام والمهرجانات وخاصة المتعلقة منها بذوي الإعاقة.
وبحسب مقدمة الدعم النفسي والاجتماعي في مركز تمكين المرأة بجمعية تنظيم الأسرة السورية بالسويداء ساندي نصر الدين فإن رنا كان لديها بداية دخولها المركز حالة من الخجل إلى أنه من خلال متابعتها من قبل مدرسة الأعمال اليدوية أصبح لديها بوادر للعمل وتطور مستواها وانتقلت لمرحلة الإنتاج مع تفريغ طاقتها بأعمال يدوية متنوعة من الاكسسوارات.
ورنا وفقا لرئيس اللجنة الإدارية للجمعية السورية للمعوقين جسديا نزار شجاع نجحت في مجال تصنيع الأعمال اليدوية جراء متابعة الأسرة والمجتمع الأهلي لها وكذلك إصرارها على تحدي الصعاب وإثبات وجودها بطريقة جميلة لافتا إلى حرص الجمعية على تشجيعها ومساعدتها بتسويق إنتاجها لتجسيد شعار “إنتاج الطاقة من الإعاقة” لافتا إلى وجود شقيقتين لها لديهما حالة شلل وواحدة منهما نالت الإجازة الجامعية.
يوسف هيثم الناعمه
